لن أبيع ألمي
أيّها السّادة
طبتم وجعاً
يفتتُ صبراً
لولاهُ لكنتُ تُراباً . . .
من تحتِ أرجلِكم
كيدٌ ينزُّ
ويطغو . . .
ولا هُدهُدَ يأتيكم
بنبأٍ من خلفِ الأسوار . . .
السّاعةُ
تمضغُ عقاربَها
حَجراً يُرمى في بحر . . .
. . . . .
لستُ بحاجةٍ لسوفِ
تتدحرجُ على ورقِ الجنّة
تُسقى بظمأٍ تحتَ الماء . . .
فسوفَ
احترقتْ على بابِ العامِ الأوّل . . .
وشُيّعَ كُلُّ لغوٍ مُلّثمٍ فوقَ منابرِكم . . .
بعمائهِ مُحتفلاً
يُصفّقُ الظّلامُ بمفردهِ !
. . . . .
أنتم
الجالسون فوقَ تلالِ المُتعة
أخذتم كُلَّ شئ
أمّا ألمي
فخطٌ من رفضٍ لا يُعبر . . . !
أتركوهُ لي
لا أُريدُ أنْ يبقى أسيراً
يُضمّدُ بشاشِ التّخدير . . .
لا أُريدُ بيعَه
هو بقايايَ المقروءة
حروفُ نشيدي . . .
أدمنتُهُ
وبيني وبينَهُ ذكرياتٌ
لا يحجبُها إلآ معولُ حفاّرٍ أخرس . . .
. . . . .
هو تأريخٌ
أحملُهُ
ما حملَ أيوبُ صبرَه
وما أدمى سيزيفُ على جبلِه !
تقاسمَهُ وعّاظٌ
وعيّارون . . .
وسّعوا خُرمَ الأبرة
وضيّقوا عينَ الشمس . . .
ولنْ أضعَهُ
حتى ترسو على الجوديّ
ويطيرُ غُراب !
. . . . .
أعلمُ
أنّهُ ورقٌ نادر
لشراءِ ملاعقِ ذهبٍ
عطورِ نساء
وما مالتْ لهُ جمجمةٌ سكْرى . . .
سأوُرثُهُ ولدي
فهو أمينٌ على مَنْ عندَ الملتصقين بطينِ الأرض
رُبَما
عارضٌ يوقظُهُ يوماً . . .
. . . . .
هو بوصلتي
بها أعرفُكم
كما جئتمْ أوّلَ مرّة . . .
ألسّامريّ بقذارةِ يديْه
أبو رغالٍ بما تحتَ عمامتِه
بصفرةِ وجهِ يهوذا . . .
والجمْعُ
زَبَدٌ لا يمكثُ في راحةِ طفل . . .
. . . . .
ألمي
يمتدُّ بطولِ الصّبر
وعرضِ العَوَزِ اليوميّ
وارتفاعِ صُراخِ
لا تسمعُهُ أذنٌ منكم . . .
هو سيفٌ
خبأهُ تحتَ غيضِهِ من غفارٍ رجل . . .
وقصَبةٌ
امتطاها بُهلولُ
في غدوِه
ورواحِه
ولم يقايضْها بعقلِ وزير . . .
وبصقةٌ
من رهينِ المحبسين بوجهِ زمنٍ أعمى . . .
. . . . .
يعرفُكم فرداً فرداً
لا يخلطُ بينَ الأسماء
لكنّهُ
يخلطُ بينَ ألقابٍ
بنصفِ نقاب . . .
يعلمُ مساحتَكم
من صفرٍ إلى رقمٍ مجهول !
. . . . .
دعوه
حرّاً تحتَ الشّمس
يخترقُ ما تحتَ المعسول
والمخبوءِ بأغلفةٍ تخلو مِنْ عنوان
دعوه
يختارُ الأسودَ مِنْ أسماءِ ثمود !
. . . . .
للشاعر عبد الجبار الفياض