قصــيدة / الجـَبَلُ الشــامخْ
عرفاتُ قد نالَ الشـهادةَ وانْطوى
*** جَسَـداً عن الدُّنيا فـباقٍ ذِكْـرُهُ
عرفاتُ دَرْسٌ للخلائقِ في الفـِدا
*** عـرفاتُ رَمْزٌ للتَّحَــرُّرِ إسْــمُهُ
قد سـَـطَّرَ التاريخُ قصَّـةَ ثائِرٍ
*** مُذْ كـان طِـفلاً ما تراجَــعَ عَزْمُهُ
جـَبَلٌ تَجَـذَّرَ في روابي أَرْضِهِ
*** كالطَّـوْدِ صَـلْباً ما تفَـتَّتَ صَـخْرُهُ
مُذْ كُنتَ طِـفلاً يانِعـاً مُتَأسِّياً
*** لِعَـذابِ شَـعْبٍ قد تَعَـمَّق جُرْحُهُ
فَحَمَلْتَ أَثْقالَ الهـُمومِ مُبَكَّـراً
*** وطَـرَقْتَ باباً للصِّـعابِ طَريقُـهُ
وقَطَفْتَ من أَعلى العـُلومِ شـهادةً
*** في عَـهدِ ظُـلْمٍ قد تَفَشَّـى جَـهْلُهُ
وظَفِـرْتَ من أَعلى المراتب مِهْنَةً
*** وجَـمَعْتَ مالاً ما أَضَـلَّكَ سِـحْرُهُ
ضَحَّيْتَ في عُشِّ الزَّواجِ بِحـينِهِ
*** منْ أجْـلِ وطَـنٍ قد تأَلَّمَ شَـعْبُهُ
أَنْفَـقْتَ مالَك في سَـخاءٍ نادِرٍ
*** لبزوغِ فَجـْرٍ للجهـادِ سـبيلُهُ
وسَـلَكْتَ دَرْباً شـائكاً مُتَعَـرِّجاً
*** تَطـوي الصِّعابَ فما أعـاقَك شَوْكُهُ
جَمَّعْت شـَعْباً قد تَشَتَّتَ شَـمْلُهُ
*** حـولَ الهـويَّةِ قد تنادى جُـنْدُهُ
لَبُّوا نداءَكَ كالحَـجيجِ وكَـبَّروا
*** نَفْـديكَ يا وَطَـناً تُقَـدَّسَ أَرْضُهُ
أَيْقَظْتَ جيشَ العُـرْبِ بعد هزيمةٍ
*** حـاقَتْ بهم غَـدْراً تَناثَرَ شَـرُّهُ
طُفْتَ البَرارِي في اللَّيالي مُسْـهَداً
*** والنَّاسُ في نَوْمٍ يَطـيبُ سُـباتُهُ
طُفْتَ الدُّنا سَـفراً طويلاً مُضْـنِياً
*** شَـرْقاً وغـَرْباً ما ثَناكَ ضَناؤُهُ
بَحْثاً عن الوَطَنِ السَّـليبِ وَحَقِّـهِ
*** في عـالمٍ أَعمى تعـاظَمَ ظُلْمُهُ
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
نَعَـتوهُ بالإرهـابِ في قاموسِـهِم
*** بدَهـائِهِ المعْـهودِ غُيِّر نَعْــتُهُ
قـاموا بتعديلِ المُسَـمَّى عُــنْوةً
*** لِمُناضِـلٍ حُـرٍّ تشـرَّدَ شَـعْبُهُ
وَحُرِمْتَ من أََرضٍ تناضِلُ فوقَهـا
*** ونُفـيتَ غَـدْراً قـد تأبَّطَ شَـرُّهُ
وطُعِنْتَ من غَـدْرِ العُمومةِ مُكْرَهاً
*** فشربْتَ كأسـاً قَـدْ تَعَـلْقَمَ مُرُّهُ
عانيتَ من غَـدرِ الأخُوَّةِ صـابِراً
*** في مَهْدِ يوسُـفَ حيثُ نُفِّذَ غَدْرُهُ
قذفوه في بئْرٍ سـحيقٍ مُظْـلِمٍ
*** طِفـلٌ بريءٌ ما تصـلَّبَ عَظْـمُهُ
فرعـاهُ رَبُّ العالمين بِعَـدْلِهِ
*** عـِلْماً وحُـكْماً قَدْ تسـامى عَـقْلُهُ
ودَعَتْهُ امرأةُ العزيزِ لِحُبِّهـا
