التفاصيل الكاملة للقاء الرئيس مع قادة الجيش والشرطة ورموز السياسة والإعلام.
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لقاءً جماهيريًا جمع قيادات الجيش والشرطة وشيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم الأحد، بحضور الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والفريق محمود حجازى رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية، والفريق أسامة عسكر القائد الجديد للقيادة الموحدة بمنطقة شرق القناة، بالإضافة إلى عدد كبير من الوزراء والمسئولين، ولفيف كبير من الإعلاميين ورؤساء التحرير والسياسيين. بدأ الرئيس اللقاء بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن، وأعرب عن خالص تعازيه فى وفاة شهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عزة وكرامة الوطن. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لشرق القناة مكلف بتحقيق الأمن والاستقرار فى سيناء، بالإضافة إلى مهام أعمال التنمية فى هذه المنطقة الغالية من أرض الوطن، مضيفا: "تم تخصيص ميزانية قدرها 10 مليارات جنيه للتنمية ومكافحة الإرهاب بسيناء"، مؤكداً أن القوات المسلحة بسيناء ستعمر وتبنى، كما ستحارب وتواجه الإرهاب. وعلى هامش اللقاءأ أعرب الرئيس عن خالص التعازى فى وفاة الشهيدة شيماء الصباغ، قائلا: "كل أبناء وبنات مصر أولادى وبناتى، وهذه ابنتى ولا يمكن لأحد أن يشكك فى ذلك، وأنا كلمت وزير الداخلية من كام يوم وتحدثت معه فى واقعة استشهادها وطالبت منه التحدث أمام الجميع بخصوص القضية. ورد وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم على الرئيس خلال اللقاء، قائلاً: "النيابة العامة تحقق بشفافية كاملة فى القضية وحال تورط أى ضابط أو مجند فى مقتل شيماء الصباغ سوف يقدم للمحاكمة الجنائية، والإدراية". واستكمل الرئيس السيسى حديثه، قائلاً: "شيماء ابنتى وخالص التعازى لأسرتها، ولكل من يتألم لها من المصريين.. لكن خطأ فرد لا يمكن أن تتحاسب عليه مؤسسة كاملة، وهو ما نحتاجه فى دولة المؤسسات.. نحن نحتاج دولة قانون ومؤسسات يتم فيها محاسبة أى مخطئ دون أن يهدم المؤسسة ونحن نقوم بذلك من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة، فأحيانا تكون مصداقية المؤسسة على المحك وليس عيبًا أن نعترف بأى خطأ مهما كان حجمه". وخلال كلمته، داعب الرئيس السيسى، المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحى، الذى كان من بين الحضور، قائلاً: "أنت ربنا بيحبك"، فى إشارة منه إلى أعباء ومسئوليات منصب الرئاسة فى الوقت الراهن، وتابع السيسى حديثه لـ"صباحى": أنا سعيد جداً بحضورك اليوم وسطنا، ووجودك معانا"، فرد صباحى: "كلنا واحد"، ورفع يديه تعبيرا عن التضامن. من جهة أخرى، وجه الرئيس السيسى خلال كلمته بضرورة تأسيس جامعة تحمل اسم الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، على أعلى قمة فى جبل الجلالة بسيناء لتكون رمزا لتعاون هذا الرجل مع مصر وشعبها خلال الفترة الماضية، وتقديراً لوقوفه بنصح وإخلاص إلى جوار الشعب المصرى. الرئيس ا يتوسط عدد من رجال الجيش والشرطة وشيخ الازهر والبابا وعدد من الاعلاميين والسياسيين وأكد الرئيس أن هذه الجامعة ستكون بأموال المصريين، وكلف وزير الدفاع ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بضرورة إعداد الدراسات اللازمة