مخيم هرشم في أربيل يتحول بفعل الأمطار إلى ساحة أوحال زادت من معاناة المئات من أهالي الموصل الذين يقطنون المخيم، فيما أدى انخفاض درجات الحرارة مع قدوم فصل الشتاء وضعف المساعدات الإنسانية والرعاية الصحية إلى انتشار الأمراض ولاسيما بين الأطفال.
الأمطار أغرقت المخيم الذي يؤوي الآلاف من نازحي الموصل
عبد السلام واحد من آلاف النازحين الذي هربوا من أماكن النزاع في الموصل ومحيطها إلى إقليم كردستان. والسبب بطش وممارسات لم تعهدها أرض كان السلام والعيش المشترك عنواناً للحياة فيها.
يروي عبد السلام كيف هرب من الموصل بسبب صدور حكم الاعدام عليه من قبل داعش لعدم مبايعته لهم وانتمائه اليهم. فيما يتحدث أحمد، الذي نزح هو الآخر من الموصل عن هروبه مع عائلته بعد قيام داعش بحرق منزله كونه يعمل في الشرطة العراقية فيما لايملك الآن أي مستمسكات، أي أوراق ثبوتية.
الشتاء المصحوب بالأمطار ضاعف من معاناة النازحين في مخيم هرشم في أربيل. مساعدات لا تقي أطفال المخيم من البرد ما تسبب بانتشار الأمراض بينهم وسط غياب الرعاية الصحية، كما يقول النازحون. هبة على سبيل المثال مرض ابنها بسبب الطقس وعدم وجود ملابس تقيه من البرد القارس مع غياب الرعاية الصحية، وفق ما تؤكد. بينما يلفت عبد الله إلى "توزيع طعام فاسد على النازحين".
وسط هذا المشهد يسيطر الإحباط على مشاعر النازحين في مخيم هرشم. هم يقولون إنهم فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي ويشتكون من غياب السلطات متهمين إياها بالتخلي عنهم في هذا الوقت الصعب.
كيلومترات قليلة تفصل هؤلاء النازحين عن مدنهم، هربوا من جحيم ممارسات لم يعهدوها ليقاوموا اليوم ظروفاً لاتقل قساوة من أجل البقاء على قيد الحياة.
المصدر: الميادين