تواصل واشنطن ضغوطها على أنقرة للدخول مع التحالف في الحرب على "داعش"، لكن يبقى هناك نوع من التباين بين موقفي البلدين، فما الحسابات والمعادلات التي تتحكم في الموقف التركي.
جهدت أميركا لوضع حد للتباين بينها وبين تركيا دون نتيحة
ما زالت مواقف أنقرة وواشنطن متباينة بشأن الحرب على داعش، لكل من الطرفين حساباته واعتباراته ورؤيته الخاصة للأزمة.
مارست الإدارة الأميركية ضغوطاً مكثفة على المسؤولين الأتراك خلال الأيام القليلة الماضية؛ نائب وزير الدفاع الأميركي، قال بلغة حاسمة خلال المحادثات المشتركة الرفيعة مع مسؤولين أتراك "أنقرة ليس لديها مصلحة فحسب، بل هناك دور ينتظرها داخل التحالف"، لافتاً إلى أن واشنطن مارست ضغوطاً على الأتراك للعب دور مميز. يوم الأحد الماضي عقد في واشنطن لقاء ضم قادة عسكريين كبار لـ 22 دولة بينهم تركيا، هدف هذا اللقاء توحيد الجهود والاتفاق على رؤية مشتركة.
لكن الموقف العلني لأنقرة يشي بأن شيئاً لم يتغير، وأن التباينات ما زالت على حالها. فالخلاف الأساس يتركز حول رؤية كل من واشنطن وأنقرة للصراع؛ الإدارة الأميركية ترى أن الأولوية هي قتال داعش، أما مرحلة ما بعد داعش فتبدو الرؤية غامضة وضبابية، ترتبط بما ستؤول إليه العلاقات مع روسيا وإيران.
أما الأتراك فيطالبون أولاً بإقامة منطقة عازلة، وأن يكون الهدف ثانياً إنهاء داعش والنظام السوري، كما تخشى أنقرة استنزافها في حرب غير محسوبة، أو إبرام تسويات وصفقات دون أن تكون جزءاً منها.
فرؤية واشنطن كما يغمز مسؤولون أتراك غير جادة وغير واضحة. كما أن سياسات الإدارة الأميركية، وخصوصاً الرئيس باراك أوباما تركز هذه الفترة على المشهد الداخلي، ولا تريد الإقدام على أي خطوات كبيرة تتعلق بالقضايا الخارجية. فالانتخابات على الأبواب، وأي قرار خاطئ قد تكون تداعياته خسارة الانتخابات.
تدرك أنقرة أن دورها محوري في الحرب الحالية، لكنها تخشى في الوقت نفسه من تنفيذ داعش لهجمات داخل أراضيها، وتخشى أيضاً أن تقدم دمشق على دعم الأكراد، انتقاماً لتدخلها في الحرب ضد سوريا.
أمام هذا المشهد، فإن أنقرة على ما يبدو تنتظر العروضات الأميركية لتحسب فاتورة الأثمان والمكاسب.
المصدر: الميادين