أبوالهول معرض للانقسام.. والترميم مسكنات.. خبراء: صدوع طبيعية تخترق جسم أبوالهول.. الكسباني: المياه الجوفية زادت مأساة الأثر..رئيس الآثار المصرية: العوامل الطبيعية خارجة عن إرادتنا
[rtl] [/rtl]
أبو الهول، الحارس الأمين على أهرامات الجيزة
[rtl]يتعرض أبوالهول، الحارس الأمين على أهرامات الجيزة لمخاطر جسيمة تهدد بفنائه، بسبب طبيعة تكوينه الجيولوجية، حيث يتكون من نوعين من الصخور المعرضة للتآكل، مثل الحجر الجيري الذي يتأثر بشكل سلبي بترشيحات المياه والنشع، وذلك بفعل المستوى المنخفض الذي يقف به التمثال وهو أقل بكثير من مستوى ارتفاع هضبة الأهرامات. حيث يعد هذا المنخفض السبب الرئيسي في المشاكل المحيطة بالتمثال، ومن أبرز هذه المشاكل المياه الجوفية التي تحيط بالكتلة الصخرية للتمثال في باطن الأرض، بالإضافة لعمليات التآكل التي بدأت تظهر على الأجزاء السفلى من التمثال مثل القدمين والجانبين من أسفل اللذين بدأت تظهر عليهما علامات الانتفاخ بفعل التشبع بالمياه. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن جسم التمثال على سطح الأرض يتعرض أيضًا لعمليات النحر والتعرية من خلال الأتربة والرمال والعوامل الجوية، خاصة وأن أعلى قمة في جسم أبوالهول بالكاد في مستوي الأرض المحيطة به أو أقل قليل، كما تظهر على جسم أبوالهول نسبة أملاح ملفتة للنظر، والتي أبرزت التآكل في الرقبة والظهر بجسم أبو الهول فجعله رأس إنسان منهك في جسم أسد هزيل لاحول له ولا قوة.[/rtl]
[rtl] مصاد تفتح هذا الملف لتستطلع أراء الخبراء الأثريين وأساتذة صيانة وترميم المواقع الأثرية للوقوف على حقيقة المخاطر التي تهدد تمثال أبو الهول، ومعرفة كيفية التصدي لهذه المخاطر ومواجهتها، لوقف حالة التدهور التي يمر بها أبو الهول يوما بعد يوم.[/rtl]
[rtl]فقد قال الدكتور عبد الفتاح البنا أستاذ ترميم وصيانة المواقع الأثرية بكلية الآثار جامعة القاهرة: نحن نواجه مشكلة أزلية وهي أن أبو الهول يحتاج إلى ترميم بشكل دوري لأنه تم نحته من نتوء صخري طبيعي تبقى من محجر كانت تستخرج منه الأحجار وهذا النتوء جاء لنا بمشاكله.[/rtl]
[rtl]وأضاف البنا: إن المشكلة الحقيقية التي تواجه أبو الهول تكمن في الصدوع الطبيعية في نفس اتجاه نهر النيل من الجنوب للشمال والتي تأتي بالتوازي معه في هضبتين الجيزة والمقطم وهي أصغر قليلًا أو مماثلة لمجرى النيل، والخطر هنا أن هذه الصدوع تخترق جسم أبو الهول بحكم امتداده من الغرب إلى الشرق، وهذه الشروخ تمر بشكل متقاطع مع منتصف التمثل أو الثلث الأمامي منه، أما المشكلة الثانية فهي طبيعة التكوين الجيولوجي للحجر الجيري الذي نحت منه التمثال، فهو مكون من نوعين من الحجر، فالرقبة والرأس طبقة صلبة والمنتصف طبقة رخوة، وهي الطبقة المعرضة للتأكل بشكل مستمر في منطقة أسفل الرقبة ومنطقة الصدر.[/rtl]
