"مأساة طابا من السيول" تهدد مدن جنوب سيناء.. سد إعاقة واحد في وادي الأربعين.. وادي وتير من أكبر أحواض التصريف بنويبع.. والرويسات العشوائية الوجه القبيح لشرم الشيخ
"مآساة طابا من السيول"
مع بداية موسم الشتاء، يزداد الخوف من شبح السيول، والتي يقف أمامها المسئولون مكتوفي الأيدي لا أحد يستطيع أن يمنع حدوثها، ما يزيد من قلق المواطنين.
ففي عام 2010، ضربت السيول الغزيرة بقوة في جنوب سيناء، مدينة رأس سدر وخاصة منطقة السوق التي دُمرت كليا.
ووصل ارتفاع مستوى مياه السيول إلى خمسة أمتار مما أدى إلى تدمير أكثر من 100 منزل ووفاة امرأة عجوز وإصابة العشرات، فضلا عن عزل جميع مدن المحافظة عن بقية محافظات الجمهورية، وقطعت السيول طريق "أبو زنيمة- شرم الشيخ" بعد تدمير أجزاء كبيرة من الطريق.
وفي 2012، ضربت السيول مدينة سانت كاترين وبخاصة منطقة جبل الملك عباس- الطريق الأثري، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المدينة بمنطقة وادي الجبال بالمنطقة الزراعية الأولى في جنوب سيناء والسياحية في رحلات سفاري والمشي وركوب الجمال.
وظلت المدينة محاصرة تحت رحمة السيول ومنعزلة عن بقية مدن المحافظة عشرات الأيام دون وجود شبكة اتصالات ولا تليفونات ولا بنوك، وبالمثل منطقة وادي "فيران" التابعة لمدينة أبورديس التي أصابتها السيول بحالة من الشلل التام، وفي العام الماضي اجتاحت السيول مدينة طابا، وتسببت في خسائر فادحة بلغت 850 مليون جنيه وهو ما صرح به محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة.. والسؤال: "هل المسئولون لديهم خطط مسبقة ومدروسة لتفادي خطورة الموقف؟".
أخطر مناطق مخرات السيول
أكد رمضان أحمد الجبالي، من أهالي مدينة سانت كاترين قبيلة (الجبالية)، أن وادي الأربعين بكاترين من أخطر مخرات السيول بالمدينة، معللا بأن السيول بهذا الوادي تضرب المدينة مباشرة، وهناك منازل ما يزيد على 30 منزلا في مخرات هذه السيول وفي أماكن غير مرتفعة والتي تم بناؤها حديثا.
وأشار إلى أنه لا يوجد سوى سد إعاقة واحد فقط، وفي حالة حدوث السيول سوف يملأ السيل الأول السد والسيل الثاني سوف يتعدى السد وفي حالة تجمع كميات ضخمة من مياه السيل لن يستطيع السد أن يقف أمامها بل ستكون قادرة على اقتلاع السد من جذوره.
وأضاف الجبالي أن هناك أماكن أخرى لمخرات السيول بمدينة سانت كاترين ومنها "وادي الدير ومنطقة التفاحة الكويز ووادى شريج ووادي الراحة ومنطقة اللوجر ومنطقة الوادي (عريبة) والاسباعية والزيتونة ومنطقة النبي صالح (متعدد بطول الطريق إلى قرية الطرفة) ومنطقه القسب".
وادي وتير
ويعد وادي وتير في مدينة نويبع، من أكبر أحواض التصريف التي تصب في خليج العقبة ويتكون من التقاء 19 رافدا وفي حالة حدوث سيول يتم غلق طريق الأوسط وغزل نويبع وطابا عن باقي مدن المحافظة.
الرويسات الوجه القبيح لشرم الشيخ
ويثير تواصل الحديث عن منطقة "الرويسات" العشوائية والتابعة لمدينة شرم الشيخ، والتي تسمى الآن الوجه القبيح للمدينة لكثرة وجود العشوائيات بها، قضية مهمة للغاية، وهي تدخل المسئولين السريع والفوري والذي يبدو أنه لن يحدث إلا بعد وقوع كارثة ولا يتم إلا عندما تزكم رائحة الموت الأنوف؛ لكثرة الضحايا؛ لوجود منازل بالقرب من الضغط العالي للكهرباء، وفي مجرى السيل بجانب افتراش الأرض بالأسلاك الكهربائية والتي قام القاطنون بالعشوائية بتوصيلها والتي هي قادرة على أن تهلك المنطقة بأكملها ليس في حالة حدوث سيول بالمنطقة فحسب بل في حالة نزول مطر بسيط.
وأرسل أهالي المنطقة استغاثة -عبر "البوابة نيوز"- يناشدون المسئولين بسرعة التدخل لحل هذه المشكلة التي تعرض حياتهم وأطفالهم للخطر.
وأضافوا أن هناك انقطاعا متواصلا للكهرباء بسبب كثرة التوصيلات غير القانونية وأحيانا ما يحدث انفجارات بالمحولات لزيادة الأحمال عليها وتعريض المواطنين بالصعق الدائم دون أي جدوى من أي مسئول بالمحافظة أو شركة الكهرباء بشرم الشيخ على حد قولهم.
