من هم الخوارج ؟ ولماذا سميوا بالخوارج ؟
الخوارج هي إحدى الفرق المنتسبة إلى الإسلام.
الخوارج لغة:
الخوارج في اللغة جمع خارج، وخارجي اسم مشتق من الخروج، وقد أطلق علماء اللغة كلمة الخوارج في آخر تعريفاتهم اللغوية في مادة (خرج) على هذه الطائفة من الناس، معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو على الإمام علي، أو لخروجهم على الناس. انظر كتب اللغة مادة (خرج) انظر (تهذيب اللغة) 7/50 و (تاج العروس) 2/30
الخوارج اصطلاحا:
اختلف العلماء في التعريف الاصطلاحي للخوارج.
قال الشهرستاني: (كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان) الملل والنحل 1/114
وقال الأشعري: (والسبب الذي سُمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي طالب) مقالات الإسلاميين 1/207
أما ابن حزم فيرى (أن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على الإمام عليّ أو شاركهم في آرائهم في أي زمن، وهو يتفق مع تعريف الشهرستاني.) الفصل 2/113
نشأتهم:
يمكن القول بأن نزعة الخروج قد بدأت بذرتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قيام ذي الخويصرة -عبد الله ذي الخويصرة التميمي- في إحدى الغزوات في وجه الرسول معترضاً على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم للفيء وأنه لم يعدل -حاشاه- في قسمتها. حديث ذي الخويصرة رواه البخاري (3610) ومسلم (1064) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
ثم خرجت الخوارج كفرقة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وخرجت عن جيشه وحاربته في معركة النهروان.
من عقائدهم:
بالنظر إلى أصول عقائد الخوارج نجد أن من أبرز ما يميزهم عن بقية الفرق أمرين هما:
1 - تكفير مرتكب الكبيرة.
2 - الخروج بالسلاح على أئمة المسلمين وعامتهم الذين يخالفونهم.
ويظهر أن عقيدة الخروج بالسلاح على أئمة المسلمين وعامتهم مرتبة في الغالب على اعتقادهم كفر مرتكب الكبيرة؛ لأن الخروج على أئمة المسلمين المخالفين لهم ناشئ في الغالب من اعتقادهم كفرهم بما ارتكبوه، والكافر لا يجوز أن يقر إماماً للمسلمين، بل يجب الخروج عليه، واستبداله بغيره من المسلمين، وكذا مرتكب الكبيرة فإنه -في نظرهم- مرتد يجب قتله.
ولذلك لما كاتب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الخوارج بعد حادثة التحكيم كتبوا له: (. . . فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نبذناك على سواء إن الله لا يحب الخائنين) . الكامل لابن الأثير (3 / 171)
والمقصود أن العقيدة المميّزة للخوارج والتي يصح وصف من اعتقدها بأنه خارجي بإطلاق، أو من الخوارج باعتبارها فرقة لها أقوالها المعروفة عند كتاب المقالات هي تكفير مرتكب الكبيرة والخروج على أئمة الجور في نظرهم، فمن اعتقد هذين الأمرين فهو من الخوارج وإن لم ينتسب إليهم، بل وإن تبرأ منهم.
إذن فالخوارج هم الذين يكفرون بالمعاصي، ويخرجون على أئمة المسلمين و جماعتهم، قال الشهرستاني في الملل و النحل: كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان) الملل و النحل 1 /114
كما يشمل اسم الخوارج كل من أخذ بأصولهم و شاركهم في أرائهم وسلك سبيلهم -كلها أو بعضها - كجماعة التكفير وتنظيم القاعدة في هذا العصر و نحوهم، قال ابن حزم رحمه الله: (ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار، وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي) الفصل 2 /113
وعلى هذا فإن الخوارج يخرجون في كل زمان، وسيظهرون في آخر الزمان، وكما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن الخوارج الأولين فقد أخبر صلى الله عليه و سلم كذلك عن المتأخرين، وأنهم يخرجون في آخر الزمان، قال صلى الله عليه وسلم: (سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) البخاري (6930)
المصدر: منتديات القوميون الجدد