علماء الأزهر: مشاركة المرأة فى الاستفتاء تساهم فى تصحيح مسيرة الوطن
حمد الطيب شيخ الازهر
أكد علماء الأزهر والأوقاف المشاركون فى القافلة الدعوية بمحافظة الإسكندرية فى خطبة الجمعة، التى ألقيت أمس تحت عنوان "دور المرأة فى المشاركة السياسية" أن الوطن فى حاجة ماسة إلى جهود كل أبنائه وأطيافه، رجالاً ونساءً، شيوخاً وشباباً، فى تكامل وتنسيق، كلٌ يدلى بدلوه ويضرب بسهمه فى خدمة الوطن وقضاياه.
ووشدد العلماء على أن الوطن يحتاج إلى خبرة الشيوخ وجهود المرأة ومشاركتها الإيجابية كما أنه لا غنى عن عطاء الرجل وتفانيه فى خدمة وطنه، وقد عرف التاريخ الإسلامى والتاريخ الإنسانى شخصيات نسائية كان لها دورها البارز ليس فى محيطها الجغرافى أو الزمنى فحسب، وإنما كانت ذات تأثير كبير فى تاريخ الإنسانية.
وأكد العلماء أننا عندما نتحدث عن فرض الكفاية الوطنى وفرض الكفاية المهنى فإننا لا يمكن أن نقصر ذلك على الرجال دون النساء، فدور النساء فى العمل الوطنى والخيرى والتطوعى قد يسبق عمل الرجال.
وأوضح العلماء أن العاملات اللاتى يقفن إلى جوار أزواجهن فى المصانع والمعامل والحقول، مما يجعلنا نؤكد أن المرأة تسهم إسهاما جيدًا فى تحقيق فرض الكفاية الوطنى والمهنى.
وتحدث الدكتور نادى حسن الأستاذ بجامعة الأزهر فى خطبة الجمعة أمس بمسجد سيدى المرسى أبو العباس عن نماذج من النساء تحدث عنهم القرآن ومنهم مريم ابنة عمران عليها السلام، أو عن آسية امرأة فرعون، أو عن ملكة سبأ، نجد أننا أمام نساء كان لهن دور بارز فى التاريخ الإنسانى.
وأكد الدكتور سيف رجب قزامل على ضرورة مشاركة المرأة فى الاستحقاقات الوطنية المقبلة التى يكون فى مقدمتها الاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية بغض النظر عن التقدم أو التأخر فى ترتيبها، فبما أن المرأة تمثل نحو نصف المجتمع بنسبة تزيد على 49% من القوة التصويتية، فإن مشاركتها أو صوتها قد يكون حاسمًا فى تصحيح مسيرة الوطن وتمكينه من تجاوز هذه المرحلة الصعبة التى يمر بها إلى مرحلة الأمن والاستقرار والتقدم.
وعن عناية الإسلام بالمرأة وإكرامُه لها، قال الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه، فالنساء فى الإسلام شقائق الرجال، خُلقا من أصل واحد، خلقا من ذكر وأنثى، يَسعد كل منهما بالآخر، ويأنس به فى هذه الحياة، فالنساء والرجال فى الإنسانية سواء، وهى معه فى جانب العبادات على قدم المساواة وعلى ذلك فالمرأة قسيمة الرجل فى الأحكام الشرعية، لها ما له من الحقوق، وعليها أيضا من الواجبات ما يلائم تكوينها وفطرتها.
وأكد أن البشرية لم تعرف ديناً ولا حضارة عنيت بالمرأة أجمل عناية وأتم رعاية كالإسلام، فقد تحدث عن المرأة وأكد مكانتها وعظم منزلتها، وجعلها مرفوعة الرأس عالية القدر، لها الاعتبار الأسمى والمقام الأعلى، حيث تتمتع بشخصية محترمة وحقوق مقررة وواجبات معتبرة.
ومع هذا فقد كلّفها الله، عز وجل، مثلما كلّف الرجل سواء بسواء، إلا ما كان خاصا بها ويتناسب مع فطرتها، رحمةً بها ومراعاة لضعفها، فهى كالرجل فى المطالبة بالتكاليف الشرعية، وما يترتَّب عليها من جزاءات أو عقوبات، ولقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أن خصص لها سورة من القرآن سماها "سورة النساء" فدلَّ ذلك على اهتمام الإسلام بالمرأة اهتماماً كبيراً، بخلاف ما كان عليه أمرها فى الجاهلية قبل الإسلام.
وقال الدكتور عبد المنعم أبو شعيشع وكيل كلية أصول الدين بطنطا، إن الإسلام حرص أشد الحرص على حفظ كرامة المرأة، واحترام شخصيتها المعنوية، وسواها بالرجل فى أهلية الوجوب والأداء، وأثبت لها حقها فى التصرف ومباشرة جميع الحقوق كحق البيع، وحق الشراء وغير ذلك، وأضاف أن المرأةُ فى ظل تعاليم الإسلام القويمة وتوجيهاته الحكيمة تعيش حياة كريمة فى مجتمعها المسلم، حياة ملؤها الحفاوةُ والتكريم من أول يوم تقدُم فيه إلى هذه الحياة.
المصدر منتديات القوميون الجدد