*** فَأبى الخِـيانةَ واسـتَعَفَّ فُـؤادُهُ
واخْتارَ سِـجْناً في الحياةِ لِيَبْتَغي
*** قَصـْراً منيفـاً في الجِنانِ مكانُهُ
ما ضَرَّ يوسُفَ غَـدْرُ إخْـوَتِهِ بِهِ
*** خـابوا جَـميعاً قـد تَحَقّـَقَ حِلْمُهُ
ما ضَرَّ يوسُفَ كيْدُ من هَـمَّتْ بِهِ
*** كَـذَبَتْ وبـانَ الحق شهد قميصه
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
حوصِرْتَ من قِبَلِ العَـدُوِّ لتنْحَني
*** خَسِـيءَ العَـدُوُّ فقـد تبدَّدَ ظَـنُّهُ
وهُجِرْتَ من قِبَلِ الأُخُوَّةِ خَشْـيةً
*** من بَطْشِ شـيطانٍ تَطـايرَ شَـرُّهُ
ورَفَضْـتَ إبعاداً بكُلِّ صَـرامةٍ
*** واخْـتَرْتَ حَـلاًّ للشِـهادةِ دَرْبُهُ
أنْتَ الشُّـعوبُ بِظُلمِهـا وكِفاحِها
*** ما ذُلَّ شَـعبٌ قـد تَكَسَّـرَ قَـيْدُهُ
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
وأَمامَ نَعشِـكَ أُخْفِضَتْ هـاماتُهمْ
*** لزَعـيم شَـعْبٍ قَدْ تعالى شَـأْنُهُ
وأمامَ نَعشِـكَ تُكِّسَـتْ أعـلامُهمْ
*** لزَعـيم شَــعْبٍ قد تَجَـذَّرَ حُـبُّهُ
نَثروا عليه الوَرْدَ بعدَ تنكُّـرٍ
*** عـلِموا أخيراً أن هـذا قَـدْرُهُ
شُـيِّعْتَ بَطَـلاً في العواصِمِ جُلِّها
*** فتبسَّـمَ التـاريخُ أُشْـرِعَ بابُهُ
فَدَخَـلْتَ للتّاريخ من صُـنَّاعِـهِ
*** لتُضيفَ فَصْـلاً سـاطِعاً إشْعاعُهُ
قدْ لفَّك الشَّـعبُ العـظيمُ بِحُبِّهِ
*** يَرنو إِليـكَ شِـمالُهُ وجـنوبُهُ
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
عـرفاتُ غـابَ فلا تنازُلَ يُرتَجَى
*** عـرفاتُ في دمِنا تَغَـلْغَلَ فِكْـرُهُ
ما عاشَ فينا مَنْ يُفرِّطُ بعـدَهُ
*** بحقـوقِ شـعبٍ قد تعاظَم وَعْـيَهُ
فأمانةُ الفـاروقِ فينا شِـرْعَةٌ
*** سـنُعيدُها يومـاً ليُنْشَـرَ عَـْدلُهُ
فالقُـدسُ خَطٌّ أحـمرٌ بدمائنا
*** وبدونهـا فـالموتُ يحـلو طَعْمُهُ
وحقوقُ عَوْدتِنا لأَرضِ جُـدودِنا
*** عَهـدٌ عَـلينا في القُلوب نصـونُهُ
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
أطـفالُنا في كـلِّ يومٍ تُـولدُ
*** أطـفالُنا عـرفاتُ فيهم إِسْـمُهُ
أشـبالُنا في كــلِّ يومٍ تَكْـبَرُ
*** أَشـبالُنا عـرفاتُ فيهم نَهْــجُهُ
وشبابُنا إصرارُهمْ يتَجَـدَّدُ
*** فشـبابُنا عـرفاتُ فيهم فِعْـلُهُ
وشـيوخُنا في كُلِّ صُـبْحٍٍ تضْرعُ
*** فشـيوخُنا عـرفاتُ فيهم فِكْــرُهُ
ونساؤُنا في الحقْـل ظلَّت تَزْرَعُ
