الصحف الأمريكية: العالم الخارجى ليس له نفوذ على القاهرة.. وأمريكا لا تستطيع إجبار قادة البلاد على شىء.. الشيعة المصريون يناضلون للحصول على حقوقهم.. لقاء حول مصر فى واشنطن يثير الكثير من الشبهات
واشنطن فرى بيكون: لقاء حول مصر فى واشنطن يثير الكثير من الشبهات
ذكرت الصحيفة أن جامعة جورج تاون، سوف تستضيف ندوة ينظمها عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة" والحزب النازى المصرى تحت عن عنوان "مصر والكفاح من أجل الديمقراطية".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الندوة التى يستضيفها مركز الوليد بن طلال فى جامعة جورج تاون من المقرر عقدها أوائل ديسمبر، وتضم عددا كبيرا من المتحدثين المتعاطفين مع الجماعة المحظورة ومن بينهم رامى جان، وهو مسيحى قبطى من أعضاء الحزب النازى وداليا مجاهد، المستشارة السابقة للرئيس أوباما وكل من الدكتور عماد شاهين ومحمد المصرى، الأستاذين بالجامعة الأمريكية فى القاهرة واللواء عادل سليمان، الخبير الاستراتيجى والمحلل بقناة الجزيرة.
ويحضر عن جماعة الإخوان المسلمين عبد الموجود الدرديرى، القيادى الإخوانى وعضو حزب الحرية والعدالة المنحل، ووائل هدارة، المستشار السابق للرئيس المعزول محمد مرسى، ومحمد عباس، إسلامى ومؤيد لمرسى.
وقالت الصحيفة إن العديد من الخبراء المصريين وجهوا انتقادات واسعة لكل من جامعة جورج تاون ومنظمى الحدث، بسبب عقد لقاء من شأنه أن يمثل دعايا لجماعة الإخوان المسلمين تحت ستار مناقشة حرة ومفتوحة.
كما أعربوا عن استغرابهم حيال مشاركة عضو الحزب النازى، الذى ظهر فى فيلم وثائقى عام 2011، يؤكد أن الحزب النازى يسعى لتأكيد تفوق الجنس المصرى.
ونقلت الصحيفة تصريحات جان التى ترجمها معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام من العربية إلى الإنجليزية، قائلا: "العديد من رجال الأعمال يرغبون فى تمويلنا، وعلينا أن نختار من بينهم".
وأشار إلى أن الحزب النازى لا يعترف باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.
وندد الخبراء باللقاء باعتباره محاولة من أنصار جماعة الإخوان للدفع بأجندتهم بدعم جامعة أمريكية بارزة.
وقال صموئيل تادروس، الزميل بمعهد هدسون للحريات، إن جامعة جورج تاون عليها الرد على العديد من الأسئلة الخطيرة، مشيرا إلى أن اللقاء يجمع بشكل رئيسى متحدثين من جماعة الإخوان المسلمين وشخص واحد مسيحى قبطى من بين 17 مليون قبطى، وهو أيضا مؤيد للجماعة المحظورة.
وأضاف أن مجرد دعوة هذا الشخص القبطى بالتحديد، يقول الكثير حول طبيعة المؤتمر ومنظميه.
وقال إريك تريجر، الزميل البارز بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن الأغلبية العظمى من الأقباط، بالإضافة إلى الكنيسة نفسها، يؤيدون بقوة عزل مرسى. متسائلا: "لماذا تقيم جامعة جورج تاون مؤتمرا عن مصر يكون فيه المدعو القبطى الوحيد من معارضى الإطاحة بمرسى، خاصة عندما يتم دعوة عدد كبير من الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين الذين يدافعون عن مرسى".
وأضاف: "إن تلك الجماعة التى تسمى بـ"مسيحيون ضد الانقلاب"، التى ينتمى إليها جان، هى حركة هامشية غير معروفة على الإطلاق". مشيرا إلى أنه يبدو أن منظم اللقاء اختار تحديدا شخصا من تلك الجماعة وليس شخصا يمثل رأى المجتمع المسيحى القبطى."
وتلفت الصحيفة إلى أنها عندما حاولت الوصول إلى تعليق، أمس الثلاثاء، حول اللقاء، فإن مسئولى مركز الوليد بن طلال بجامعة جورج تاون وجهوا مراسل الصحيفة للاتصال بمنظمى اللقاء بمؤسسة حرية مصر "Egypt freedom foundation"، الذين رفضوا الرد على العديد من الأسئلة.
وتضيف أنه بعد ساعات قليلة من اتصال الصحيفة، فإن منظمى اللقاء قاموا بحذف اسم "جان" من نشرة اللقاء، وأعادوا نشرها باسم آخر.
هذا فيما رفضت كريستين كيدول، المدير المساعد لمركز الوليد بن طلال، ومايك كاسكا، المتحدث باسم إليسون، الرد على أسئلة الصحيفة.
ويشارك فى اللقاء أيضا الدكتور ناثان براون، أستاذ السياسة بجامعة جورج واشنطن، ومها عزام، المحللة بمركز شاثام هاوس، ويلقى الكلمة الرئيسية النائب الأمريكى الديمقراطى كيث إليسون.
