الكاتب والاعلامى المصرى ... عماد اديب
لعبة البدائل الانتخابية
نشرت «الوطن» فى عددها الصادر، أمس، دراسة دقيقة للأفكار المتداولة والمتصارعة الآن حول أنصار إجراء الانتخابات البرلمانية أم الرئاسية أولاً أو السعى إلى إجراء الاثنين معاً فى يوم تصويتى واحد.
وجاء فى الدراسة أسباب ودوافع كل طرف فى تأييده للاختيار الذى يسعى إليه.
ومنذ 3 أيام بدأ المستشار عدلى منصور فى الرئاسة حواراً مجتمعياً لمناقشة خارطة المستقبل واستطلاع رأى القوى السياسية فى أى الاختيارات هو الأفضل للبلاد والعباد.
هذا الحوار صحى ومفيد وضرورى حتى نصل إلى ما هو أكثر ملاءمة لطبيعة الظرف التاريخى الذى تجتازه البلاد هذه الأيام.
وقد يسأل سائل ولكن ما هو الاختيار الأفضل لمصر الآن؟ هل نبدأ بالانتخابات البرلمانية أم الرئاسية أم الاثنين معاً؟
وعلى قدر فهمى واجتهادى المحدود فى هذا المجال فإننى أقول إنه لا يوجد رأى صائب أو رأى خاطئ فى هذه الخيارات، بل إن كل خيار منها له دوافعه وحيثياته وأسبابه المنطقية والقوية، كما جاء فى دراسة جريدة «الوطن».
لا يوجد خطأ كامل أو صواب كامل فى بعض حالات الاجتهاد السياسى لمستقبل البلاد لكنها فى البداية والنهاية هى مسألة تقديرية.
وقد يكون تقدير صانع القرار هو اختيار أى من هذه البدائل، وفى جميع الأحوال يبقى السؤال: هل يؤدى هذا البديل إلى إيقاف الفوضى والقلق والاضطراب السياسى والأمنى والوصول بالبلاد إلى بدايات الاستقرار؟
هنا سوف يبرز فى الاحتمالات الثلاثة سؤال عجيب غريب وهو: هل سيرشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى نفسه؟!
ففى احتمال الانتخابات البرلمانية، سيكون الحزب الفائز هو الحزب الذى يسعى إلى أن يربط نفسه باسم السيسى، أما فى حالة عدم الترشح فإن التنافس سيكون بين قوى تقليدية كلها مبعثرة ومنهكة سياسياً.
أما فى احتمال الرئاسية، فإن الفريق أول السيسى، فى حال فوزه، سوف يأخذ شعبية القوى البرلمانية المؤيدة له إلى الأغلبية بمعنى أن السيسى سوف يعطى تلك القوى من شعبيته وليس العكس.
أما فى حالة إجراء البرلمانية والرئاسية معاً، فإن القائمة سوف تكون السيسى ورجاله معاً ضد المرشح المنافس وخصوم السيسى معاً، وهو موقف غير شعبوى لأى مرشح مضاد للسيسى.
إن الحوار الدائر الآن هو تعبير عن مصالح سياسية واسعة من ناحية، وضيقة وشخصية من ناحية أخرى.
لا أحد يعلم إلى أين سينتهى هذا الجدل المهم للغاية.
المصدر منتديات القوميون الجدد