ألا ما لقلبى جاء بعدك باكيا
أعالج من خزي لنا ومراثيا
وأندب أيام الإباء وعصره
و(ناصر) قومٍ دام بالقلب باقيا
وذكرى وتاريخا مجيدا وعزةً
ودهرا تهاوى يا بثينة ماضيا
ذكرت (كليبا) حين صار برأسه
مثالا ويروِى أن (كليب) لغاليا
نصرنا أخانا من ضعيفٍ وظالم
وقول (قريْط) كم يعيب زمانيا
وقفت على تلك الطلول مسائلا
عن الأهل والأجداد من كان ثاويا
وأين سيوف ورّثوها لغيرنا
فأصبحت الكَرّات ما بات ماضيا
وكنت أظن الشبل يتبع ضيغما
ويملك أنيابا يكشِّر لاويا
أسائل عن بغداد أين رشيدها
وأين حضارات غدون خواليا
وإرث له التاريخ يركع ساجدا
يبالغ فى تعظيمه متناهيا
وعلم وعدل ردَّ من كيد حاقد
وشعر يهز السامعين وراويا
أبغداد ماذا ما دهاك بعصرنا
وما كنت جرحا ناغلا متعاصيا
تنام على جزِّ الرؤوس وشنقها
وتنْكر ودا للذى كان حانيا
وما وقّرت للموت يسحب ذيله
ليقضى على من كان عنك محاميا
وهل عاب صدام العروبة أنه
يحاول أن يحيى بها المجد ثانيا
تفرّد فى عزم وفى جد مخلص
بحزم أبى ألا يكون مواليا
لمن طمعوا فى خيرها وتراثها
وكادوا لها كيدا يسر أعاديا
ونادى بتحرير الشعوب وحقها
ولبى لقدس العرب صوتا مناديا
ومدَّ يديْ عونٍ لكل شعوبنا
وما كان إلا الصدق جهرا وخافيا
يناضل لم يبخل بفلذة كبده
فداء لبغداد المحامد راضيا
تشرّد أبناء له وعشيرة
وما لان عودا أو يداهن غازيا
ثبات له كم شرَّف العرب كافة
يغيظ عدواً أو يناطح عاديا
تحدى لموت لم يكن فيه راجبا
ولا ضاق صدرا بالمقاصل خانيا
شموخ كما الطود الأشم إباؤه
وهل ظل إلا رافع الرأس عاليا
يحاول من خانوه صنع إهانة
ولكنه بالجأش أخرس غاويا
وما نال منه الحاقدون قليلها
وهل بان من ضرغام طأطأ ماشيا
يٌعلِّم كل العالمين بسالة
مثالا فريدا للشجاعة كاسيا
وكل ابن أنثى لا أشك إلى بِلى
ولكنما الأقدار تخطف غاليا
ونبلى كما تبقى لعمرك سيرة
فما عاد شعر للجروح مداويا
فيا أيها الضرغام حسبك غاية
لقد عشت بين الناس فيهم مباديا
ويا أيها القَرْم الشهيد تحيتى
فنم مستريح البال وسنان خاليا
ويا رب فانزله الفراديس رحمة
فقد كان يتلو للكتاب مواليا
ويشهد أن الله لا شك واحد
وأن رسول الله يشفع حانيا
(مرثية للشهيد حسين))
بقلم : حسن إبراهيم الأفندي..