وفي زيارة المهندس حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، لمحافظة جنوب سيناء خلال الشهر الجاري، تفقد مواقع العمل بوادي وتير ومدينة طابا والخاصة بالحماية من أخطار السيول والتي تم رصد مبلغ 245 مليون جنيه بحيث تتحمل وزارة السياحة 75 مليون جنيه ووزارة النقل 50 مليون جنيه ومحافظة جنوب سيناء 25 مليون جنيه وتتولى وزارة التخطيط باقي المبلغ من أجل هذا الغرض.
وتفقد الوزير برفقة المحافظ اللواء خالد فودة، منطقة السيول بوادي وتير، وتم الاستقرار على صيانة الحواجز المقامة وتطويرها ومناقشة فكرة إنشاء بحيرة المام الحواجز الأولى للاستفادة من مياه السيل في زراعة المنطقة مع السماح بمرور كمية من المياه بحيث تصرف في البحر من أجل الحماية البيئية.
كما تفقد أعمال الحفر في قنوات التصريف والمخرات الخاصة بالسيول وأعمال الأساسات وسدود التوجية في أودية مقبلا ومراخ والقربة وطابا، ففي وادي مقبلا تم تفقد مشروع إنشاء قناة صناعية بطول 2750 مترا وعمق متوسط 2.5 متر وعرض أسفل القناة 50، وفي وادي المراخ يتم إنشاء سد ركامي مغطى بطبقة من الدبش بالمونة بارتفاع 9 أمتار وعرض 130 وإنشاء بحيرة صناعية بطول 130 مترا وعرض 80 مترا ومتوسط ارتفاع 4 أمتار، وكذلك إنشاء حاجز توجيه ركامي بطول 650 مترا مغطى بطبقة من الدبش بالمونة أمام محطة كهرباء طابا وإنشاء معبر أيرلندي على طريق نويبع طابا عند تقاطع القناة الصناعية مع الطريق وإنشاء قناة صناعية بطول 1150 مترا بعرض قاع 70 مترا ومتوسط عمق 2 متر.
كما تم إنشاء بحيرة صناعية بوادي القربة بأبعاد 120 طولا و70 عرضا بمتوسط ارتفاع 6 أمتار، وإنشاء قناة تصريف بطول 450 مترا بعرض قاع 35 مترا وارتفاع متوسط 2.5 متر، وأعلن الوزير أنه حان الآوان للاستفادة من مياه السيل واحتوائها واستخدامها في المنفعة العامة والحد من أخطارها المدمرة مع الحفاظ على الحياة البيئية مهما تكلف الأمر من جهود أو أموال.
من ناحيته، أعلن المحافظ عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة والتي يتم تنفيذها بتوجيهات رئيس الجمهورية باقتحام كل المشكلات المزمنة ومنها مشكلة السيول وتحويلها من ظاهرة مدمرة إلى ظاهرة منتجة وجالبة للخير لكل أبناء الشعب المصري، كما وجه الشكر لوزير الري لسرعة استجابته وزيارته المتكررة للمحافظة مما أسهم في سرعة هذا الإنجاز.
وفي نفس السياق، كشف المهندس جمال جرجس مدير عام المياه الجوفية بجنوب سيناء، أنه تم رصد 50 مليون جنيه لمواجهة السيول في مدينة طابا، مؤكدا أنه تم الانتهاء من دراسة أعمال حماية مدينة طابا والطريق الساحلي من مدينة نويبع حتى طابا على خليج العقبة من أخطار السيول، مضيفا أنه جار حاليا العمل في البحيرات وتجهيز بعض سدود التوجيه.
وأشار "جرجس" إلى أنه جار حاليا استكمال إنشاء 2 سد بوادي "زلجة" التابع لمدينة نويبع بتكلفة قدرها 12 مليون جنيه، مضيفا أنه جار إنشاء سد إعاقة بخزان أرضي بوادي النصب الأسفل في مدينة دهب بتكلفة قدرها 2 مليون و600 ألف جنيه ونسبة العمل فيه بلغت 70%، وسد إعاقة آخر بوادي سعدي بتكلفة 900 ألف جنيه، كما أنه جار تطهير وتوسعة بحيرة تخزين سد النصب الأعلى في مدينة دهب بتكلفة قدرها 750 ألف جنيه.
ولفت إلى أنه جار تنفيذ بحيرة "بعبع" بتكلفة قدرها 4 ملايين جنيه، وكذلك سد وادي الأخضر بتكلفة 4 ملايين ونصف المليون جنيه وذلك لحماية مدينة أبورديس من أخطار السيول.
وكشف مدير المياه الجوفية، أنه تم الانتهاء من سد وادي الطيبة وسد وادي أم الشيبة في مدينة أبوزنيمة بتكلفة 5 ملايين جنيه.
وفيما يتعلق بمدينة رأس سدر، قال مدير الموارد الجوفية إنه جار دراسة وادي "وردان" بوادي سدر لتقرير ما يلزم بشأنه وجار الدراسة بمعرفة معهد البحوث المائية.
إنشاء 22 سدًا وبحيرة صناعية
وفي مدينة سانت كاترين، تم إنشاء 22 سدا وبحيرة صناعية للاستفادة من الأمطار وكذلك الحماية من أخطار السيول.
وتهدف هذه السدود والبحيرات إلى حجز المياه أمامها للاستفادة منها عن طريق استخدامها مباشرة أو تخزينها في باطن الأرض واستخراجها فيما بعد من الآبار للاستفادة منها في الشرب والزراعة. وهو ما جاء على لسان المهندس السيد عبدالصادق رئيس مدينة كاترين.
منتديات القوميون الجدد