*** فنسـاؤُنا عـرفاتُ فيهم صَـبْرُهُ
أجـيالُنا بالنَّصـرِ دوماً تَحـلُمُُ
*** أجـيالُنا عـرفاتُ فيهم حِـلْمُهُ
أشـجارُنا في كـلِّ يومٍ تُورِقُ
*** ليَـدومَ للعَـلمِ الحبيبِ خَضَـارُهُ
ودماؤُنا في كـلِّ يومٍ تَنْزِفُ
*** ليَـدومَ للعَـلمِ الحبيبِ حَـمارُهُ
وعدوُّنا في كـلِّ يومٍ يحـزَنُ
*** ليَــدومَ للعَـلمِ الحبيبِ سوادُهُ
أولادُنا للعـلمِ ظلَّت تنهــلُ
*** ليَـدومَ للعَـلمِ الحبيبِ بياضـُهُ
♣ ♣ ♣ ♣ ♣
فالنَّصْـرُ آتٍ لا مَحـالةَ نَيْلُهُ
*** والظُّـلْمُ حتماً سوفَ يُجْنى حَتْفُهُ
والحـقُّ دوماً لا جدال بنَصْـرِهِ
*** والظُّـلْمُ قطعـاً للهلاكِ مصيرُهُ
**************************************
مرثيه .. للشاعرة : انشراح حمدان
رحلَ الحبيـبُ غـدا خطابـي ثائـرا
يستلهـم الشِـعـر المقـفّـى حـائـرا
هل يطلق الزفرات أم يبكـي علـى
زمـــنٍ تـنـكّـر للفـقـيـد وحـاصــرَا
أسـطـورةٌ فــي مـوتــهِ وحـيـاتـهِ
مُـتـزهّـدٌ تـــرَك الــرفــاهِ ثــائــرا
وافـاه أمـر الله فـي العـشـر الأوا
خر من ليالي الصوم كي يستشعرَا
رمضـان خيـر شهـور خالقنـا بـهِ
يمضـي لبـارئـهِ شهـيـداً مُسـفِـرا
رجـل الشجاعـة إنْ سلكنـا دربــهُ
حــقٌّ لـنـا أن نـزدهــي ونـفـاخـرَا
أســدٌ إذا الأزمــات أدمَــتْ قلبـنـا
مــا مثـلـهِ مَــن ينـبـري ليـغـاوِرَا
حتمـاً سيبكيـك العـريـن وتنهـمـر
مزنُ السمـاء علـى فراقـكَ ياسـرَا
فقد ارتدي ثـوبَ الحـدادِ فضاؤنـا
وأفاضَـت الدمـعُ الهتـونُ الأنـهـرَا
ثكـلـى غــدتْ سنـواتـنـا بـوفـاتـهِ
فـتـودع الأيـــام فـيـهـا الأشـهــرَا
باتـتْ تؤرّقنـي الشـجـونُ بلـوعـةٍ
والجسم أضحـى لارتحالـهِ خائِـرا
والقلبُ من فـرط افتقـادهِ قـد خبـا
صوتُ الوريدِ بـهِ وأصبـح غائـرا
راحَـتْ تناجيـه الغصـونُ بحسـرةٍ
ألـمـاً لأجــل رحـيـلـهِ وتَـصـابُـرا
استقبلـتـه يـــدُ الـرفــاق بلـهـفـةٍ
لتطـوفَ بالجسـدِ الكريـم تَفـاخُـرا
وتُغيظ صهيـونَ التـي قـد مانعـت
أن ينتهـي للقـدس لـحـداً طـاهـرا
عرفـات واراه التـرابُ المقـدسـي
ليكـونَ فـي رام الله مجـداً عامِـرا
مالتْ فروع النخل ترغب في عنـا
ق الـروح ابـا عمّـار أو لتُخـاصـرَا
رمساً من الأسمنت قد جلبـوا لـهُ
مــن أرض إيلِـيّـا تـرابـاً طـاهــرا
حتـى إذا بعُـدَ الجميـعُ صبـا إلــى
حبّـات رمـلِ القـدس كـي يتـذاكـرَا
أمَّ الـمـدائـنِ مـسـرحـاً لطفـولـتـهْ
وطَـيـفَ قـاهـرة المُـعِـزِّ يـسـامـرَا