الأسوشيتدبرس: تخريب النصب التذكارى يعكس غضب الشباب الثورى من محاولة التغطية على دماء العامين ونصف الماضيين
قالت الوكالة إن أحداث الشغب التى شهدتها ذكرى أحداث محمد محمود وتخريب النصب التذكارى لشهداء الثورة بعد ساعات من افتتاحه، يعكس غضب النشطاء الشباب ضد ما يرونه محاولة من القادة العسكريين، للتغطية على دماء الماضى وإعادة كتابة التاريخ.
وتشير الوكالة إلى أن النشطاء الشباب العلمانيين واليساريين، الذين كانوا فى طليعة الثورات المصرية بدءا من 2011 ضد مبارك ثم 2013 ضد مرسى، هم من قادوا مظاهرات أمس.
وتضيف أن شعار الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود كان الثورة مستمرة، يسقط كل الخونة من الإخوان والفلول والعسكر".
وتوضح أن غضب المناضلين الثوريين ناتج عن عدم محاكمة أى من مسئولى الأمن الذين كانوا مسئولين عن مقتل معظم المحتجين على مدى العامين ونصف الماضيين.
تايم: الشيعة فى مصر يناضلون للحصول على حقوقهم مهما كان النظام الحاكم
تحدثت مجلة تامم الأمريكية عما وصفته بنضال الشيعة وحدهم من أجل حصولهم على حقوقهم فى مصر، بغض النظر عن النظام الحاكم فى البلاد. ونقلت المجلة عن طاهر الهاشمى، أحد الشيعة المصريين قوله "عانينا من الاضطهاد فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وفى عهد الرئيس مرسى وصل الأمر إلى حد قتل قادتنا".
ولذلك عندما تمت الإطاحة بمرسى، رأى الهاشمى فرصة فى هذا الأمر بعدما تحولت المشاعر ضد الإخوان المسلمين وحلفائهم السلفيين المتشددين، بينما يتم صياغة دستور جديد، يعد بحماية غير مسبوقة للأقليات الدينية، بحسب التقارير الصحفية.
ولذلك قرر الهاشمى وعدد من رفاقه الشيعة الاحتفال بذكرى عاشوراء عند مسجد الحسين الأسبوع الماضى، وهو أمر لم يجرؤوا أبدا على فعله فى عهد مبارك أو مرسى، وكان لديهم أمل بأن كل الجماعات فى مصر ستكون قادرة على الاستمتاع بحقوقها كاملة.
لكن عندما اقتربوا من مسجد الحسين مساء الخميس، وجدوا أن المنطقة كلها مغلقة أمنيا، وأن المسجد مغلق للصيانة.. ولم يستطيعوا الدخول فقاموا بأداء صلواتهم أمام الباب ثم غادروا بسلام.
وتقول المجلة إن العقبات لم تكن مفاجئة، فإعلان الشيعة احتفالهم بذكرى عاشوراء أشعل تكهنات إعلامية صاخبة على مدار أسبوع بشأن ما إذا كان هذه الخطوة ستسفر عن عنف، مع تهديد السلفيين بمنع الشيعة من الاحتفال.
وتمضى الصحيفة قائلة إن محاولة الشيعة للظهور فى دائرة الضوء كشفت عن مدى ابتعاد تلك الطائفة عن الحصول على الحق فى العبادة الكاملة بحرية فى مصر، وهذه المواجهة العلنية تكشف بعض من التعقيدات الاجتماعية التى تشهدها مصر بعد صعود وسقوط مرسى والإخوان المسلمين. فالأقليات الدينية الصغيرة كالشيعة والبهائيين أصبحت أكثر حزما، بينما لا تزال الجماعات السنية المحافظة تتمتع بنفوذ كبير فى المجتمع الذى لا يزال شديد التدين.
وتذهب تايم إلى القول بأنه على الرغم من أن الإسلاميين لم يعودوا فى الحكم، لكن لا يبدو أن مصر تشهد فجرا جديدا للانفتاح الدينى، فالشيعة على وجه التحديد لا يزالون يشعرون باضطهاد. وتعكس محنتهم التوترات السنية الشيعية الأكبر فى المنطقة والتى بدأت بعد سقوط صدام حسين قبل 10 سنوات. وبعدها بسبب الربيع العربى الذى أشعل طموحات الشيعة فى البحرين والسعودية. وحتى فى بلد مثل مصر لم يشهد مثل هذا الانقسام الدينى من قبل ولا يوجد بها عدد كبير من الشيعة، فإن التوترات شديدة.
ويقول أحمد راسم النفيس، أحد قادة الشيعة فى مصر، أن تلك الطائفة من بين جميع الأقليات الدينية فى مصر يواجهون برد فعل قاس من السلفيين. وفى سياق الصراع السنى الشيعى فى المنطقة، فإن السنة المحافظين يخشون من أن يكتسب المذهب الشيعى موطئ قدم مرة أخرى فى مصر.. وتابع قائلا: إنهم لا يحبون المسيحيين لكن لا يخشونهم، ولكنهم مرعوبين من الشيعة لأنهم يعرفون أن مصر اعتادت أن تكون دولة شيعية، على حد زعمه.
