صحيفة "وول ستريت جورنال" تقول إن قرار الإدارة الأميركية بمساعدة أكراد كوباني عسكرياً يؤشر على نقطة تحول جوهرية لأهداف الحرب الأميركية، وتشير إلى أن التعاون الوثيق مع طرفي الأكراد ساهم في توتير العلاقة الثنائية بين واشنطن وأنقرة.
المعدات العسكرية ومعدات الإغاثة الطبية تم شحنها إلى كوباني من إربيل إلى قاعدة أميركية في الكويت وإعدادها للإنزال الجوي
أوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" بعض ما جرى "خلف الستار في البيت الأبيض" من نقاشات أسفرت عن قرار التدخل العسكري "لإنقاذ كوباني" (عين العرب)، خاصة أن وزير الدفاع تشاك هيغل ناشد الرئيس الأميركي باراك أوباما بوضوح مؤكداً على "ضرورة التحرك على عجل"، إضافة لرسائل الاستغاثة من "العناصر الكردية المتعاونة مع الولايات المتحدة طالبة أسلحة على الفور".
وقالت الصحيفة في تقريرها الموسع إن القرار اتخذ يوم الجمعة الماضي، 17 / 10، عقب توصية قدمها قائد القوات الأميركية، الجنرال أوستن، الذي فضل الإمدادات الجوية على خيار "انتظار موافقة تركية تسمح بعبور المقاتلين الأكراد أراضيها". الرئيس أوباما "صادق على التوصية في الحال ودون تردد، إذ أضحت رمزية المدينة مهددة إن سقطت، وتسابق المعنيون في السعي لإنقاذها". كما أوضحت الحكومة الإميركية عن اجرائها "مشاورات مع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي" عبر أمينه العام صالح مسلم في باريس تزامناً مع قرارها تقديم العون للمقاتلين الأكراد.
وأردفت "وول ستريت جورنال" أن الخبراء الأميركيين توصلوا إلى نتيجة مفادها أن "ذخيرة المدافعين الأكراد على وشك النفاد في غضون ثلاثة أيام" رافقها "استلامهم رسالة استغاثة عاجلة من عناصر الإتصال مع الأميركيين في كوباني".
وأضافت الصحيفة أن القرار المذكور "يؤشر على نقطة تحول جوهرية لأهداف الحرب الأميركية" بعد التوصل لنتيجة مفادها أن تنظيم داعش "يتحدى القوة الجوية الأميركية"، في عزمه دخول كوباني؛ كما "يبشر بسياسة انخراط أميركي مباشر في مدن وقرى أخرى" يهددها التنظيم. وعليه، باتت الولايات المتحدة "تعتمد على مجموعتين كرديتين منفصلتين في العراق وسوريا تؤديان مهام القوات البرية دعماً للغارات الجوية، ونشوء تنسيق رفيع المستوى بين قيادات عسكرية من الجانبين (الأميركي والكردي) العمليات البرية والغارات الجوية بشكل ملزم أبعد مما كان يعتقد سابقاً".
وأستدركت الصحيفة الأميركية بالقول إن التعاون الوثيق مع طرفي الأكراد ساهم في "توتير العلاقة الثنائية مع تركيا"، سيما وأن الولايات المتحدة طلبت رسمياً من الأخيرة "السماح للمقاتلين الأكراد العراقيين دخول الأراضي التركية لتعزيز الدفاعات في كوباني"، ووافقت تركيا "بشكل مبدئي" على الطلب. بيد أن التدهور السريع للدفاعات المحلية حفز الإدارة الأميركية على النظر بخيار بديل ينفذ على الفور.
وفي تفاصيل الأسلحة، أوضحت الصحيفة أن المعدات العسكرية ومعدات الإغاثة الطبية تم شحنها من إربيل إلى قاعدة أميركية في الكويت وإعدادها للإنزال الجوي.
المصدر: مكتب الميادين في واشنطن