الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كابول في زيارة رسمية هي الأولى لرئيس تركي منذ خمسين عاماً، حيث وقع مع نظيره الأفغاني على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والتي تشمل التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
تركيا باتت اليوم الحليف الأساس لأفغانستان الجديدة في المنطقة
زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس تركي منذ أكثر من نصف قرن... زيارة يعوّل عليها الرئيس الأفغاني الجديد كثيراً في أن يلعب الحليف القديم الجديد دوراً في حل الملفات العالقة على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني أحمدزاي إن "تركيا أثبتت دورها الحيوي في حل قضايا العالم الاسلامي والدولي"، لافتاً "نحن في أفغانستان نتطلع إلى أن تلعب هذا الدور من خلال المشاريع التنموية في حل المشاكل التي نواجهها".
إستهل أردوغان زيارته بإفتتاح مشروع بناء طريق أنجز بمساعدات تركية في وسط كابول.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأفغاني قال أردوغان إن "بلاده ملتزمة بمساعدة الشعب الأفغاني في التخلص من أزماته"، مشيراً إلى أن "البلدين وقعا على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية تشمل كافة المجالات".
وأكد الرئيس التركي أن "تركيا ستسعى إلى تطوير البنى التحتية لأفغانستان من خلال تقديم مساعدات في مجال الزراعة والتنمية وقطاع المواصلات، إضافة إلى استخراج المعادن والتحقيق حول المناطق النفطية". وقال "نحن ملتزمون في أداء الواجب الذي يتحتم علينا القيام به تجاه أشقائنا الأفغان".
تعود العلاقات الأفغانية التركية إلى بدايات القرن التاسع عشر، ومن حينها هي في طور التحسن والتوسع في مختلف المجالات... واليوم باتت تركيا الحليف الأساس لأفغانستان الجديدة في المنطقة، لما بين الشعبين من مشتركات ثقافية وتاريخية...
ورأى المحلل السياسي والاستراتيجي حبيب حيكيمي أنه "لا شك أن لتركيا دوراً اقتصادياً وعسكرياً في أفغانستان بعد طالبان"، مضيفاً أنها الآن "تبحث عن دور حيوي في آسيا الوسطى والمنطقة، ربما انطلاقاً من أفغانستان".
تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين ثلاثمئة مليون دولار سنوياً. كما أن أنقره وسعت من حضورها في الساحة الأفغانية من خلال الإستثمار في مجالات مختلفة، إضافة إلى الحضور العسكري، ضمن مهمة حلف شمال الأطلسي على مدى السنوات العشر الماضية.
ينظر الأفغان إلى تركيا كحليف تاريخي يتوقع أن يلعب دوراً في احلال الأمن والاستقرار في بلدهم في المستقبل القريب... بينما تبحث أنقرة عن شريك يساعدها في تعزيز دورها في منطقة جنوب آسيا، وفقاً للمراقبين.
المصدر: الميادين