معنى العيد والحكمة من مشروعيته
العيد في الأصل:
كل يوم يكون فيه اجتماع على فرح وسرور،وقد كان في الجاهلية أعياد يجتمعون
فيها، فجاء الإسلام بالأعياد الشرعية،فالأعياد الشرعية هي عيد الفطر،وعيد الأضحى
فمناسبة عيد الفطر:
الإتمام لصيام رمضان،فإذا أتم المسلمون صيام رمضان وقيامه،والعبادة التي فيه،
وقاموا بحقوق الله عليهم،ووفقهم ربهم لذلك وأعانهم عليه حتى أتموه،كان
ذلك فضلاً كبيراً،ونعمة عظيمة، وعملاً صالحاً كثيراً يكون لهم به أجر كبير،فيفرحون
بتوفيق ربهم لهم إذ أتموا صيامهم وعبادتهم،فيكون من آثار هذا الفرح أن يجعلوا
عيداً بعد هذا الشهر،هذا العيد لا شك أنهم يشكرون ربهم فيه،ويعبدونه،ويحمدونه
على تمام العمل،ويسألونه أن يقبل منهم أعمالهم،وأن يعطيهم ثوابهم؛
ولأجل ذلك يُسمى يوم العيد يوم الجوائز،وكأن الناس بعد انصرافهم من صلاة
العيد ينصرف كل منهم بجائزة قد أخذها،لا تشبه جوائز الأمراء،فهذه هي
الحكمة في شرعية عيد الفطر،فإنه في غاية المناسبة
الفرق بين عيدي الإسلام وأعياد الكفار
شك أن شرعية عيد الفطر وعيد الأضحى من باب الشكر لله عز وجل,ولأجل ذلك
لم يبدءوها باللهو واللعب، ولم يبدءوها بالغناء والطرب،ولم يبدءوها بالأشر والبطر،
بل ابتدءوها بالصلاة،وهذا دليل على أنها أيام شكر،ولأجل ذلك فالمسلمون في كل
مكان إذا أصبحوا في عيدهم -عيد فطر أو عيد أضحى- خرجوا خارج البلاد
في طرفها،واجتمعوا رافعين أصواتهم بالتكبير،وصلوا لله لا لغيره صلاة متميزة
بالتكبير؛لأن فيها تكبيراً لا يُكبر في غيرها
وهذا بخلاف أعياد الكفار وأعياد الملاحدة وأعياد الجهلة ونحوهم؛فإنها أعياد أَشَرٍ
وبطر،أعياد لهو ولعب، أيام يتخذون فيها الطبول والرقص والضرب بالدفوف وما
أشبه ذلك، يجتمعون فيها على قيل وقال،أو على لهو ولعب،أو على طرب
ونحوه،أو على مآكل محرمة،أو ما أشبه ذلك، وقليل ذكر الله عندهم،وقليل شكره،
وقليل الاعتراف بفضله،فأين هذا من هذا؟!
فأعياد الإسلام مشتملة على ذكر الله وتعظيمه وإجلاله،ولأجل ذلك كان
كثير من السلف في أيام الأعياد يحزنون,ويخشون ألا تقبل أعمالهم
ورأى بعض السلف قوماً في يوم العيد يضحكون فقال:
(إن كان هؤلاء قُبِلَ صيامهم
فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان رُدَّ صيامهم فما هذا فعل الخائفين)،
وهذا يدل على أنهم كانوا يحزنون،مع أن اليوم يوم فرح.
الخروج في العيد إلى المصلى ومخالفة الطريق
في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم العيد،وأنه لم يكن هناك
أذان ولا إقامة،وذلك لأنهم خرجوا في ظاهر البلد،فالسنة أن يكونوا في مكان قافر
نظيف في خارج البلد،وفي طرف من أطرافها في صحراء،ولعل الحكمة في ذلك:أنهم ببروزهم يفارقون البلد وما فيها،وأنهم بذلك
يؤجرون؛لأنهم متعبدون كلهم لله.
ومن الحكمة أيضاً:تكثير مواضع العبادة؛فإنهم يأتون بعبادات في طريقهم،ويأتون
بعبادة في مجتمعهم ذلك الذي في خارج البلد.
وقد ذكروا أيضاً من السنن أن المصلي يخالف الطريق،فإذا خرج من طريق رجع
من طريق ثانٍ،هكذا ثبت عن النبي ،ولعل الحكمة في ذلك أيضاً:تكثير
مواضع العبادة،أو تفقد أحوال البلاد،أو إغاضة المنافقين وتفريح المؤمنين،أو غير ذلك من الحكم.
الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله
لفته جميله أختي كارمن منك
تقبلي مروري
ودام نبض قلمك