الداعشيات وجهاد النكاح وتعدد الرجال
ربما تكون النساء المسلمات على حق في اعتراضهن على ما جاء في القرآن من آيات التعدّد بسبب إساءة الرجال إلى هذا الشرع من دون أسباب منطقية توجب التعدّد لذا يتسائلن هن عن كيف يمكن أن يشعر الرجل لو كانت آيات تُشرّع التعدد عند المرأة، اثنان وثلاثة وأربعة رجال على أن يعدلن بل وسيعدلن نظرا للتطور العلمي الحاصل في تحليل الحمض النووي للمولد.
وتقول المفكرة ناديا بوهناد إنني لا أؤيد التعدد عند الرجال كما هو حاصل الآن لأنه ليس أكثر من مجرد إشباع لشهوات الرجل اللاعقلاني وبالتالي هو تشويه لما جاء به النص القرآني من الناحية العملية ولكني لا أتصور كيف يمكن لامرأة عاقل ناضج أن تقبل الانتقال بين أحضان الرجال حتى وإن كانوا أزواجها لما له من أضرار صحية ونفسية واجتماعية عليها.
وتقترح بوهناد أن على كل من ترغب في التعدد ما عليها إلا أن تلتحق بداعش وسوف تنال شرف أن يناكحها ليس أربعة دواعش إنما العشرات وربما المئات من الدواعش من جنسيات مختلفة وأجسام مختلفة كل يختلف بأدائه عن الآخر ولكن أتوقع أن تجمعهم رائحة نتنة واحدة.
إن "جهادالنكاح" انطلق إثر فتوى قالت إن "زواج المناكحة الذي تقوم به المسلمة المحتشمة البالغة 14 عاما فما فوق أو مطلّقة أو أرملة، جائز شرعا مع المجاهدين في سورية وهو زواج محدود الأجل بساعات لكي يفسح المجال لمجاهدين آخرين بالزواج، وهو يشدّ عزيمة المجاهدين، وكذلك هو من الموجبات لدخول الجنَّة لمن تجاهد به" وسرعان ما انتشرت هذه الفتوى ولاقت استحسانا من قبل المرضى والمكبوتين جنسيا من الرجال والنساء ومن قبل كل من يبحث عن صك لدخول الجنة .
فإذا كان القرآن صالحا لكل زمانٍ ومكان، كيف يُسمح لمثل هؤلاء المفتين أن يفتوا بما يشتهون؟ ويحرّفون ما جاء في القرآن بسبب ظروف جدت مثل ظروف الحروب المقدسة ولكن التطور العلمي التقني فرض مستجدات على النقصان في حقوق المرأة أيضا إلا أنه لابد أن تُهاجم من قبل رجال الدين ولكن عندما يتعلق الأمر باستغلال جسد المرأة باسم الدين لانسمع إلا القليل من الجهات الرسمية ولا نرى على الواقع أي تكفير أو معاقبة لمن أفتى بذلك.
إن جهاد المرأة في ساحة المعارك كان في التطبيب وتقديم المساعدات الإنسانية وليس الجنسية وما يسمى بجهاد النكاح هو زنا صريح وإن لم يكن هذا زنا فما هو الزنا؟ هو لا يزيد عن كونه زنا مغلف باسم الجهاد في الحروب المقدسة وجهاد النكاح زنا أسوأ أخلاقيا من العهر لأن العاهرة تمتهن هذه المهنة بحثا عن المادة لأسباب أو أخرى ولكن ليس حبا في الممارسة الجنسية، بينما التي تهب نفسها طواعية لجهاد النكاح هي إما متخلفة عقليا وجاهلة ومتطرفة دينيا أو أنها تعاني من الشبق الجنسي وهو اضطراب عقلي يوصف بسلوك جنسي قهري متكرر في السعي وراء الجنس وهو سلوك غير مرغوب لا تحصل من خلاله المرأة على المتعة الجنسية ولكنها في المقابل لا تستطيع السيطرة عليه وهو موجود لدى نسبة قليلة من النساء من 3 إلى 7 بالمئة وربما أكثر .
فعلى الدول الإسلامية أن تضع قوانين وتشريعات تعاقب بالسجن لمن تسول له نفسه التلاعب بكلام الله لاستغلال المرأة، كما يجب منعهم من الظهور في وسائل الإعلام التي يستغلونها لنشر السموم والأفكار المريضة ومن يستمر في المراوغة من نشر فتاوى ثم حذفها أن يُلزم قانونيا بأن يكون هو وأبناؤه القدوة لما يُفتي به كأن يُقدم أبناءه أولا للجهاد إذا أفتى بذلك أو أن يُقدم زوجته وبناته لجهاد النكاح إن افتى بذلك ولا مانع أن يرافقهن حتى يرى بأم عينيه بما يجاهدن به في سبيل الله.
منتديات القوميون الجدد