ويتوقع النفيس أوقاتا قاتمة للشيعة فى مصر، فبينما يتطلع المسيحيون لحريات غير مسبوقة فى الدستور المعدل، فإنه لا يتوقع نفس النوع من الحماية أو الحقوق للشيعة.. ويقول إنهم أصبحوا كبش الفداء الجديد، فبعد رحيل الإخوان، ستتحسن الأمور للمسيحيين وغيرهم، لكن ليس للشيعة.
غير أن تايم تقول إنه برغم ما حدث فى ذكرى عاشوراء، فربما يكون هناك بعض أسباب التفاؤل للشيعة.. فقتل أربعة منهم فى أبو مسلم روع معظم المصريين وربما زادت من التعاطف مع الشيعة بينهم. ونقلت المجلة عن مسئول رفيع المستوى بالأزهر رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع قوله إن يأسف للطريقة التى تم التعامل بها مع قضية عاشوراء.وقال إن الشيعة مسلمون ولهم الحق فى العبادة، ومن الواضح أن أمامنا الكثير لنعمل عليه فى تلك القضية تحديدا.
ذا أتلانتك: ستيفين كوك: العالم الخارجى ليس له نفوذ على السياسة فى مصر.. أمريكا لا تستطيع إجبار قادة البلاد على شىء.. ودول الخليج، رغم مساعداتها.. لم تقم إلا بمساعدة الجيش على ما كان سيفعله على أية حال
نشرت المجلة تحليلا لخبير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية ستيفين كوك حول ما يتردد فى واشنطن عن النفوذ الأمريكى على مصر، وقال إن الوقت قد حان لإعادة التفكير فى الافتراضات الخاصة بقدرة أمريكيا على التأثير فى السياسة فى مصر.
ويقول كوك فى تحليله إن الأسبوع الماضى شهدت انتقادات حادة من أبرز الكتاب فى الصحف الأمريكية لإدارة أوباما ووزير الخارجية جون كيرى بسبب موقفهم من مصر. ويرى كوك أن الافتراض الأساسى للبعض بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون مرتكزا للإصلاح فى مصر، وهى وجهة النظر التى تتشاركها مجموعة فرعية متنوعة ومؤثرة فى السياسة الخارجية الأمريكية مشكوك بها. ويقول إن الديمقراطية فى مصر ستكون تطورا جيدا للغاية وتقدم للمصريين الحكم النيابى الذى طالما سعوا إليه. ويشير كوك إلى أنه كتب من قبل يقول إن نهج واشنطن إزاء مصر يجب أن يؤكد على مبادئ كالحريات الشخصية ونبذ العنف والشفافية والمساواة أمام القانون، وقد أدهشه أن بعض المحللين يعتقدون أن تعزيز الديمقراطية سواء عبر برامج ودعم خطابى للتغير التقدمى ستحدث فارقا كبيرا فى مصر.
ويرجع كوك اعتقاده إلى بأنه بالنسبة للمصريين المخاطر كبيرة فى صراعهم من أجل تحديد مؤسسات سياسية واجتماعية جديدة، فلا يوجد قوى خارجية تستطيع أن تقول أو أن يكون لها تأثير فى الطريق الذى يرى أبناء وبنات النيل أنه الأفضل لبلادهم.
كما أنه يعتقد أن من كانوا الأساس فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو لن يحددوا مسار السياسة المصرية، ولكن النظام السياسى الجديد فى مصر ستتحدد ملامحه فيما يصفه بحرب المكانة بين الشرطة والجيش والمخابرات وأصحاب الثورة المضادة التى تعد جزءا لا يتجزأ من البيروقراطية. وغنى عن القول إنه هذه ليست بيئة مواتية تستطيع موارد أمريكا المحدود فيها أن تحدث فارقا كبيرا.
ويمضى كوك قائلا إنه حتى لو كان لدى الولايات المتحدة قدرة ضئيلة لتشجيع تطوير ما يعتقد البعض أنه المتطلبات الأساسية للديمقراطية، فإن قدرتها على تشكيل حسابات قادتها محدودة للغاية. ويرى أنه حتى لو كان لدى واشنطن الموارد والإرادة السياسية لتقديم مليارات الدولارات فى مصر، فإن هذا لا يعنى على الأرجح أن الفريق السيسى سيرد بشكل إيجابى.
ففى ظل ما يعتقد المصريون أن صراعا وجوديا من أجل روح بلادهم، فإن الخارج، أيا كان من هو، لن يكون له سوى تأثير قليل للغاية لإجبار قادتها على فعل شىء لا يريدونه. فالسعودية والإمارات والكويت بكل ما قدمته تلك الدول من أموال، تساعد فقط فى تمكين القوات المسلحة المصرية على فعل ما كانت ستفعله على أية حال.
المصدر منتديات القوميون الجدد