رسالة رجل مسن مضرب عن الطعام إلى العالم لإنقاذ العراق
لسنا خرافا : شعار اتخذه الناشط المدني العراقي المدعو قتيبة الموسوي عنوانا لإضرابه عن الطعام وجسده الكهل يتضور جوعا منذ أيام عدة، تنديدا بصمت العالم وتهاون الحكومة العراقية في إبادة تنظيم "داعش" لخمسة آلاف طالب عسكري.
نازك محمد خضير – بغداد
وأضرب الموسوي (53 عاما) وهو مدرّس من قرية السادة البو هلاله التابعة لقضاء الشطرة في محافظة ذي قار الجنوبية، عن الطعام، استنكارا لاقتياد الدولة الإسلامية 1700 طالب عسكري تمت تصفيتهم بكل وحشية.
ويتناول الموسوي ما نسبته 10% مما كان يأكل سابقا، لينال أكبر قسط ممكن من التحمّل، تزامنا مع مماطلات الجهات المسؤولة في الدولة عن كشف ملابسات جريمة قاعدة سبايكر التي تعرض لها طلاب القوة الجوية.
وقال الموسوي، في حديث لـ "روسيا سيغودنيا" ، إن وقتا طويلا مرّ ، والحكومة العراقية لم تتفوّه بكلمة واحدة عن شبابنا الذين تعرضّوا لجريمة يندى لها الجبين، سواء في الموصل أو تكريت في قاعدة سبايكر، لولا أن "داعش" تبث شريط فيديو يفصح عن مدى الجريمة النكراء.
وأوضح الموسوي في نداء استغاثة أطلقه إلى منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، أن الحكومة العراقية غير قادرة على احترام حياة أفراد الجيش العراقي الذي يواجه الإجرام، حيث تسترت على الطريقة التي وصلت بهم إلى أيادي المجرمين، مما جعلت الكثير يقتنع بوجود خيانة تتحمّل الحكومة والقيادة العسكرية العامة والميدانية المسؤولية الكبرى. ودعا الجهات الدولية إلى مساءلة الحكومة العراقية عموما والجهات المختصة فيها بالأمن القومي والوطني للعراق عن تفاصيل ما حصل في قاعدة سبايكر، شمالي بغداد، وسبب هذا الصمت المحيّر والذي يشير إلى أمور خطرة يجهلها الشعب.
وندّد الموسوي بعدم إصدار الحكومة العراقية أي بيان للشعب العراقي، توضح فيه ولو القليل من التفاصيل لتطمين عوائل الشهداء، واتخاذ الاجراءات السريعة لنجدة من اختطفته بعض العشائر بدلالة شهادة الناجين . وهذا بالنتيجة أدى إلى فقدان الثقة بالقيادات السياسية والعسكرية التي تدير ملف الأمن في العراق.
وشدّد الموسوي على مطالبة المنظمات المحلية التي أطلقت تظاهرات عدة في الوسط والجنوب وما زالت مستمرة، بنقل ملف جريمة سبايكر إلى محكمة العدل الدولية كجريمة ضد الانسانية، ومحاسبة كل من له يد فيها.
ومن حيث تنحدر غالبية الطلاب العسكريين الذين نال مصيرهم الصمت طوال ثلاثة أشهر، من الجنوب العراقي، ثار ذووهم مطالبين البرلمان والجهات الأمنية تسليمهم أبناءهم الذين هاتفوهم قبل إبادتهم بساعات معدودة.
وحتى اليوم ما زال مصير الآلاف من طلاب سبايكر مفقودين، أهم أحياء أم أموات ؟ - فلا علم لذويهم بذلك. اللهم انهم يطالبون الحكومة بإعادة أولادهم الذين تقدموا من الجنوب للسلك العسكري بغية حماية البلاد تزامنا مع الانتشار الدموي لتنظيم "داعش".
منتديات القوميون الجدد