[rtl]وواصل البنا: إن أبو الهول يقف في منخفض أقل بكثير من هضبة الأهرامات ولذلك نجد كل المياه التي تنتج عن المدينة السكنية والمينا هاوس ونادي الجولف تتجمع في منخفض أبو الهول إضافة إلى مياه الرشح التي تنتج عن ترعة المنصورية ونزلة السمان، لذلك كل المشروعات التي تمت لإزالة المياه الجوفية كانت مشروعات كاذبة، وكانت ترسل سيارة سحب المياه من المنطقة عندما هناك زيارة، وهذا الأمر أثر على الحجر الجيري المنحوت منه التمثال بشكل كبير، وزاد من نسبة الأملاح التي اصبحت مع المادة الرخوة للحجر عبارة عن وجبة كالسيوم دسمة للطيور، فيجب أن لا تغفل الوزارة عن عمليات الترميم الدوري حتى يتم المحافظة على جسم التمثال الهزيل.[/rtl]
[rtl]ومن جانبه قال الدكتور مختار الكسباني الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة: تمثال أبو الهول مريض منذ نشأته، فهو عبارة عن صخرة منخفضة عن هضبة الأهرامات اسفلها مياه جوفية، وبدلا من أن تبقى على حالها تم تحويلها إلى تمثال.[/rtl]
[rtl]وأضاف الكسباني: لقد تم ترميم أبو الهول منذ ما يقرب من 20 عام وقد أشرف على ترميمه الفنان الكبير أدم حنين، وقد تم وضع قطع حجرية من نفس لون الحجر فوق الجسم الأساسي للتمثال لتتصدى العوامل الجوية المختلفة، ولكن هذه القطع مع مرور الوقت ومع العوامل الجوية المختلفة تتعرض للانتفاش، كما تتعرض بعض المواد المستخدمة في الترميم إلى الضعف فيتم تدعيمها من خلال عمليات ترميم جديدة وفق الأسس والقواعد العلمية المستخدمة في عمليات الترميم.[/rtl]
[rtl]وواصل الكسباني: إن المياه الجوفية أسفل أبو الهول الآن يتم سحبها بشكل علمي حديث، من خلال استخدام مضخات تعمل بشكل آلي في حالة ارتفاع منسوب المياه أسفل التمثال لمستوى معين، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من نسبة المياه في منخفض أبو الهول منها على سبيل المثال الترعة المجاورة لمنطقة أبو الهول إضافة إلى طبيعة المنخفض نفسه والذي يقل كثيرًا عن مستوى هضبة الأهرامات.[/rtl]
[rtl]بينما قال الأثري على الأصفر رئيس قطاع الآثار المصرية: إن مشروع ترميم أبو الهول الذي أنتهي العام الماضي كان أعلى مستوي من الدقة، وقامت بتنفيذه شركة المقاولون العرب على نفقة المعونة الأمريكية، وخلال هذ المشروع تم تخفيض المياه تحت قدم أبو الهول إلى 2.5 متر، كما تم ردم المنطقة بالكامل، وتم تثبيت منسوب المياه، وفي حالة ارتفاع منسوب المياه عن المستوي المخفض تعمل الماكينات أوتوماتيكيا لصرف المياه.[/rtl]
[rtl]وأضاف الأصفر: إن فكرة تفاعل الحجر الجيري المنحوت منه تمثال أبو الهول مع المياه وتحوله إلى كالسيوم تتغذي عليه الطيور، هو أمر وارد لآن هذه هي طبيعة الحجر الجيري، ونحن أمام عوامل طبيعية وبيولوجية خارجة عن إرادتنا، ولكن مشروع منسوب المياه مدروس دراسة علمية بعناية كبيرة جدًا وسيحقق أفضل نتائج، وإن كان هناك بعض التضخمات في جسم التمثال فهي في القطع التي تم اضافتها إلى جسمه في عمليات الترميم التي حدثت في العصر الروماني والثمانينيات من القرن الماضي، ولذلك العوامل المناخية تؤثر على القطع الخارجية أما جسم التمثال الأصلي فلا تأثير عليه.[/rtl]