مازلـتُ اذكـرُ بهجـةً تنسـابُ مـنْ
كـوفـيّـةٍ تـزجــي وقـــاراً آسِـــرا
واللفحةُ انسدلتْ على كتفيـه كـي
تحمـيـه بـعــد اللهِ بـــرداً عـابــرا
ومـقـولــةً دومــــاً يــرددهــا إذا
ما الخطب أقبلَ أو تحـدّث جاهـرا
ما هـزّت الريـحُ الجبـال ولا غـدا
بـأس الجبـال بفعـل ريـحٍ قاصـرا
شعـب الجبابـرة التـي دومـاً بـهـا
يصـف الفلسطينـيَّ شعـبـاً قـاهـرا
الرمزُ ذو الرقم الصعيـبِ، قـرارهُ
مـن رأسـهِ لا يستطيـب مشـاعـرَا
فليشهـد التاريـخ يـا (خِتـيـارُ) أن
ك فـارس المـيـدان ذئــبٌ حــاوَرَا
ناجـيـتُ ربَّ الـكـون أن يتغـمّـدكْ
بفسـيـح جـنــاتٍ وذنـبــكَ يـغـفـرَا
لا عِشتُ إنْ كـفَّ اللسـانُ لُحَيظـةً
بـدعـاء خالقـنـا يُـثـيـب الـصـابـرَا
يـا ليـت شِعـري أن يكـون لقاؤنـا
فـي جنـة الفـردوس وعـداً أكبـرا
***********************************
لن اسلم رايتي ....
للشاعر فاروق جويده
لن تسمعوا صوتي.. ولا صرخاتي
ما عاد يجدي النصح في الأموات
من أنتظر في الحرب.. سيف عاجز
أم أمة ركعت لقهر غزاة
من أنتظر في الأسر.. ليل حالك
أم أمة سكرت علي مأساتي
من أنتظر في الموت.. عهد خائن
أم موكب للشجب والصيحات
من أنتظر والعار يسكن أمة
كفنتها في القلب من سنوات
من انتظر والدم بين عروقنا
يغلي بنار الحقد واللعنات
إني سئمت النصح من كهانها
ما بين عهد كاذب..وعظات
كانت هنا يوما بلاد هاجرت
لمواكب الطغيان والظلمات
هي أمة سكبت رحيق شبابها
وتشردت شيعا بكل شتات
هي أمة باعت صهيل جيادها
للراكعين علي حذاء طغاة
هي أمة حكمت زمام شعوبها
بالموت.. والنيران والصفقات
عار علي الوطن العريق تساقطت
فرسانه كمدا بلا غزوات
وغدا قبيح الوجه يحمل سيفه
متعثر الأحلام والخطوات
أين الطريق وقد تساقط عزمنا
واسود وجه الكون في نظراتي
إني كرهت الركض خلف هواجسي
وأضعت في الزمن البغيض حياتي
****
خمسون عاما عشت أصرخ.. أمتي
ومواكب الشهداء بالعشرات
خمسون عاما والطغاة أمامنا
يترنحون علي ربي الحانات
خمسون عاما في الدروب قضيتها
أجري وراء الوهم والنكبات
يا ضيعة العمر الطويل وخيبتي
في أمة تختال بالنكسات
هذا تراب القدس يحمل جثتي
وتكفن الجسد النحيل صلاتي
هذا المدي قبري.. وتلك نهايتي
فالمجد بيتي.. والعلا شرفاتي
أنا صيحة الحق الجسور تفجرت
في ظلمة اليأس الطويل العاتي
أناصرخة الأمل الوليد تحجرت
في عين طفل زائغ النظرات
أنا فرحة بين الصغار وبسمة
تسري كضوء الصبح في الطرقات
أنا نظرة القدس الحزينة كلما
