بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ان عرف الانترنت طريقه الى حياتنا وعرفنا المنتديات ؛ وكثرت انتمائاتها وثقافاتها والوانها ؛ والقينا بانفسنا فى بحورها حتى قبل ان نفهم دورها ؛ وماهيتها ؛ واغراضها ؛ كمن ينزل البحر ليسبح حتى دون ان يخلع ملابسه وحذائه ؛
لم يسأل احد نفسه ما هى اخلاقيات وادبيات التواجد فى مثل هذه الكيانات ؟
لم يسأل احد ما هى القدرات الواجب توافرها لكى اتفاعل مع اعضاء المنتديات ؟
بالقطع لم يحدث الا مع القليل ؛ واكتفينا بقراءة قوانين كل منتدى والتى ربما كانت متشابهه ؛
المنتديات وجدت رواجا اكبر لدى فتيات الامة العربيه لانها اوجدت لهم المساحة التى يعبرون فيها بحرية عن اراءهم بكل صراحه بعيدا عن قوانين المجتمعات العربية الرجعية التى تجهض حقها حتى فى التعبير عن وجهة نظرها فى امور تمس حياتها الشخصية والاجتماعية ويرونها وكأنها جاهله رغم انهم يحرصون على تعليمها لكن من باب التباهى ؛
فوجدت فتياتنا العربيات المساحة الشاسعه التى تدلى بدلوها فيها وفى شتى المجالات حتى انها فى كثير من الاحيان تتفوق برأيها ونظرتها للامور اكثر من كثيرين من الرجال ؛ راحت تبحث عن نفسها فى عالم اخر غير عالمها الملىء بالقيود والاوامر والنواهى ؛ وهذا ليس عيبا على الاطلاق بل انه عين الصواب لانها بذلك تثق اكثر فى نفسها وتصرفاتها الحياتيه ويكسبها بالتالى خبرات حياتيه وثقافيه لم تكن لتنالها فى حياتها العاديه ؛
اما الشباب والرجال فقد نلاحظ ان ما يفوق على نصف المشاركين منهم فى المنتديات المختلفة يدخلون وليس لديهم اى هدف سوى البحث عن الفتيات ومعرفة اكبر عدد منهن ؛ وعندما تلفت نظره احداهن بثقافتها او بعلمها او بموضوعاتها تراه يهرول خلفها بين الصفحات ويسبب لها المضايقات ؛ وكلما ظهرت اخرى هرولوا خلفها ؛ فتراها قد هربت من عالمها الخنيق لتصطدم بما هو ابشع منه ؛
اتركوهن اخوتى يفصحن عما يدور فى فكرهن وعقولهن ؛ اجعلوهن كالزهور تمتعوا بشذى عطرهن ولا تتحامقوا وتقطفوهن ؛
فعندما يروا زهرة جميلة متفتحة فى شجرتها يسرعوا لامتلاكها ولا يدرون انهم امتلكوا زهرة ميته ؛بينما حياتها وهى بعيدة عن ايدينا يسحرنا جمالها ويفتننا رحيقها وشذاها ؛
انا لا اقول ذلك مجاملة للمرأة ولكن اولا لان هذا حقها فى الحياة مثل غيرها ؛ ثانيا لان المرأة طاقة معطله فى مجتمعاتنا والكل يعلم ان نسبتهن فى اذدياد اذن فكيف بالله تنهض امة وهى تعمل بنصف طاقتها
اوروبا عرفت قيمة المرأه كقوة عامله ومنتجه فأستغلتها وجعلتها تشارك الرجل فى بناء دولتهم ومن ثم منزل حياتهم وكذلك اولادهم ؛
اما نحن فمازلنا نتكبر ان نسمع لرأيهن او ان يشاركن فى بناء اوطانهن
ويتحججون بان الاسلام منع على المرأة كذا وكذا وكذا ؛ الاسلام اخوتى المسلمين لم يبخس المرأة اى حق من حقوقها بل كرمها واعطاها حقوقها كاملة بل انتم من تريدون ان تبخسوها حتى حقها فى الحياة والمشاركة الاجتماعية والوطنية والقومية ؛
المنتديات هى المنفس الوحيد اليوم للمرأه افسحوا لهن المجال لنقرأ عقولهن ؛لنزيد من ثقافتهن ؛ وكأنهن يتدربن ويعوضن ما فاتهن بفضل عادات عقيمه غلبت العبادات لدى اصحابها ؛
لا بناء للامة بغير نصفها الاخر ؛ يجب ان يشاركن فى كل المجالات وليس اكراها بل رغبتا منهن ؛ فهناك من تفضل البيت والاولاد وهناك من تستطيع تحمل العمل والبيت ؛ وهناك من تريد ان تشارك فى تحديد مصيرها ؛ الم تتشرد المرأة وترملت بل وقتلت فى العراق وفلسطين وليبيا هل هى من جلب الاعداء حتى باب دارها ؛ هل سياستها هى التى ادت لكل ذلك بالطبع لا لكنها تحملت نفس مصير الرجل بلا تأهيل ولا تدريب مسبق ؛ نحن نعلم بناتنا ليس من باب الزينة والتفاخر بيننا ولكن ليستطعن خوض غمار الحياة بعد مماتنا فنحن لن نعيش لهن ابد الدهر
نثقفهن ليعلمن ما يحاك لهن وتستطيع تنشئة اولادنا تنشئة سليمه غير معقدين ولا مهمشين ولا محشوين هواء وخواء ؛
بالله عليكم اتركوهن ولا تضايقوهن ؛ شجعهن وافسحوا لهن المجال
وعلى كل فتياتنا ان يعلمن انه ربما اهلكن لا يرونكن لكن الله يرى ويسمع فاتقين الله فى ابائكن واسلكن مسلكا كريما ؛ فالمستقبل لن يأتى الا وانتن اكثر وعيا وثقافتا وصلابتا ؛