والتصميمات الهندسية ومواعيد تسليم الجامعة، فرد اللواء عماد الألفى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أن التصميمات سوف تستغرق نحو شهرين، ليبدأ المشروع بعد ذلك على أن يستغرق تنفيذه عاما كاملا. وتقدم الرئيس السيسى خلال كلمته بالشكر والتحية لشعب الإمارات العربية المتحدة الشقيق، قائلاً: "هم كرام أبناء كريم.. وسوف نبنى تجمع جديد بمصر يحمل اسم الشيخ محمد بن زايد، بأموال مصرية خالصة"، لافتاً إلى أن الشيخ خليفة وضع مبالغ مالية لإنشاء تجمع سكنى يحمل اسمه بمصر، ولكننا تقديراً لجهوده، ورد الجميل، سنبنى للشيخ محمد بن زايد تجمعا مماثلا بأموال مصرية. وعلق اللواء عماد الألفى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أن هذا التجمع سيستغرق عاما كاملا حتى يتم الانتهاء من تنفيذه. كما تقدم السيسى بالشكر والتقدير لعدة دول صديقة، خص من بينها فرنسا، قائلاً: "فرنسا ساعدت الجيش المصرى، ومنحتنا معدات عسكرية متطورة فى وقت قصير وبأقل تكلفة ممكنة.. وعندما طالبت من الرئيس الفرنسى الدعم فى مجال المعدات العسكرية وضعت أمامه عدة معايير أولها أن تكون المعدات متقدمة ومتطورة طبقاً للمعايير التى يعملون بها، وثانيها أن تكون بأقل تكلفة وبقرض مسير، وثالثهما أن تأتى إلى مصر فى أسرع وقت ممكن". وخص الرئيس السيسى، رجال وزارة الداخلية بجزء من كلمته، قائلاً: "الأمن داخل مصر مسئولية ملقاة على أكتاف رجال الأمن وفى رقابهم.. أنا لست حاكماً لمصر لكنى أحد أبنائها، والشعب المصرى هو من كلفنى بهذه المهمة، ويجب أن يراعى جهاز الشرطة حقوق المصريين، فأنا مسئول عن كل المصريين الفقير قبل الغنى والضعيف قبل القوى والصغير قبل الكبير". وأضاف الرئيس موجهاً حديثه لرجال الأمن: "عاوزين وإحنا بنعمل استنفار أمنى نراعى حقوق شعبنا، ولا نتجاوز أبدا فى حقه، وهذا الكلام للجيش والشرطة على السواء، فلن أقبل أبدا بالتجاوز فى حق أحد من المصريين، وفى ظل الظروف الاستثنائية التى تعيشها مصر سوف نحمى بلادنا ونحترم بعضنا البعض ونحافظ على الأمن، وفى الوقت ذاته لازم نطبطب على شعبها". وفى كلمة موجهه للفريق أسامة عسكر، قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة، قال الرئيس السيسى: "أنا بشهد الناس عليك يا أسامة أن أحداث سيناء الإرهابية لا تتكرر مرة أخرى، وأنت مسئول أمامى وأمام المصريين عن أن هذا الحادث لا يتكرر مرة أخرى، وأنت أيضا مسئول بشكل كامل عن تنمية سيناء". وأكد الرئيس فى كلمته أنه لن يكبل أيدى المصريين للثأر لشهداء مصر، الذين سقطوا فى الأعمال الإرهابية الجبانة، قائلاً لقادة الجيش والشرطة: "أنتم من ستأخذون بثأر مصر.. وأنتم من سيحميها ويدافع عنها". وتابع: "جيش مصر مستعد للموت من أجل أن تظل البلد قائمة، ومحدش أبدا مهما كان حجمه وتنظيمه يستطيع أن يهزم جيش مصر". ووجه الرئيس السيسى رسالة إلى قوات الجيش التى تكافح الإرهاب فى سيناء، قائلاً: "لا تظلموا أحدا وليس معنى أننا نريد الثأر أن نقتل الأبرياء وسوف نستمر كما بدأنا وهذا التزام عليكم جميعا، لأن الشرفاء والأمناء لا يقاتلون إلا بهذه الطريقة، وهناك دول أثناء محاربتها للإرهاب كانت تجتاح قرى كاملة تقتل فيها أطفال ونساء وعندما يكون هناك 50 إرهابيا داخل قرية تعدادها 500 مواطن كانوا يفتكون بالجميع دون تفريق للأبرياء.. سوف نواجه المجرم الذى يرفع السلاح فى وجهنا