نزفت علي يدها عيون فتاة
قل ما أردت عن البطولة والفدا
واكتب جميل الشعر والأبيات
لاشئ أغلي من دماء شهيدة
بالدم تكتب أروع الصفحات
والآن نرسم بالدماء طريقنا
هل بعد هذا الدم من كلمات
الآن أسمع صوت كل شهيدة
قد زينت بدمائها راياتي
الآن أرقب وجه كل شهيدة
رفعت جبين القدس في الساحات
قل ما أردت عن البطولة والفدا
وأصرخ أمام الناس بالدعوات
لا شئ غير الموت يحيي أرضنا
وشهادة عندي بألف صلاة
****
أنا في حصاري الآن أجمع أنجمي
وأعيد رسم الكون في لحظات
أنا في حصاري الآن أرصد رحلتي
فأري دمانا أروع الرحلات
أنا لست مسجونا لأن ملامحي
سكنت قلوب الناس كالنبضات
أناصامد في الأرض بين ترابها
وسط النخيل.. وفي شذي الزهرات
عند الخليل وخلف غزة كلما
لاحت وفي يدها الصباح الآتي
أنا صامد في القدس حين تعيدني
طفلا أحلق في شواطئ ذاتي
أنا صامد في ليل يافا كلما
ذابت مآقيها من العبرات
في الأسر أرسم كل يوم صورة
وطنا عنيدا شامخ الرايات
هذا صلاح الدين يسمع صرختي
ويطل من بين الظلام العاتي
أنا يا صلاح الدين خلفك لا تخف
فلديك شعب واثق الخطوات
قم ياصلاح الدين وأنظر إننا
نرمي حمي الشيطان بالجمرات
قم يا صلاح الدين وأسمع أمة
تبكي علي أمجادك العطرات
****
صافحت جلادي وقلت لعلني
يوما سأطوي غربتي وشتاتي
وحلمت بالزمن الجميل وحوله
وطن يلملم أخوتي.. وبناتي
ورضيت أن أمضي حزينا ساخطا
وهواجس السوداء في خفقاتي
شاهدت خنزيرا يضاجع قدسنا
ويطوف سكرانا علي البارات
كانت مآذنها تئن وتشتكي
وتهيم بين اليأس والحسرات
وأفقت من حلمي رأيت مدينتي
صارت كنهر الدم في لحظات
يا خيبة الأحلام حين يصيبنا
سهم الخداع وخسة الغايات
يا أيها الخنزير إني صامد
جبل أمام القهر والأزمات
أفعل بنا ما شئت بين قبورنا
طفل سيولد فوق كل رفات
****
يا أيها الوحش الكبير تناثرت
في راحتيك جماجم الأموات
تلقي علينا الموت كل دقيقة
مابين جوعي عندنا وعراة
مازلت تسكر من دماء صغارنا
وتدورمنتشيا علي الشاشات
بغداد مازالت تلم جراحها
ودماء قتلاها علي الطرقات
كابول تزأر في أنين صلاتها
وتطارد الشيطان في الحانات
يا دولة البغي الطويل تمهلي
هذي الشعوب تفور بالثورات
****
أما أنا.. سأظل وحدي صامدا
وسط الخراب ولن تلين قناتي
وطني الذي يوما جننت بحبه
مازال حلمي.. قصتي.. مأساتي
قد عشت أحلم أن أموت بأرضه
ويكون آخر ما طوت صفحاتي
إني أراه يطل من عليائه
مثل الجبال الشم في النكبات
فإذا تواري الوجه عودوا واسمعوا
