رئيس الجمهورية في احتفالية اليوم العالمي للمرأة:
احتفلت جمهورية جيبوتي يوم أمس الأول السبت على غرار بقية الدول في المعمورة باليوم العالمي للمرأة تحت شعار «حق المساواة هو تقدم للجميع»، وتمت مراسم الحفل المكرس للإحتفاء بهذه المناسبة في صالة الحفلات بكورنيش فينيس برعاية رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، وبحضور رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ إدريس أرناؤوط علي، وأعضاء الحكومة والنواب، وسيدة جيبوتي الأولى رئيسة الاتحاد الوطني للنساء خضره محمود حيد، إضافة إلى العديد من المسؤولين الآخرين في الدولة وسفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى بلادنا وممثلين للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وجمع غفير من المدعوين والمدعوات.
وبهذه المناسبة ألقى رئيس الجمهورية كلمة ضافية عبر في مستهلها عن سعادته بالاحتفال مع الجيبوتيات باليوم العالمي للمرأة الذي خصص على مستوى العالم لإبراز المكانة الهامة للنسوة اللاتي يشكلن نصف المجتمع.وقال رئيس الجمهورية «نحن هنا أيضا للاحتفال بالتاريخ واستذكار مراحل نضال المرأة من أجل الاعتراف بهن وتمكينهن من الحصول على حقوقهن، والأهم من ذلك، هو أننا هنا لنؤكد من جديد تصميمنا على مواصلة وتوسيع نطاق مسيرة الالتزام المستمرة منذ فترة طويلة من أجل ضمان المساواة في الحقوق بين جميع المواطنين في جمهوريتنا».
وأوضح أن الحرية والمساواة وكرامة المرأة هي قضية عالمية. كما أنها تعد إحدى القضايا التي التزمت بلادنا بدعمها مبكرا في أعقاب الاستقلال. مضيفا أن تجسيد الالتزام إزاء هذا الخيار يتم في المقام الأول، من خلال الفضاء العام ممثلا بالاتحاد الوطني لنساء جيبوتي الذي يعتبر مؤسسة فعالة والمساهم الرئيسي في النهوض بحقوق المرأة في بلادنا.
وذكر أن هذا الالتزام المبكر بإدماج قضايا المرأة في عملية بناء بلدنا يعد شاهدا على مستوى الوعي العالي لمجتمعنا حول نجاعة هذا النهج. مشيرا إلى أن ذلك يدل على ضرورة المشاركة الجماعية في تحديد وتعريف معايير أمتنا وتحقيق أهدافها للتنمية البشرية.
وتطرق رئيس الجمهورية إلى المراحل المختلفة التي قطعتها هذه المسيرة الطويلة لحقوق المرأة الجيبوتية بدء من «حملة لا لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية»، ومرورا بإصلاح قانون الأسرة لحماية حقوق الزوجة وضمان التوازن لمكونات الكيان الأسري، والتكافؤ في التمثيل الوطني وتولي مناصب صنع القرار.
وتعهد رئيس الجمهورية بمواصلة بذل كل جهد ممكن لتعزيز دور المرأة في بناء الوطن والمضي قدما في مسيرة الإصلاح من أجل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع مناحي الحياة. مضيفا أن ذلك يعني الاعتراف والتقدير للأدوار التكاملية لكل من المرأة والرجل في المجتمع. مشيرا إلى أن المساعي المبذولة في هذا الاتجاه يجب أن تتم في إطار من الاحترام لوحدة وتضامن المجتمع بأكمله وأن لا تتعارض مع هويتنا وقيمنا الإسلامية، وكشف النقاب عن أن إتاحة المزيد من الحقوق للمرأة ينبغي أن لا يقابله انتقاص من حقوق الرجال.
من ناحية أخرى دعا الرئيس إلى التخلي عن الختان الأنثوي نظراً لما يترتب عليه من أضرار صحية ونفسية واجتماعية للفتاة قد تلازمها لفترة طويلة.
من جهتها، عبرت وزيرة ترقية المرأة والتخطيط الأسري المكلفة بالعلاقات مع البرلمان السيدة/ حسنة بركت داوود عن إشادتها بدور المرأة الجيبوتية المعروفة بالاعتداد بوطنها وتقاليدها. ونوهت في الوقت ذاته بالتزام رئيس الجمهورية بالعمل على تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين. مؤكدة أن المرأة الجيبوتية حققت انجازات كبيرة طالت مختلف المجالات والميادين منذ وصوله إلى سدة الحكم في البلاد في عام 1999 مما مكنها من المساهمة بفعالية في عملية التنمية.