فقط، وإذا تم القبض عليه سوف يحال إلى القانون ليأخذ عقابه العادل، وهذا التزام أمام الله وأمام الشعب المصرى". من جهة أخرى، قال الرئيس إنه يستهدف إقامة دولة مؤسسات قوية وقادرة على الصمود والمواجهة فى مختلف الظروف والتحديات، وتابع:" عاوزين نعمل دولة لما نمشى ونسيبها نلاقيها واقفة على قدميها وقادرة على الانطلاق، فالدولة ممكن تأخذ سنوات حتى يحدث هذا الأمر، وهناك نظام يحاول الإمساك بتلابيب البلد ويريد هدمها، وأنا أقول لكل من يحاول هدم مصر.. مصر دائما واقفة أمام العالم كله لأن عمرها يتجاوز 7 الاف سنة من الحضارة، وهى محفوظة بشعبها وجيشها وشرطتها، وقضائها الشامخ، الذى ينفذ خارطة القانون فقط". وأوضح الرئيس أن بناء الدولة سوف يستغرق وقتا وجهدا كبيرا وضغطا نفسيا كبيرا علينا جميعا، ولكن هذا أقل ثمن ندفعه فى سبيل وطننا مصر. الرئيس السيسى ووزير الدفاع شيخ والازهر والبابا ووزير الداخلية وشدد الرئيس السيسى، على أن أخطر ما يواجه مصر فى الفترة الراهنة هو الفكر المتطرف، الذى لا يقدر قيمة الاختلاف الذى خلقه الله فى الأرض لكى تستمر الحياة وتقوم، موجها الكلام للحضور: "أنا يمين وأنت يسار.. هكذا خلقنا الله مختلفين وقال الله فى كتابه العزيز " أَفَأَنْت تُكْرِه النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ".. ربنا يعرف كل شىء ومطلع على السرائر". وخلال كلمته داعب الرئيس السيسى، الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، قائلاً: "قلنا بلاش أنتم من زمان"، فى إشارة إلى دخول التيارات الدينية فى الحياة السياسية. وتابع: "الموضوع يحتاج قراءة وتنظيم كثير جداً وظروف مصر تختلف عن ظروف أى دولة أخرى". واستطرد الرئيس: "مصر بها 90 مليون مواطن يحتاجون مأكل وملبس ومشرب نظيف، بالإضافة إلى تعليم وصحة على مستوى متميز، بينما الجماعات الإرهابية تعلن على مواقعها فى الوقت الراهن أنها تعلن الجهاد المسلح حتى نصبح مثل سوريا.. المعركة أمامنا لابد أن تكون واضحة تماما خلال الوقت الراهن، ولابد أن نكافح فى الاستمرار والبقاء من أجل الوطن، ونحن نعمل بجد حتى تنهض مصر". وأكد الرئيس أن مؤسسات الدولة تعمل بجد، لكن ليس على القدر المطلوب للنهوض بالدولة ومجابهة التحديات، قائلاً: "أنا بمفردى لن أستطيع العمل دون معاونة من 90 مليون مواطن، ولابد أن نفتش فى أنفسنا قبل أى شخص، ونرى أين نحن مما يدور حولنا بدلاً من الهجوم على الدولة ومؤسساتها دون علم أو خبرة، فالبعض يجلس على كرسيه يطالبنى ويطالب البلد..البلد لن تقوم غير بنا جميعا، ونحتاج إلى العمل حتى تسير البلد للأمام، والمطلوب الذى نستهدفه أكثر من ذلك". وأضاف السيسى: "المعدلات التى نعمل بها ليست كافية، المطلوب أكثر من ذلك لأن الإنتاج يحتاج إلى حجم أكبر من الجهد، وعلى الإعلام أن يقوم بدوره فى توعية المواطنين بجحم المخاطر والتحديات الحقيقية التى تواجه الوطن.. أنا لم أر إعلاميا يناقش مشكلة الزيادة السكانية خلال الفترة الماضية، على الرغم من أنها مشكلة على درجة كبيرة من الخطورة". واستكمل الرئيس السيسى حديثه عن مشكلة الزيادة السكانية، موجهاً حديثه لشيخ الأزهر الإمام الأكبر، أحمد الطيب، قائلاً: "يا ترى النبى محمد صلى الله عليه وسلم سيكون سعيدا عندمى يرى أمة ملقاه فى الشوارع وجاهلة وفقيرة وتعيش فى العشوائيات.. حرام أم حلال أن ينتظر من لديه طفل ثلاث أو أربع سنوات لينجب