في كل فاجعة صدي كلماتي
ولتذكروني كلما لاحت لكم
في ظلمة الوطن الحزين حياتي
سيطل طفل من رماد بيوتنا
ويطوف فوق القدس بالرايات
يارب هل تقبل شهيدا يرتجي
منك الشهادة عند كل صلاة
إجمع بعين القدس يوما أمتي
وأنثر علي أرض الصمود رفاتي
ولتنثروا جسدي علي أرض الهدي
في القدس. في سيناء.. في عرفات
صلوا علي الجسد النحيل وأغلقوا
عيني علي الوطن الحبيب الآتي
ولتدفنوني يا رفاقي واقفا
لن ينحني رأسي لقهر طغاة
فأنا الصمود.. أنا الشموخ.. أنا الردي
أنا لن أسلم رايتي.. لغزاة
**************************************
عَرشُ القُلُوبِ
أبوأحمد
يا مَن على عَرشِ القـُلـُوبِ تـَرَبـَّعـَا
وازددتَ مَـجـداًواعْـتـَلـَيـتَ مــَرابِعَـا
كـالـبَـدريُـفـتـَقـَدُ الـكِـــرامُ مـَحـَــبـَّـة ً
والـلـيـلُ يـَفـتـَقــِدُ الــبُـدُورَ تـَـوَابـِعَـا
هَل صَحَّ مَــا قــَالـُـوا بـِـأنـَّـك تــَاركٌ
للـرَحْــلِ أم كـَانَ الجـوادُ مُـسَــارِعَـا
لا شــكَّ أنَّ كَــلامَ القـــومِ مُـلـتـبـسٌ
والـقـلـبُ ليسَ لغـير صَوتِكَ سَـامِـعَـا
كالطـَّـودِ لايُـفـْـنـِيـهِ سَـــيـلٌ جــَـارفٌ
بَـل شـَـامـخٌ والجـِذرُيَضـربُ زَارعَـا
هــَل هـَـانَ مـَـاردُنـَا فكيفَ رَضِـيـتـُمُ
حَـثوَ الترابِ على الحَبيبِ فـَكَم رَعَى
فـينا الكـبـيـرَ بـَل الصَـغـيـرَمـُـدَاومَــاً
والخـَيـرُفـيـهِ أبــاً رؤوفــاً خــاشـعـا
أشْـعَــلـتَ في عَـتـْمِ اللـَّيـالِي شَـمـعَـة ً
والـلـَّيـلُ والنـَّجـْـمَـاتُ كـنَّ تـَـوَابــِِعَــا
هـَل هـَـانَ فـِيـكُـم مَن أثـَـارَ كـَــرَامَـة ً
أنـَـفــَاً وعـِـزاً كَـي يـُـوَسَّــدَ ضـَاجـِعـَا
أم هـَـانَ فــيـكـم أن يـَعـِيـشَ مـُغـَـيـَّبـا
مـَـا كـَــانَ يَـومَـاً بالـدَنِـيـَّةِ قــَـانـِـعـَــا
هَــذا الـهُــمَــامُ تـَـفِــرُّ مِـنهُ حُــتـُوفـُهُ
كـَم كـَانَ يـَدفـَـعُ عَـن حـِمـَاهُ نـَوَازعـَا
والـخــيــلُ تــَأبـَى أن تـَليـنَ لـِـفـَـارس ٍ
إلاكَ يـَـاخـــَـيـرَالــفـَـوارسِ بــَارِعَـــا
فــَجـَّـرتَ مِـن بينِ الخـِـيـَـامِ شَـــرَارَة ً
قدصِرتَ جِسـرَاًمن ضُـلـُوعِـكَ رَافِـعَـا
والفـَجــرَ مِن بـَعـدِ الـظـَّــلامِ جَـلـَبـتـَهُ
والشَمسُ قـد هَـابَتْ بـَهـَاكَ تـَواضُـعـُا
أطـلـَقـتَ مِن أرضِ الـرِّبـَـاط رصاصة
قــُُدتَ الجـِهَـادَ إذ إنـْبـََرَيـتَ مُـقـَـارِعـَا
قـَـد كـنـتَ للأعـــدَاءِ خـَــيـرَ مُــنـَـازلٍ
