لأول مرة.. مصريون يفقدون تعاطفهم مع القضية الفلسطينية بسبب «حماس»
إحدى الأمهات تودع أبنها الشهيد خلال القصف الذى تتعرض له غزة
ما إن تشن إسرائيل غاراتها القاتلة على قطاع غزة ويسقط قتلى ومصابون حتى يثور الشارع المصرى رفضاً لهذا العدوان وتتساقط دموع المصريين على شهداء غزة وجرحاها، خاصة من الأطفال، حتى مواقع التواصل الاجتماعى تزخم بتعليقات رافضة لما يحدث ومتعاطفة مع الفلسطينيين، هذه المرة حدث ثمة تغيير فى تعاطف المصريين مع سكان القطاع؛ فلا وجود لأى وقفات احتجاجية ولا قوافل طبية وغذائية على أبواب المعابر، حتى إن بعض المصريين فقدوا التعاطف مع القضية برمتها.
«مصر فى حالة حرب برضه، وكل بلد أولى بنفسها»، حسب رضوى عطية، طالبة بكلية حقوق القاهرة، التى ترى أن المنطقة العربية بأكملها فى حالة ثورة وغليان إما على الاستعمار الخارجى المتمثل فى استعمار إسرائيل لبعض المناطق العربية أو الاستعمار الداخلى: «إحنا شعوب بنحارب فى جبهتين، يا إسرائيليين يا إرهابيين، والإرهابيين عايشين معانا، نخلص منهم الأول وبعدين نفوق لفلسطين»، متسائلة: «طول عمرنا واقفين جنب غزة، إيه اللى حصل؟ لا إسرائيل هتخرج ولا الشهداء بيخلصوا».
نادر فراج، مهندس مدنى، يرى أن التهديدات التى لفظ بها بعض عناصر الإخوان بأن الجيش الحر الذى يتبع «حماس» سيقضى على المؤسسة العسكرية إن لم تكُف عن ملاحقة الإخوان، هى ما دفعت جموع المصريين إلى العزوف عن دعم القضية الفلسطينية والانصراف عن متابعة أخبارها: «بدل ما يتشطروا على الجيش المصرى ورونا بقى هتعملوا إيه مع الجيش الصهيونى»، مشيراً إلى أن تعاطف المواطن المصرى تجاه القضية الفلسطينية لم يتوقف، بل إنه يحتاج إلى إعادة نظر من جديد: «حماس اتسببت فى كره كتير مننا كعرب للقضية الفلسطينية».
من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة الدراسات المصرية بالأهرام: إن تراجع شعبية القضية الفلسطينية لدى المصريين يرجع بشكل رئيسى لتصرفات حركة حماس تجاه الشعب المصرى؛ فهناك مشكلة كبيرة تتحمل «حماس» مسئوليتها، وهى انصراف التعاطف العربى تجاه القضية الفلسطينية؛ لذا يتوجب عليها أن تبدأ هى بإثبات حسن النوايا، وإلا خسرت الكثير بسبب تصرفاتها تجاه القضية وتجاه الشعوب العربية، لافتاً إلى أن ما يحدث الآن من عزوف البعض وعدم تعاطفهم يرجع للخروقات التى تتكشف يوماً تلو الآخر عن دعم الجماعات الإرهابية، سواء بأفراد أو سلاح داخل سيناء أو داخل المناطق السكنية.
منتديات القوميون الجدد