طفلا آخر، أو من لديه طفلين يؤجل خمس سنوات لينجب طفلا ثالثا أو من لديه ثلاثة أولاد يكتفى بهم"، فرد عليه الإمام الأكبر: "حلال وحلال وحلال". وجدد الرئيس شكره للدول العربية الشقيقة التى دعمت مصر خلال الفترة الماضية، خاصة المملكة العربية السعودية، وقال رداً على ما يتردد على حول طبيعة دعم المملكة لمصر فى الوقت الراهن بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز: "أنا هنا لن أقول أن العلاقات بين الدول لا تدار بهذه الطريقة، لكنى سأقول هو إحنا ما نقدرش نبقى لوحدنا ونعتمد على أنفسنا ولا إيه.. إحنا منقدرش كمصريين نعمل ده، هل الأسقاء هيصرفوا علينا ولا إيه.. الدولة لن تقوم إلا على أكتاف رجالها وعلينا أن نبنى اقتصادنا الذى هو ذراع مصر". الرئيس السيسى يوجه خطابه للحضور واستطرد الرئيس: "إحنا كمصريين لازم نتذكر وقوف الأشقاء العرب بجوار مصر، لكننا كمصريين لابد أن نعتمد على أنفسنا ونبذل مجهود أكبر من الذى كنا نبذله من قبل". وتحدث الرئيس خلال كلمته عن مشروع قناة السويس الجديدة، وغيره من المشروعات التى بدأتها الحكومة قائلاً: "المشروع سوف يتم إنجازه خلال شهر أغسطس المقبل، والأمور تسير فيه وفقا للمخطط المتفق عليه، بالإضافة إلى أن المشروع القومى للطرق سوف يتم الانتهاء منه فى التوقيت نفسه، على الرغم من أنه زاد بمسافة 600 كم إضافية، وهناك مئات الشركات المدنية تعمل فى المشروعات التى يشرف عليها الجيش"، ووجه الرئيس سؤالا للواء عماد الألفى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: "كم شركة مدنية نتعامل معها"، فرد الألفى: "نتعامل مع أكثر من ألف شركة مدنية فى مختلف أنحاء الجمهورية". وأضاف الرئيس السيسى: "الجيش لا يمكنه أن ينفذ مشروعات الدولة بمفرده دون معاونة من الشركات المدنية، ونحن نحتاج إلى معاونة من الجميع، ومصر ستقوم تنهض بفضل الله، سوف ترونها فى القريب العاجل". وحول مشروع المليون فدان، قال السيسى : "المشروع سوف يتكلف نحو 280 مليار جنيه، ولو توفر هذا المبلغ أعد كل المصريين أن أنشىْ لهم ريفًا يحاكى الريف الأوروبى، ولكن لن نعلن عن مشروع إلا قبل توافر كافة المعايير الفنية الخاصة به، بالإضافة إلى الملاءة المالية المتاحة له.. أنا بجرى على الــ280 مليار واللى عاوز يجرى معايا يبقى كتر خيره"، وعاد الرئيس مجدداً لمداعبة حمدين صباحى، قائلاً: "أستاذ حمدين.. هو الجهد بيتعمل أثناء الانتخابات بس ولا إيه، كلنا يجب أن نجرى على هذا الوطن ونضحى من أجله". كما خاطب الرئيس عددا من الإعلاميين الذين حضروا اللقاء، ومن بينهم الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع، قائلاً: "الإعلام يجب أن يساهم فى توعية الناس ورفع ثقافتهم بمشكلات الوطن.. البلد فيها 90 مليونا يا أستاذ خالد، وأنا مش هقوم بكل حاجة لوحدى، والبلد مش هتتقدم غير بينا كلنا، وعاوزين نشتغل عشان البلد تطلع لقدام". وأضاف الرئيس: "أنه خلال حرب الاستنزاف كان يسقط من شعب مصر شهداء يوميا إلا أن عدم تناول هذه الأخبار كان يحافظ على إرادة القوات وروحها المعنوية، وإحنا مش لازم ننشر كل الأخبار، ليس حجبا على الناس ولكن خوفا عليهم، فما يحدث على النسق الفردى يختلف تماما عن ما يحدث فى نسق الدولة والمجتمع". وأضاف الرئيس أمام مجموعة من الإعلاميين من بينهم الكاتب الصحفى عبد الله السناوى: "يجب ألا نعطى الفرصة لغيرنا، خاصة أن