بـُركـَــانَ حـَــق للبَـسَـــالـَة ُطـَــابــِعـَـا
سَـــطـَّرتَ في كُـتـُبِ الـتـَّاريـخِ مـَنزلـَة ً ٍ
أكملتَ مِن وَهـَـج ِالـفـَخـَارِ مَــرَاجـِعـَا
يـَارَمــزَعـِــزَّتـِنـَا ومَـبـْعـَثَ فـَـخـْــرِنـَـا
صـَـارَ الـفـَخـَارُبـنـُوروَجهـِكَ سَــاطـِعـَا
بينَ الـنـُجـومِ سَـكـَنـتَ وسـط َقـُلـُوبـِنـَا
لـمَّـا بـَـذلـتَ الِرُوحَ جـَـذلاً وطـــََائـِـعــَا
قـَـد قـُدتَ بالـرَّكـْبِ السَــفـِيـنـَة َعـَـائِـدَاً
للأرضِ والحِـصْـنِ الحَـصِـينِ طـَلائِـعَـا
والشَعـبُ والوَطنُ الحـَبـيـبُ بشَـوقـِهـِم
للـرَمـْــزِوالـخـِـتــيـَـارِكـَــانَ مُــبـَـايــِعَـا
والقدسُ قد سَكَـنَتْ في القلبِ منكَ ولمْ
تـذرالعُــيُـونَ وكــَانَ قــلـبُـكَ ضَــارِعَـا
كُـلُّ الـقـُلـُوبِ لبيتَ المَـقـدِسِ اتـَّجَـهَـتْ
والـكــُلُّ خـَـلــفـَكَ يـَهـتـِفـُونَ جَــوَامِـعَـا
وَعـْــدٌ لِــحُــر ٍأنْ تـَُـعـَـانِــقَ أرضـَــهَــا
قـد حَالَ بينكُمَا مَــوتٌ وكـَانَ مُـقـَاطِـعَـا
والـنـَجــمُ في مـَحــيــَاكَ صـَـارَ كـَـتـَائـَهٍ
والـمَـوتُ لم يـُثـنِـيـكَ فـَغـَابَ مُـوَادِعَـا
هـَـل غـِـبــتَ فـِعــلاً أم تــُـرَاكَ مـعــاودًا
فـالحـُــزنُ والخـُذلانُ أصـبـَحَ شـَـائـِـعـَا
يــاأيـُّهـا الـقـَمَـرُالـمُـنِـيـرُ لِمَا إنجـَلـَيـتَ
مَــاكـَانَ فـَـجْــرٌبـَعــدَ نــُـوركَ طـََـالِــعَــا
مـا كـنـتَ يَــومَـاً للـوَجـَـاهَـةِ سَــاعــِيـاً
بـل كـُنـتَ لـَيـثـاً للـمَــنــَايـَـا مُـصَـارعَـا
أجْــرَيـتَ مِن فـَيـضِ المَحَـاجـِرِ أنـْهُـرَاً
كنت الـمَـزارَ لـنـا فـَصِـرتَ الـمَـوَاجـِعـَا
والـطـَّـيرُ تــَلـهَــجُ دَاعِـــيــَاتٍ بـِاســمـك
والـــوَردُ والأزهــَــارُتـَــبـكِـي لــَوَائِـعـَـا
قـَد جـِئتَ مِـن أمَّـةِ الأمْـجَـادِ أشـرَفـِهـَا
والمـجـدُ والـشــرفُ الرفـيـعُ تـَجَــمَّـعـَا
أحـيـَيـتَ فـينا الـروحَ وزدتـَـنـَا شَــمَـمَاً
ألـهَـبـتَ فِـيـناالـفِـكـرَولـسـتَ مُـخـَادِعَـا
نـَمْ أيـُّها الـشـيـخُ الجَّـلـِـيـلُ مُــفـَاخــِراً
مَـا عَـادَ يـُبـكِـيهَـا سِــوَاكَ الـمَــدَامِـعَـا
قـدعَـانـَقـَتْ عـِشـقُ الـقـُلـُوبِ حَـبـيـبَها
والشَّـوقُ لِلـقـَلـبِ الكَــبـيـرِ تـَشَـــفـَّعــَا
يَـامَـنْ تـَوَشــَّحَ بالكـُوفــِيَّـةِ ارتـَسَـمَـتْ
فـَوقَ الجَـبينِ وفي الـقـُلـُوبِ طـَوابـِعـَا
المصدر : منتديات القوميون الجدد