هآرتس: هل يعاقب السيسي أمريكا لتدخلها في شئون مصر؟
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
رأت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن دعوات الحكومة ووزارة الخارجية المصرية، لنظريتها الأمريكية لوقف استعمال العنف مع المتظاهرين في فيرجسون، كانت ساخرة ومتناقدة تماما مع اسلوب قوات الأمن المصرية مع متظاهريها.
وأشارت الصحيفة إلى توبيخ الحكومة المصرية للإدارة الأمريكية، لما قامت به من انتهاكات حقوق إنسان، أثناء فض المظاهرات والاحتجاجات.
وأوضحت الصحيفة أن ماري هارف المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية، وصفت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأنه رجل التحول الديموقراطي، إلا أن هذا الوصف قد يكون تغير بعد مجموعة من التصرفات قامت بها قوات الأمن إزاء المتظاهرين.
فقالت هارف إن ما تتوقعه من العملية السياسية المصرية التي نتج عنها دستور مصري جديد، يوضح طريقة حكم مصر، أن يسمحوا للمصريين بالتعبير عن رأيهم، والتظاهر إذا كان بطريقة سلمية.
لفتت الصحيفة إلى أن تعليق وكلام هارف، جاء قبل تقرير مدير منظمة هيومن رايتس ووتش كنيث روث، وسارة ليا ويتسون رئيسة قسم الشرق الأوسط و شمال أفريقيا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، عن أحداث فض ميدان رابعة، الذي أسفر عن مقتل حوالي 800 شخص.
ذكرت الصحيفة أن قوات الأمن المصرية قامت بفض اعتصام رابعة بالقوة، وإخراج الإخوان المسلمين منه في أغسطس عام 2013، ومنعت دخول العاملين بالهيومن رايتس ووتش مصر، في أغسطس الجاري.
ووفقا للصحيفة، فإن الإدارة الأمريكية رفضت الاعتراف بشرعية السيسي، إلا بعد عقد انتخابات الرئاسة، وفوزه فيه.
وعلى الرغم من زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر، لتهنئة السيسي على فوزه بالانتخابات، إلا أن الإدارة الأمريكية لا تزال توقف المساعدات العسكرية التي تمنحها لمصر.
وأكدت الصحيفة على أن واشنطن مستمرة في دفع ثمن تدخلها في الشئون الداخلية المصرية، وظهر ذلك في مفاجأة البيت الأبيض من الاقتراح المصري بوقف اطلاق النار في غزة، وعقد المفاوضات في القاهرة.
كما يرفض السيسي زيارة الولايات المتحدة، على الرغم من دعوته لأكثر من مرة، ويفضل التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فكانت من أول رحلاته بعد توليه الرئاسة إلى روسيا.
وبحسب ما ورد في الصحف، فإن روسيا ستبيع لمصر مجموعة الصواريخ، التي كانت مخصصة في بداية الأمرة لسوريا.
وألقت الصحيفة الضوء، على الدهشة التي تصيب واشنطن من التقارب العسكري بين مصر وموسكو، في الفترة الأخيرة.
وتساءلت الصحيفة عن كون التعاون العسكري بين السيسي وبوتين، وسيلة للتأكيد على أنه يسير على خطى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، للحصول على مزيد من الشعبية والتأثير على الشعب المصري.
وأشادت الصحيفة بما قام به السيسي خلال الثلاثة أشهر الماضية، مشيرة إلى أنه أظهر مهاراته السياسية والدبلوماسية، وساعده في ذلك الدور الذي قامت به مصر أثناء حرب غزة، والذي أكد على مكانة مصر الكبيرة في العالم العربي والإسلامي.
وبررت ما يقوم به السيسي حاليا، والموقف الذي أخذه من الولايات المتحدة، بأنه يحاول التأكيد على أن مصر ليست في حاجة للولايات المتحدة، وأنه يحاول أن يجد حلفاء دبلوماسيين أخرين، مثل روسيا، والمملكة العربية السعودية والإمارات، الذين منحوا مصر مبالغ طائلة للخروج من أزمتها الاقتصادية.
منتديات القوميون الجدد