شباب فلسطينيون ينضمون للقتال إلى جانب تنظيمات إرهابية في العراق وسوريا مثل "داعش" و"النصرة" تاركين وطنهم وقضيتهم خلفهم. عدد هؤلاء ليس بالكثير، لكنه مع ذلك يقلق الشارع الفلسطينيّ الذي يتهم الإحتلال الإسرائيليّ بفتح الأبواب أمامهم وربما بتجنيدهم بطرق ملتوية.
الشارع الفلسطيني مشغول يقضيته ويرفض الإرهاب
ثلاثون شاباً فلسطينياً تقريباً، من داخل أراضي الثمانية والأربعين غادروا البلاد خلال العام الأخير، لينضموا بحسب التقديرات إلى تنظيمي "داعش" و جبهة النصرة ، في كل من سوريا والعراق.
أما الأسباب من وراء هذه الحالات الفردية فيعزوها المراقبون إلى شخصية، وأخرى تتعلق بالبيئة المجتمعية.
وقد وجد المحاضر الجامعي المتخصص في علوم الإجتماع والحركات الأصولية د. نهاد علي أنه هناك نمط إجتماعي لهؤلاء إما كطلاب موجود بالخارج بعيدين عن الأهل ويعانون من قضية الإغتراب، أو أن شخصيتهم غير متبلورة بشكل كامل، فهناك فئات من المجندين يصيدون مثل هؤلاً الشباب ويصورون لهم ما يسميه "البطولة المتخيّلة" وكأنه يحررون الوطن .. وبسبب إنكسارات في شخصيتهن نتيجة فشل، بالإضافة إلى الأسباب الشخصية هنالك أسباب جماعية ومجتمعية كأقلية فلسطينية في الداخل.
إنضمام بعض الشبان للقتال في خدمة التنظيمات الإرهابية ووصول أنباء عن مقتل عدد منهم خلال المعارك، أثار سخط القيادات السياسية ورفض الشارع الفلسطيني، المنشغل بقضيته الوطنية وهمومه اليومية.
واعتبر الشيخ ناصر درواشة إمام مسجد في الناصرة ان ما يحصل "نوع من الإحباط لشبابنا فهم يخرجون من هنا إلى تركيا فسوريا والعراق من أجل الجهاد أي جهاد هذا!؟".
وأضاف أن "الجهاد جهاد العلم وان يهتم بأهله ويبر والديه، وهو الكلمة الطيبة والأخلاق والتواضع، والإسلام دين رحمة وسلام ومحبة وقيم وأداب وتواصل، وليس دين الملحمة كما يدعي بعض حاملي الفكر التكفيري كـ"داعش" وهذا التنظيم صناعة غربية".
يحمّل الكثير من الفلسطينيين المسؤولية عن خروج هؤلاء الشبّان الذين لا تتجاوز أعمارهم غالباً العقد الثالث، للإحتلال ، بل ويتهمونه بفتح الطريق أمامهم، إن لم يكن تجنيدهم من خلال خلايا أصولية متعاونة، تعمل على غسل أدمغتهم.
المصدر: الميادين