الارشاد الثورى والتوعية القوميه
مما لا شك فيه ان قضية الهوية العربيه مرت بأزمات سابقه ؛ واليوم وفى تلك المرحله الحرجه من عمرها تمر بأصعب ازماتها ؛ بعد ان توالت عليها الطعنات بايدى
ابنائها ؛ وتكالب عليها اعدائها بمعاونة ايضا ابنائها ؛ لذلك اذا اردنا التحدث عنها وعن كيفية الحفاظ على هويتها لا يسعنى ان نغفل التحدث اولا عن ابنائها ؛ لان
الضعف الذى اصابها منهم هم من ابنائها ؛
نبدأ بحكمة بالغة الاثر فى تراثنا العربى وهى ( فاقد الشىء لا يعطيه ) فالطالما ان الابناء لا يقدرون تلك الامة حق قدرها وينظرون اليها من خلال اشخاص واسماء
فكيف بالله سيعطونها بل سيعطون ولائهم وانتمائهم للشخص الذى يتوسمون فيه اهدافهم ؛
هناك من توقف بهم الزمن عند الزعيم جمال عبد الناصر واطلقوا على انفسهم ( الناصريين )
وهناك من انتهت عندهم العروبه عند الزعيم ( صدام حسين ) واطلقوا على انفسهم ( صداميين )
وهناك ايضا من توقفت لديهم القضية العربيه عند الزعيم ( معمر القذافى ) واطلقوا ايضا على انفسهم ( القذاذفه ) وذلك الفكر لا يرضى عنه زعمائهم ؛
فأذا كان قد توقف المد العربى عند الزعيم العربى صلاح الدين الايوبى ما كنا عرفنا عبد الناصر ؛
واذا كان توقف عند عبدالناصر ما كنا عرفنا معمر القذافى ؛ اذن هؤلاء كانو عروبيين للعروبه ؛
اما من ينتمون لاشخاص بينهم ويزعمون الجهاد والنضال من خلالهم وبأسمهم ومن اجلهم فهؤلاء ليسوا عروبيين ؛ لنطلق عليهم اى مسمى غير انهم عروبيين ؛
لان هؤلاء الزعماء هم بالنسبة لنا كعروبيين زعماء ملهمين ومعلمين ودائما ما يكونوا قاعدة انطلاق لنا لنبدأ من حيث انتهوا ؛ لا ان نتوقف حيث توقفوا ؛
اذن فمن وجهة نظرى التى لا تعبر الا عن شخصى ؛ لذا فان مكمن مشكلتنا العروبيه يكمن فى ابناء تلك الامه والذى علينا قبل ان نفكر فى حلول لازمة الامه ان
نفكر فى حلول لحل ازمة الابناء ؛
واعداد جيل عربى قادر على تحمل مسئولياته ؛ يملك خطابا عصريا يواكب عصرنا وتحدياته ؛
لا ان نعتلى المنصات والمؤتمرات والمنتديات والساحات الشعبيه ونملأها ضجيجا وصياحا بكلمات عفا عليها الزمن واصبحت تدعوا الى التهكم والسخرية منها
وتشويه القضيه ؛
ولا بخطاب غير عقلانى ولا يستند على ادلة وبراهين سوى اللهم كلمات بزيئات والفاظ جارحه ؛
علينا اولا بنشر الوعى القومى الحقيقى المبنى على معلومات حقيقية غير مفبركه ؛ واقصاء العناصر الغير مؤهله من ساحة العمل القومى العربى والذين يتشدقون
بعروبتهم وبالقضية العربيه وهم فى الحقيقه نقطة سوداء فى ثوبها ونقطة ضعف يستغلها اعدائنا ؛ منهم عبدة اشخاص بعينهم ؛ ومنهم عبدة شهرة وشو اعلامى ؛ ومنهم
عبدة الدرهم والدينار ؛ ولا ننسى ان كل انسان عبد لرغباته وشهواته ؛
الامر جد خطير والامة العربيه تمر بمنعطف يكاد يكون الاخطر منذ نشأتها ؛
ولن يستوى الامر الا من خلال ابناء اوفياء لتلك الامه يملكون من الفكر والمنطق والحكمة ما يؤهلهم لحمل راية الزعماء السابقون ؛ فما ضحى ناصر وصدام
والقذافى بارواحهم من اجل ان نتشدق نحن اليوم بهم فى الغرف المغلقه متوهمين معارك وانتصارات مريضه تضعف الامه وتشرذم قوتها وهم ابنائها ؛
امبراطورية فارس تريد ان تعود من جديد على انقاض امتنا العربيه ؛
الدولة الصهيونية باحلامها المريضه تريد ان تهيمن على منطقتنا وطمث هويتنا ؛
ابناء اوروبا يحلمون من جديد باعادة مستعمراتهم القديمه التى خرجوا منها بالامس مدحورين على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؛ وليس بمن صدقوا ما عاهدوا
اصدقائهم عليه ؛
الامر اخطر واكبر من ان نتركه فى ايدى سفهائنا ؛ نحن بصدد قضية نكون او لا نكون ؛ فالله تعالى امرنا بالا نأتى السفهاء اموالنا فما بالك باعراضنا وارضنا
وحاضرنا ومستقبلنا ؛
فأذا كان لدينا ذرة وفاء لامتنا وقضيتنا وزعمائنا واهلنا فالننتفض من ثباتنا وننفض الغبار عن عزيمتنا ونطهر صفوفنا ونوحدها ؛ والبدايه هى الانتفاض من الثبات
وذلك من خلال توعية الاجيال التى تحيا بيننا اليوم من خلال الارشاد الثورى لهم والتوعية القوميه وتعريفهم من هى الامة العربيه ليقدروها حق قدرها
--------------- وللحديث بقيه
المصدر: منتديات القوميون العرب