صحف عالمية تبرز الاعتداء الجنسى على الأطفال بالكنائس الكاثوليكية.. وأمريكا وكندا وبريطانيا أبرز الدول.. والفاتيكان يعترف بارتكاب 2% من القساوسة للجريمة.. ومنظمة: الكنيسة تتجاهل الانتهاك منذ الخمسينيات
البابا فرانسيس بابا الفاتيكان
اشتهرت الكنيسة الكاثوليكية، بحسب تحقيقات صحفية بجرائد عالمية، بحوادث الاعتداء الجنسى على الأطفال التابع ذويهم للمذهب الكاثوليكى فى مختلف بلدان العالم، ما أثقل كاهل الكنيسة بالعديد من الإتهامات التى أزالت الكثير من قبس روحانيتها لإنحطاط الجريمة وشذوذها بين رجال منتظر منهم أن يقدموا أمثلة على التراحم والسلوك القويم.
مدفوعا بتنامى الاتهامات وذيوع الفضائح الجنسية لرجال الكنيسة، عفا بابا الفاتيكان "فرانسيس"، مطلع الشهر الجارى من ضحايا الإعتداء الجنسى على يد القساوسة، مضيفا أن 2% من رجال دين المذهب الكاثوليكى يقدمون على جريمة الإعتداء الجنسى على الأطفال، وهو التصريح الذى أثار حالة من الجدل بين كرادلة الكنيسة الكاثوليكية.
وأشارت تحقيقات صحفية، أن الإعتداءات الجنسية أثارت جدلا واسعا، ولكن فى كثير من الأحيان قابلها تجاهل متعمد لحساسيتها وتأثيرها على سلطة روحانية، من المفترض أنها تمثل كل ما هو عكس تلك الجرائم النكراء، ولا يوجد احصائية دقيقة وواضحة للجرائم المرتكبة من القساوسة فى حق الأطفال، ولكن هناك الكثير من الحالات المنفردة التى تلقفتها الجماهير ووسائل الإعلام، لتؤكد النظرة التى بدأت تتحول إلى نمطية إزاء قساوسة المذهب الكاثوليكى التى تطبق عليهم لائحة العزوبية التى تمنعهم من الزواج.
وتأتى معظم الإتهامات التى يواجهها القساوسة، من رجال بالغين تعرضوا فى أوقات سابقة - فى مراحل طفولتهم بالتحديد - للاعتداء الجنسى، لكنهم لحداثة السن لم يتمكنوا من اتهام هؤلاء القساوسة، ولكن ذكرى الإعتداءات ترسخت فى ذهنيتهم لكى يعودوا مرة أخرى للنيل من رجال الدين الذين حادوا عن الطريق الجادة ولطخوا منصبهم الروحانى.
وذكرت تحقيقات صحفية، أن أحد الاعتداءات التى زعزعت أركان المجتمع الإيطالى الدينى، خلال العقد الماضى فى مستهل القرن الحالى، اعتداء قسيس يدعى "باتريزيو بوجى" جنسيا بشكل منتظم على المراهقين المترديين على أبريشيته، ولكن فضيحته كانت أقوى من سلطة الفاتيكان لينتهى به الأمر مسجونا.
ويبدو أن سقوط الأب "بوجى" جعله يقرر أن يغرق المؤسسة الدينية العريقة فى الفاتيكان، بادعائه فى عام 2013 بعد خروجه من السجن، أن الكثير من كرادلة المؤسسة الدينية يقوموا بتأجير أطفال بمساعدة رجال شرطة لممارسة الجنس معهم، وهو الإدعاء الذى نفته الفاتيكان بقوة رغم أن أصداءه لاقت الكثير من التصديق بين الجماهير.
وكشفت التحقيقات الصحفية، عن انتشار الاعتداء الجنسى على الأطفال بين قساوسة المذهب الكاثوليكى فى بلاد مثل أمريكا، وكندا وأيرلندا والفلبين التى يعتنق 85% من شعبها المذهب الكاثوليكى، ورصدت الكثير من المراكز الحقوقية تراخى من المؤسسات الدينية فى مطاردة رجالها مرتكبى جرائم اعتداء جنسى، حيث تفضل الكنيسة بدلا من إخطار السلطات المعنية نقل القسيس المرتكب للجريمة إلى كنيسة فى موقع أخر، ما يزيد من قاعدة ضحاياه.
وكانت منظمة CICA الإيرلندية، المعنية بجرائم الإعتداء الجنسى على الأطفال، كشفت عن تعرض الأطفال للاغتصاب والاعتداء الجنسى داخل مدارس ودور الأيتام التى تعود إلى الكنيسة الكاثوليكية، منذ خمسينيات القرن المنصرم حتى الآن، ولكن أغلبية الجرائم شهدت تسترا من الكنيسة عليها.
فيما ضربت فضائح الاعتداء الجنسى الكنيسة الكاثوليكية فى جميع القارات تقريبا، لتنال من أسماء كبيرة بين الكرادلة، ففى أمريكا اللاتينية توالت عمليات الاعتداء الجنسى على الأطفال فى الكثير من بلدان القارة، ولكن فضيحة القسيس المكسيكى "مارسيل ماشيل" الذى واجه اتهامات بالاعتداء الجنسى على الأطفال على مدى 50 عاما، لتقر الكنيسة الكاثوليكية فى المكسيك عام 2006 بأن الأخير ليس ممثلا للمذهب بسبب كثرة جرائمه التى تجاهلتها الكنيسة لفترة طويلة.
وشهدت القارة الإفريقية، بحسب تحقيقات صحفية، واحدة من أكبر فضائح القساوسة الكاثوليك متمثلة فى شخص القسيس البريطانى الراحل ذائع الصيت "كريستوفر باسيل"، الذى تورط فى عمليات اعتداء جنسى فى تنزانيا فى ستينيات القرن الماضى، ولكن التحقيقات كشفت ذلك بعد رحيله عام 2010، وتبين أنه أثناء عمله بمدرسة القديس مايكل الداخلية التابعة للمذهب الكاثوليكى اعتدى على الطلبة جنسيا مع قساوسة آخرين.
وهناك أيضا الكاردينال "هانز هيرمان"، مطران الكنيسة الكاثوليكية الراحل فى النمسا، الذى طلب من الفاتيكان التخلى عن مهامه الدينية فى عام 1998، بعد انكشاف تورطه فى جرائم اعتداء جنسى على القُصر، وشكل الأمر صدمة جديدة داهمت الكنيسة الكاثوليكية، واستمر أثرها حتى بعد رحيل "هيرمان" عام 2003.
منتديات القوميون الجدد