طارق حسن رئيس مجلس الادارة
عدد المساهمات : 2533 تاريخ التسجيل : 22/09/2013 الموقع : الوطن العربى
| موضوع: ما لم تفهمه تركيا حتى الآن عن سوريا 12/10/14, 03:06 am | |
| مالم تفهمه تركيا حتى الان عن سوريا .. بقلم الكاتب سامى ابراهيم
المثير للدهشة والحيرة أحيانا أن رئيس دولة مثل أردوغان يسير باقتراحاته حول الشأن السوري من حفرة إلى حفرة أخرى كلما حاول النهوض من مطبة يقع في مطبة تالية فإذا كان قادرا على إقناع الأكراد المسلمين في تركيا للتصويت له بذرائع دينية وعلى دغدغة العربان في الخليج لدعم حملات حزبه الانتخابية فإنه لم يتمكن حتى الآن من فهم العقلية السورية بكل مكوناتها الشعبية بأنها ترفض أي استسلام أمام الإرهاب التكفيري. ولعل أكثر المواقف بلاغة بشأن الاقتراح التركي الذي قابلته واشنطن وموسكو بالإضافة الى حلف شمال الأطلسي بردود ما بين التحفظ والرفض كان موقف إيران التي أعربت عن أملها بموقف تركي "إيجابي" وأرفقت ذلك بتحذير من رد قاس وقوي وفوري في حال مضت مثل هذه المخططات ضد السيادة السورية قدما . الموقف الأطلسي والأمريكي وفيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ أن إقامة ما يسمى منطقة عازلة شمال سورية التي تطالب بها أنقرة ليست مدرجة على جدول أعمال الحلف وشركائه نفى البيت الأبيض بحث إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سورية وتركيا ليضع بذلك حدا للتصريحات الاستفزازية التي أطلقها بعض القادة الأتراك وعلق عليها دبلوماسيون غربيون بهذا الخصوص . كما لم تتحفظ الإدارة الأمريكية بالإعلان عن نواياها في القضاء على داعش حيث قال وزير خارجيتها جون كيري "لم يبق أمامنا سوى بضعة أسابيع لبناء التحالف. وما زال يجري توزيع المهام. والهدف الرئيسي لهذا المجهود هو إتاحة المجال للعراق حتى تكتمل حكومته ويبدأ الهجوم المضاد" هذا في وقت كان الأميركيون يجددون القول إن عين العرب (كوباني) ليست ضمن أولويات حربهم الجوية على التنظيم الإرهابي. الدبلوماسية الروسية من جانبها أكدت وزارة الخارجية الروسية عبر الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف أن "الجانب الروسي أكد على ضرورة أن تكون محاربة التهديدات الإرهابية مبنية على الالتزام الصارم بالقانون الدولي وعلى احترام سيادة الدول" وعلى أن يجري حل النزاعات القديمة والجديدة حصرا بالوسائل السياسية والدبلوماسية ومن خلال حوار وطني شامل". وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن "عدم تنسيق الخطوات لمكافحة الدولة الإسلامية مع دمشق يؤثر على فاعلية ضربات التحالف الدولي في سوريا" وأن "إقامة مناطق عازلة في شمال سوريا يجب أن يكون بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي" مشيرا إلى الأهداف من هذه المناطق التي شاهدها العالم في العراق وليبيا وغيرهما. التحذيرات الإيرانية بدورها بدأت طهران محادثات مع أنقرة في محاولة لإقناعها بألا تعمل على تفاقم الأزمة في المنطقة وأن تضطلع بدور إيجابي بمنع سقوط عين العرب. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن "أي نقض للسيادة الوطنية السورية كإيجاد مناطق حظر طيران أو تدخل بري سيتبعه رد قاس وقوي وفوري". محذرا من "تبعات قاسية سيتلقاها الأميركيون وإسرائيل إن انحرف التحالف وتحرّك باتجاه تغيير سياسي في سورية" وتابع "لن نسمح للإرهابيين بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد أو أي أحد من حلفاء إيران في محور المقاومة". إلى ذلك وتساءل مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القنصلية والبرلمانية حسن قشقاوي عن مصادر المدفعية الثقيلة والدبابات ومعدات "قلما يمتلكها تنظيم ارهابي عادي الأمر الذي يطرح تساؤلات عن مصدر هذه الأسلحة وعن أي طريق جاءت للتنظيم ولماذا لا تتحدث جميع الدول بوضوح وصراحة عن مواقفها في هذا الصد" مشيرا إلى أن "التحركات التي تجري في المنطقة من بعض الأطراف ترمي إلى تقوية التيارات الإرهابية". التراجع التركي وفي غضون ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو إنه "من غير الواقعي التفكير بأن تشن تركيا وحدها عملية برية" ضد "داعش"، داعيا إلى "ضرورة إقامة منطقة حظر للطيران قبل كل شيء لأهميتها القصوى من الناحية الإنسانية ولنجاح العملية العسكرية ضد داعش". وأضاف إننا "نجري محادثات وبمجرد التوصل إلى قرار مشترك فلن تتردد تركيا في القيام بدورها" معتبرا أن تركيا هي من يقرر مصير سورية بقوله إن "الوضع الحالي سيستمر مع بقاء نظام الأسد في سدة الحكم في سورية" ومكررا ذرائع رئيسه بأن "النظام هو سبب عدم استقرار سورية وهو الذي هيأ الأجواء لظهور الجماعات المتطرفة واكتسابها القوة" مؤكدا بذلك على المثل الشعبي "إن كنت لا تخجل فقل ما شئت". حقيقة الموقف التركي ويقول مراقبون إن الحقيقة هي في أن الموقف التركي لم يتغير من الأحداث السورية فأنقرة ومنذ بداية الأحداث جاهرت بموقفها الداعي إلى "إسقاط النظام" بأي ثمن وعمدت إلى تسهيل دخول المسلحين إلى الداخل السوري ودعمت الجماعات المسلحة بالسلاح والمال والعتاد وتعاملت مع الأزمة على أنها معركتها الشخصية ولم تخف نيتها بالتدخل بريا وإقامة منطقة عازلة وحظر جوي وهذه أمور نادى بها القادة الأتراك طويلا وحملوها إلى جميع المؤتمرات الدولية التي عنت بالأزمة السورية .فجاءت الحرب على داعش من دون أفق سياسي محدد وواضح لدى واشنطن وهذا ما لا تريده انقرة التي تحاول جدولة أهداف هذه الحرب من خلال فرض شروط تدمير الدولة السورية وإقامة منطقة عازلة كنتائج تلقائية للتحالف ضد داعش ولكن الثابت الذي لم تفهمه حكومة "التنمية والعدالة" في أنقرة حتى الآن هو أن الأزمة السورية دخلت في مراحلها الأخيرة حيث مرحلة كشف جميع الأوراق قبل التفاوض بعدما أيقن الجميع بإستثناء تركيا أن أي حلول في المنطقة سوف تأخذ بعين الإعتبار مصالح دمشق بالدرجة الأولى. منتديات القوميون الجدد | |
|