بعد فشلها فى الحشد لتظاهرات 19 مارس.. الإخوان تدعو للتظاهر غدًا الجمعة

بعد فشلها فى الحشد يوم 19 مارس الاخوان تدعوا للتظاهر غدا الجمعه

توعد التحالف الدعم للإخوان، فى بيان له، بالتصعيد فى تظاهرات غدا الجمعة، تحت شعار: "مليونية الجمعة ستكون غير مسبوقة"، مؤكدا مشاركة طلاب الإخوان فى تظاهرات الجمعة، ووصفهم بأنهم قادة التظاهرات القادمة.

يأتى توعد "التحالف" بعد فشله الكبير فى الحشد لتظاهرات 19 مارس التى دعا لها منذ فترة كبيرة، ولكن خذله الحشد، فلم يشارك فى المظاهرات سوى عدد قليل، قاموا بشغب كبير فى الجامعات، واقتحموا جامعة القاهرة والأزهر.

وقالت مصادر داخل تحالف "دعم الإخوان" إن تظاهرات غد ستشهد تغييرات نوعية كبيرة، سواء من حيث المشاركين فى الفعاليات أو من حيث التحركات الميدانية التى سيتحركون من خلالها، وذلك بعد أن قامت قوات الأمن بتطويق الميادين عليهم، ومنعهم من التحرك فى الشوارع الرئيسية، فقاموا باللجوء إلى الشوارع الجانبية، والمظاهرات الخاطفة فى عدد من الميادين، حتى تقوم بعض القنوات الموالية لهم بتصويرهم، وفض المظاهرة قبل وصول قوات الأمن.

وأضافت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المظاهرات ستعتمد على طلاب الجامعات الذين سيتحركون عقب صلاة الجمعة من المساجد إلى الميادين فى قلب العاصمة والتحركات، مشيرة إلى أن الجماعة ستعتمد على عنصر المفاجأة فى تظاهراتها من خلال كلمات سر أو إشارات يتم الاتفاق عليها مسبقا للتجمع فى عدد من الميادين، بصورة مفاجئة، والتجمهر لفترة قصيرة، ثم فض المظاهرة قبل وصول قوات الأمن.

وأشارت المصادر إلى أنه خلال اجتماعات التحالف التى تمت هذا الأسبوع، أكد قياداته ضرورة اقتحام ميدان كبير فى القاهرة أو الجيزة، على أن يقتحمه عدد من الشباب والطلاب، ثم يتم الدعوة لزحف الجميع إلى هذا الميدان، حتى لا تتمكن قوات الأمن من تفريقهم.

واستنكر هشام النجار، الباحث الإسلامى، دعوات الإخوان لمليونية غد، متسائلا: ماذا تعنى "غير مسبوقة"؟ أهى غير مسبوقة فى عدد ضحاياها أو فى إحداثها لأكبر حجم خسائر وفوضى؟ أو هى غير مسبوقة فى جنى غضب جماهيرى وسخط شعبى أكبر؟

وأضاف لـ"اليوم السابع": أن الإخوان وحلفاءهم لا ينظرون إلى النتائج والمآلات بشكل علمى واقعى مدروس، إنما يعتمدون على توظيف الحماسة وخطاب الأمنيات والخيالات، كأنهم يعيشون فى دنيا أخرى غير التى نعيشها.

وأوضح أن جميع الفعاليات والتجمعات والمسيرات السابقة كانت مصحوبة بهذه الدعاية الاخوانية، وكلمة "غير مسبوقة"، نقرأ بياناتهم ونسمع لقياداتهم، وكأننا نشاهد نسخة طبق الأصل من وزير الإعلام العراقى الأسبق محمد سعيد الصحاف فى نهاية عهد صدام حسين، الذى كان يدغدغ المشاعر العربية بدعايات خائبة، اتضح بعدها أنها لا علاقة لها بالواقع، حيث ادعى وابتسامات الظفر على شفتيه أن الأمريكان انهزموا شر هزيمة، وأن قوات صدام جاهزة لذبح المعتدين.

وأشار إلى أن قيادات تحالف الإخوان ولجانهم الإعلامية تتعامل مع مؤيديهم، كما كان يتعامل طغاة العرب ووزراء أعلامهم مع الجماهير العربية فى الخمسينات والثمانينات والتسعينات.

وقال "النجار" إن الفعالية الوحيدة التى قد تصبح بالفعل غير مسبوقة هى التى يدرس الإخوان نتائجها جيدا،ً بمنطق وحكمة وواقعية، وهى التى لا تؤدى لدماء وضحايا أبرياء، وهى التى تعزز فرص التوافق والتصالح وتسهم فى بعث الأمل فى إمكانية عودتهم للمشهد السياسى من جديد، تلك هى الفعالية الوحيدة التى يصدق فيها وصف "غير مسبوقة"، أما غير ذلك فكل فعاليات الإخوان تشبه بعضها فى سقوط ضحايا والفشل والخسائر وازدياد الاحتقان والاستقطاب والعزلة السياسية والجماهيرية.