اليوم..... غدا ...... بعد غدا ......
كان في ربيعه 27..حاولوا أن يحرموه حقه في الكلمة..تمرد وظل متمردا حاملا هدفه يتحدى..كان هدفه أن يعود النقاء والحب والصفاء..كان مطلبه الوحدة والحرية لكل الشعوب عربية كانت أو أعجميه.. لم يستطع إلا أن يكون عروبي حر..
لم ترهبه التهديدات..ولم تثنيه عن عزمه الأغراءات..أعلن جوابه جهارا..وفي وضح النهار..
غاب شخصه لكن صوته لازال يجلجل..وخطاه لازالت تسمع..وكلماته لازالت تضئ الأفكار والمواقف.. كان بطلا..رمزا..وسيبقى أبدا الرمز الحي الخلاق..
إنها بشرى لكل الذين أحبوه..وواكبوه..وقرأوه..وفهموه..وأخلصوا له..
وإنها نكسة للذين خانتهم الذاكرة فخانوه..وغدروا بالوطن والشعب قبل أن يغدروا به..
لإنه رمز..والرمز لا يموت..ولا يغيب.. ولا يتوه..
المستعربين فقط تصوروا إن مصائب الزمن الكبرى التي أحاطت بالشرفاء قد تهيل التراب فوق جسد الذكرى..فتخفي المتابعة..والمعالم..وإن الجديد وإن كان باطلا فأولى بالأهتمام..
عاهدناك سابقا
ومرة أخرى نعاهدك
ياقائدنا مازلت في الذاكرة..والقلب..وستبقى وصيتك هي وصيتنا..نناظل من أجلها..لن نتركك وحيدا في ذلك المكان النائي..وماعاد نائيا لوجودك فيه..فكيف يكون نائيا بوجود مثلك فيه؟
"لأنك عمار................... وقبلة.....................وعامر دار"
يجب أن تبقى بيننا..
فنحن بحاجة لك..بحاجة لأفكارك وقراءاتك الجيدة والعميقة للتاريخ..
سوف نرد لك جزءا من الوفاء..سوف نستقوي بك فكرا غناءا..وموقفا حرا..
لقد حرضت على أن يواجه الشعب قدره بسلاح أقوى من أزماته..حرضت ضد الظلم..واليأس..والهزيمة..والأستسلام..فعلت الكثير لأجلنا رغم الإنذارات..والتهديدات المتكررة..
لأنك كنت تفهم إن الرجال مواقف..وإن العمر وقفة عز..وإن للحياة كلمة حق..بدونها يصبح الأنسان هامشا..ضئيلا عرضة للنسيان..
قلت بتحدي: لن أتهاون..ولن أهادن من يقف ضد إرادة شعبي..وضد هدفه وقراره..بأن يحيا على أرضه بعزة وكرامة..
قلت بقوة: إن أي مساس بكرامة شعبي لن أغفره..
قلت بتواضع: إذا كان شعبي لا يحبني..فأنا لا أستحق الحياة..
ونحن نقول: من لا يحبك هو من لا يستحق الحياة..
قلت بلغة لا نساوم: لا سبيل لنا للتراجع لإننا نقف فوق أرضنا..وخلفنا الحائط..وأنتم من عليه التراجع..
لذلك أنت موجود..ولذلك سوف تعود..وسوف تكون شاهدا كما كنت دائما على إن مجرى النهر أقوى من كل العوائق..ورواسب الطين التي تحاول أن تحول مجراه..
بقلب لا بقلم
"قوت قلوب العظمى"
النازف