كبير المفاوضين الفلسطينيين: أمريكا لم تقدم أى شىء رسمى حتى الآن
كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات
غادر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات، القاهرة اليوم، متوجها إلى واشنطن للقاء وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، للترتيب لزيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس للولايات المتحدة الأمريكية فى 17 مارس الجارى، والتى يلتقى خلالها بالرئيس الأمريكى باراك أوباما.
وقال عريقات- قبيل مغادرته اليوم الاثنين، "إنه حتى هذه اللحظة خلافًا لما يتردد فى وسائل الإعلام، فإن الجانب الأمريكى لم يقدم أى شىء رسمى أو مكتوب حتى الآن، مشيرا إلى أن 95% من سلوك التفاوض الإسرائيلى هو بالونات اختبار وأنصاف حقائق يروج لها فى وسائل الإعلام".
وأضاف "لن نوافق أبدا على أى صيغة تطرح علينا لقبول يهودية دولة إسرائيل ولو تم طرحها بالأمم المتحدة.. فهو أمر لا يمكن قبوله لاعتبارات اللاجئين الفلسطينيين فى الشتات والعرب فى مناطق 48، بخلاف اعتبارات التاريخ والدين والحضارة، مؤكدا إثبات الموقف العربى الرسمى، سواء فى مصر أو السعودية أو الأردن أو الإمارات أو قطر أو الجزائر أو المغرب وكل الدول العربية، لافتا إلى أنه رغم الخلافات حول كثير من القضايا، إلا أنه عند القضية الفلسطينية فموقف جميع العرب ثابت وواضح ومحدد.
وأوضح عريقات أن المحادثات مع الجانب الإسرائيلى انتهت وتوقفت منذ 5 نوفمبر الماضى، وأن ما يجرى الآن هو محادثات بين وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى وفريقه ومحمود عباس وفريقه من ناحية، وبين كيرى وفريقه ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وفريقه بشكل منفصل من ناحية أخرى.
وتابع "لا أحد يستفيد من نجاح أو فشل كيرى مثل الفلسطينيين.. ولكن لا نريد أن يكون بأى ثمن، فنجاح كيرى وأفكار أمريكا والرباعية الدولية يجب أن تستند إلى القانون الدولى والشرعية الدولية، لافتا إلى أن الرئيس الفلسطينى أكد لكيرى أكثر من مرة أنه لا معنى لإعلان دولة فلسطين على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، وأن يتضمن ذلك حق العودة للاجئين استنادا للقرار 194 إضافةً إلى عدم بقاء أى جندى إسرائيلى على أرض فلسطين حال استكمال الانسحاب مع استعدادنا لوجود الطرفين، مشددا على أن الجانب الأمريكى حتى هذه اللحظة لم يقدم أى شىء رسمى".
وردا على سؤال حول انحياز الموقف الأمريكى لإسرائيل، قال عريقات "الدول كالأفراد عبيد لمصالحها، وإسرائيل جزء من الحياة السياسية الأمريكية، لافتا إلى أنه لو أتقن صناع القرار فى العالم العربى الحديث مع الإدارات الأمريكية بلغة المصالح التى لا تفهم سواها لما استمر احتلال المسجد الأقصى 45 عاما"، موضحا أن الولايات المتحدة لم تعد حدودها مع كندا والمكسيك والمحيطين بل هى دولة لها 200 ألف جندى فى هذه المنطقة، ومن ثم أصبحت حدودها مع تركيا وإيران وباكستان والصين وسوريا والسعودية والأردن.. لذا الصورة الوظيفية للدول الكبرى تختلف عن الصورة الوظيفية للدول الإقليمية".
وأضاف "نحن نراقب ونتابع كل مصالح العالم لأنه لم نولد كفلسطينيين إلا بغرض واحد، وهو إعادة فلسطين بعاصمتها القدس إلى خارطة الجغرافيا، وإن لم نستطع تحقيق مكاسب على الأقل نوظف آليات الحل، وهذا ما نقوم به.. وعندما تطرح فلسطين قراراتها فى الجمعية العامة نحصل على أصوات 165 دولة، رغم أننا لسنا دولة مانحة ولا نقدم شىء لأحد، ولكن نستند إلى عدالة وشرعية قضيتنا فى القانون الدولى وكل ما يحرك تلك المسألة".
وعن غضب الرئيس الفلسطينى من وزير الخارجية الأمريكى خلال لقائهما الأخير فى باريس، قال عريقات "أبو مازن دائما يتحدث بلسان واحد عندما يتحدث مع كيرى أو مع أى مسئول إسرائيلى أو أمريكى، حيث أنه يسعى إلى السلام وللسلام فقط، مؤكدا أن السلام لن يكون بأى ثمن بمعنى إقامة دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة بناء على القرار 194 والإفراج عن الأسرى على أسس وركائز الشرعية الدولية".
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قد ذكرت أن الرئيس الفلسطينى خرج غاضبا عقب لقائه الأخير بوزير الخارجية الأمريكى، بسبب تبنى كيرى للمطالب الإسرائيلية كاملة والمتمثلة بيهودية الدولة، ورفض أى تواجد دولى فى الأراضى الفلسطينية بعد انسحاب إسرائيل منها، واعتبار بيت حنينا وليس القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، التى لن تكون الأغوار جزءا منها.
المصدر: منتديات التجمع الشعبى العربى