سـَ أَكونُ أَولَ الهَاطِلين
- المَجِيءُ / الذَهَاب :
وَ لأنّكِ لمْ تَكوني وَ لو للحظَة .. أُنثى عَادِيّة ..
فَكذلكَ كَان مَجِيئُكِ ... وَ كذلكَ صَار ذهابُك !
فَفِي مجيئكِ تعلمّت الكَثير مما كُنت أعلم ... وَلكنْ بِـ صُورة أجمل !
كَأن أَنطِق اسْمَك بِطرِيقَة أروَع ! ، أو أن أهمسَ :أُحبكِ بِنبْرَة لم يَسبِق إِليها صَوت بَشرْ !
تَعَلّمت كيف أَصنع مِن الأشياءِ التّافهة أَشياء عَظيمة ! ،
وَ كيفَ أُحول الرّوح إلى حَرف وَ الحرفَ إلى كَلِمة وَ الكَلمة إِلَى جُملَة وَ الجُملةَ إِلى لَوحة و اللوحَة إِلى صورَة
و الصُّورة إلى مُوسيقى ؛ وَ المُوسيقى إِلى بضْعَةِ أَنفاسٍ مِن صَدْرِك !
وَ فِي مَجيئِك أَيضًا أصبحت رجلاً باذخ الإغراءِ ؛ صَار ملهمًا لجُنون أُنوثتكِ ؛ وَ مُحَرِّضًا
لِـ شَغَبِ طُفُولتِكِ ؛ لِـ يَرتكبَا معًا أَعنف وَ أجمل جَرائمِ العشْقِ عَلى مَدَى الحُبِّ !
أَمّا في ذَهابكِ فتعلمت الكَثير مما لم أكُن أعلَمُ ! ، كَـ المَشْي عَلَى المَاءِ بِكَامِلِ أَناقتي ! ،
و الابتسَام للأمواجِ حِين تصفعُ وجهي وَ صدرِي كَمَا لو كُنتُ تُقبلينَهُما ! ،
وَ كأنّ أُزاحِم بِـ رٌوحكِ النّجوم حِين أرسم وَجهكِ بيدٍ وَاحدة عَلى خَدّ السّماءِ ...
بَينما يدِي الأخرى تتكِئُ عَلى البحْرِ ! ، وَ كأن أُعلقَ ابتسامَةً
لا تَمُوتُ عَلى شَفتِي مَا أمرّ به من الأَشياءِ وَ النّساء !
وَ في ذهابِك أيضًأ تلّمتُ كيف أستميتُ اسْتمتاعًا بِـ لَحظةِ أَلم ! ،
وَ كَيف أتلَذذ بِـ شُعوري الآني أَيًا كَانت ملامِحُه ! ، وَ كيف أصنَعُ منْ الحُزن طَبقًا رئيسيًّا فِي وجبَات اليومِ
الثّلاث ، وَ كيفَ أَصنع مِن الفَرحِ طبَقًا شهيًّا أَلتهمه بَعد الوَجباتِ السَّابِقة ! ،
بَل و أَكثر مِن ذلكَ كأن أكتُب قَصيدة جَميلة بِـ خَطٍّ جميلٍ عَلى أوراقِ مَبلولَة ! ،
و كأن أرسُمَ سَهمًا عَلى صَدرِ السّماءِ يُشيرُ إِلى هِلال الخَامس مِن الشَّهرِ
وَ أَكْتُبَ عَلى آخرهِ مُوضحًا : " ابتِسامَة حبيبَتي !
فَـ المَزِيد مِن المجِيءِ يَا حبيبتِي وَ المزِيد المَزيد من الذَّهابِ
يَا حَبيبَتِي ... لأعْلمَ وَ أَتعَلم المَزِيدَ !
" مَاجِد إبراهيم / مِنٌ كِتابٌ اخِتفاءْ "
قِراءٌه ممُتِعة