وفي ختام هذه المناسبة تم توزيع جائزة رئيس الدولة للمرأة التي حملت هذا العام اسم «المرأة والبيئة»، والتي كرست لثلاثة جهات أثبتت جدارتها في مجال الحفاظ على البيئة.
وفي هذا السياق استحقت الجائزة الأولى مجموعة من النسوة العاملات في مجال نظافة شوارع العاصمة، فيما حصلت على الجائزة الثانية جمعية المرأة من أجل حماية البيئة الناشطة في إقليم تجوره، ومنحت الجائزة الثالثة لجمعية تنشط في مجال البيئة في قرية دميرجوك بإقليم عرتا.
وعلى صعيد متصل،، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة «إن تحقيق حقوق الإنسان والمساواة ليس حلما، وإنما هو واجب يقع على كاهل الحكومات والأمم المتحدة وعلى عاتق كل إنسان».
وأضاف « أوجه رسالتي إلى كل طفلة ترى النور اليوم وإلى كل امرأة وفتاة على ظهر الكوكب،إلى نظرائي رجالا وفتيانا أدعوهم فيها إلى أن يقوموا هم أيضا بدورهم إذ كلنا نستفيد عندما تتمكن النساء والفتيات، وهن أمهاتكم وشقيقاتكم وصديقاتكم وزميلاتكم، من تحقيق كل إمكاناتهن».
وقال « فلنعمل سويا في سبيل منح النساء حقوقهن وتمكينهن وتحقيق المساواة بينهن وبين الرجال، بموازاة مع جهودنا من أجل القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة. فتحقيق المساواة لصالح المرأة يكفل التقدم للجميع».
وأشار كي مون إلى أن المساعي في هذا اليوم الدولي للمرأة الذي يصادف في 8 من شهر مارس من كل عام تركز على أن إبراز أهمية قيام المساواة لصالح النساء والفتيات ليس ناشئا من مجرد الحرص على تحقيق العدالة وإعمال حقوق الإنسان الأساسية وإنما هو ناشئ من كون أن التقدم لا يقوم في ميادين عديدة إلا بتحقق تلك المساواة.
وأوضح في رسالته أن البلدان التي تكون فيها نسبة المساواة بين الجنسين أكبر يكون نموها الاقتصادي أفضل، والشركات التي تولي أمر قيادتها لعدد أكبر من النساء يكون أداؤها أحسن، واتفاقات السلام التي يشترك في إعدادها عدد أكبر من النساء تكون أدوم أثرا، والبرلمانات التي يشغل مقاعدها عدد أكبر من النساء تسن تشريعات أكثر في القضايا الاجتماعية الرئيسية كالصحة والتعليم ومناهضة التمييز ومؤازرة الطفولة.
وقال «ثمة إذن دليل واضح على أن تمتع المرأة بالمساواة يحقق التقدم للجميع وهذه الحقيقة البسيطة يجب أن تحظى باهتمام مركزي فيما نبذله من جهود في سبيل التعجيل بالتقدم المحرز صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في موعدها المحدد السنةَ المقبلة وصياغة خطة ما بعد سنة 2015».
ولفت إلى تحقيق مكاسب مهمة في توفير التعليم الأساسي للفتيات وفي التمثيل السياسي للمرأة، غير أنه اعتبر التقدم المحرز ما زال بطيئا ومتفاوتا فالطفلة التي تولد اليوم سوف تظل تتعرض لعدم المساواة والتمييز أيا كان الموطن الذي تعيش فيه أمها.
وقال واجبنا المشترك أن نكفل لها الحق في أن تعيش في مأمن من العنف الذي تتعرض له امرأة واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، وأن تكون قيمة أجرها على قدر العمل الذي تنجزه، وأن لا تكون عرضة للتمييز الذي يعوقها عن المشاركة في الاقتصاد، وأن يُفسح لها المجال أسوةً بالرجل للإدلاء برأيها في القرارات التي تهم حياتها، وأن تكون صاحبة القول الفصل في قرار الإنجاب وتحديد وقته وعدد الأطفال الذين ترغب في إنجابهم.