الرئيس المصري يقول إن جهات خارجية تقف وراء الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى من الجنود في سيناء، ويعلن أن إجراءات ستتخذ خلال المرحلة المقبلة عند الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقوات الأمن في شمال سيناء تبدأ حملة برية موسعة في مناطق شرق العريش وجنوب الشيخ زويد ورفح.
دقيقة صمت على أرواح الجنود المصريين خلال اجتماع الرئيس المصري مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة (أ ف ب)
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السبت إن الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى من الجنود في شبه جزيرة سيناء أمس الجمعة تم بدعم خارجي.
وأعلن السيسي أنه ستتخذ خلال المرحلة المقبلة اجراءاتٌ عند الحدود المصرية مع قطاع غزة.
السيسي وفي كلمة له خلال تشييع الجنود المصريين الذين قضوا أمس بهجمات إرهابية اتهم ما وصفها بجهات خارجية بدعم الهجوم وأكد ان إرادة الجيش المصري لن تنكسر في مواجهة الإرهاب.
هذا وبدأت قوات الأمن في شمال سيناء صباح اليوم حملة أمنية برية موسعة في مناطق شرق العريش وجنوب الشيخ زويد ورفح، وذلك بعد ساعات من اقرار المجلس الاعلى للقوات المسلحة برئاسة الرئيس المصري خطة لمكافحة الإرهاب في سيناء واتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة لمواجهته.
وكلف المجلس لجنة من كبار ضباط القوات المسلحة دراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة التي أدت الى مقتل واحد وثلاثين جنديا مصريا.
وبدأ اليوم تطبيق حالة الطوارئ في قسم من شمال ووسط شبه جزيرة سيناء التي تشكل معقلا لاسلاميين مسلحين متشددين، غداة مقتل 31 جنديا مصريا في هجوم انتحاري هو الاكثر دموية ضد قوات الامن منذ سنين.
واعلن دخول حالة الطوارئ حيز التنفيذ "لمدة ثلاثة اشهر" على ان يرافقه حظر للتجول. كما اعلن الحداد الرسمي لثلاثة ايام على الضحايا العسكريين.
وذكرت مصادر امنية ان طائرات الاباتشي العسكرية المصرية قصفت السبت مواقع يشتبه ان يكون متشددين من جماعة انصار بيت المقدس يختبئون فيها، فيما قرر الجيش في اجتماع طارىء السبت تشكيل لجنة من كبار قادته لدراسة "الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء".
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان صدر بعيد اجتماع للمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يضم كبارة قادة الجيش برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي انه "تم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الاحداث الارهابية الأخيرة في سيناء واستخلاص الدروس المستفادة".
واضاف ان ذلك يهدف الى "تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره في سائر أنحاء الجمهورية".
ولم تعلن اي مؤسسة رسمية مصرية تفاصيل الهجوم بشكل رسمي حتى الان. كما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وتسري حالة الطوارىء في المنطقة الممتدة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش كبرى مدن محافظة شمال سيناء، وتتضمن ايضا مناطق وسط سيناء.
وهي تشمل معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الذي قررت السلطات المصرية الجمعة اغلاقه اعتبارا من السبت وحتى اشعار آخر، بحسب ما اوردت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ومسؤولون في المعبر.
وهجوم الجمعة هو الاسوأ ضد قوات الامن منذ مقتل 25 شرطيا في سيناء في اباغسطس 2013 بعد نحو شهر من اطاحة الجيش الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي في تموزيوليو من العام نفسه.
وافاد مصدر امني وكالة فرانس برس ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء ما ادى الى مقتل ثلاثين جنديا واصابة 29 بجروح".
واضاف المصدر ان انفجار السيارة المحملة بكميات ضخمة من مواد شديدة الانفجار في الحاجز اعقبه "انفجار ضخم أدى الى نسف الحاجز بشكل كامل".
وتقع منطقة الخروبة في الشيخ زويد في شرق العريش على الطريق بين هذه المدينة ورفح على الحدود مع قطاع غزة.
وبعد بضع ساعات على الهجوم الاول، قتل ضابط واصيب جندي بالرصاص في هجوم منفصل على حاجز امني في منطقة الطويل جنوب العريش، بحسب ما قالت مصادر امنية. وكانت استخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد قوات الامن المصرية.
واكبر هذه الهجمات الهجوم الدامي على مديرية امن المنصورة في كانون الاولديسمبر 2013 الذي اسفر عن مقتل 14 شرطيا، والهجوم على مديرية امن القاهرة في كانون الثاني يناير 2014 الذي خلف ستة قتلى فضلا عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد ابراهيم في ايلولسبتمبر 2013.
وقد ازدادت هجمات المتشددين ضد قوات الامن في سيناء مؤخرا بشكل ملحوظ. وهجوم الجمعة هو الثالث في هذه المنطقة المضطربة خلال اسبوع.
والاحد الماضي، قتل سبعة جنود واصيب اربعة في هجوم بقنبلة استهدف مدرعة للجيش في مدينة العريش، كما قتل اثنان من الشرطة قبل ذلك بيومين.
والشهر الماضي، قتل 17 شرطيا في هجومين كبيرين على الامن في شمال سيناء ايضا.
المصدر: الميادين + وكالات