بعض وسائل الإعلام تعاملت مع حادث سيناء الإرهابى على أنه إهمال وتقصير من جانب القوات، على الرغم من أن هذه القوات كان بها جنود ضحوا بأرواحهم وتصدوا بصدورهم أمام سيارة كانت تحمل 3 أو 4 أطنان من المتفجرات". واستطرد الرئيس: "عارف يا عبدالله يا سناوى أنا مش بنام.. ياريت اللى فيا ييجى فيك". كما داعب الرئيس الإعلامى يوسف الحسينى: "مش أنا بقولك عاوز أعينك محافظ عشان تبطل الكلام على المحافظين.. المحافظة كيان صغير ممثل للدولة، يعمل وفق ما لديه من إمكانيات وخطط، ويواجه الكثير من الصعاب والتحديات على الأرض". وأكد الرئيس أن المصريين سيظلوا متكاتفين طالما تجمعوا على قلب رجل واحد واثقين فى الله ثم أنفسهم، قائلاً: "إن شاء الله ما نصبوا إليه سوف نحققه بفضل سواعد الرجال أبناء الشعب المصرى العظيم". وبعد ختام كلمته، حرص الرئيس السيسى على التقاط صورة تذكارية تجمع كل أطياف مصر من جيش وشرطة وشيخ الأزهر والبابا وشباب وإعلاميين وساسة وفنانين ورياضيين. من جانبه، تقدم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر فى كلمته بخالص التعازى والدعاء لشهداء الوطن فى سيناء، قائلاً: "نترحم على شهداء كثيرين فى جنة الخلد، يتمنون أن يقتلوا عشر مرات لينعموا بما أعد لهم الله من منزلة للشهادة فى سبيله". وأضاف الإمام الأكبر: "مصر قد فرض عليها أن تواجه إرهابا فى داخلها وعلى حدودها ممول من جهات قذرة باعت عروبتها ودينها للشيطان، وظنت أنها ستفلت من انتقام السماء، وهيهات هيهات لما يظنون، فقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز "ولَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ". وتابع شيخ الأزهر: "الإرهاب الأسود نال من دماء الكثير من أبناء الشعب المصرى، الأمر الذى جعل مواجهته حتمية.. كل الأمم تعانى من الإرهاب، وأن الهيمنة العالمية تخطط لحرب مسلحة فى المنطقة العربية كلها تجتاح الحضارات وثقافات الأمم من خلال التآمر مع جماعات تدثرت بعباءة الإسلام للانقضاض على شعوب المنطقة فى سوق الاستعمار العالمى حتى ولو كان ذلك على جثث العرب". واستطرد الطيب: "إن الله شاء أن تنكسر هذه المؤامرات على يد مصر وجيشها، الذى وقف فى وجه الطغاة والغزاة، والذى قد أشاد به النبى صلى الله عليه وسلم.. الجيش المصرى لن يغلب أبدا ولن ينال منه المخربون، ولن يأخذوا منه إلا ما يأخذه الجبان غدرا، وخسة". وأشار شيخ الأزهر إلى أن الجيش المصرى أزهل الدينا فى حطين، ومرج دابق والمنصورة والعبور فى 73، وسوف يضع حدا صارما للعدوان الإرهابى الغاشم ويكتب نهاية لكل مجرم خائن، وكل معتد آثم، والأزهر الشريف يقف صفا واحدا مع القوات المسلحة والشرطة كافة جموع الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب الذى يتربص بمصر، ويدعوا كل مؤسسات الدولة والشباب والمجتمع المدنى إلى اليقظة بهذه المؤامرة الكبرى وضربها فى مقتل". وأشار إلى أن مؤامرة الإرهاب تحاول تعطيل المسيرة وتصب فى مصلحة أعداء مصر، مع العملاء والمخربين، وعلى العلماء والمثقفين ورجال الدين والإعلاميين والفنانين أن يكونوا على قدر المسئولية لما يفرضه المعنطف الخطير، الذى نعيشه من تحديات، مطالبا الاصطفاف من الجميع من أجل نصرة مصر وعزة شعبها. واختتم شيخ الأزهر كلمته قائلاً: "ليعلم الجميع أن مسئولية مواجهة هذه المؤامرة ملقاة على عاتق كل أفراد المجتمع، ولا نستهين بأى جهد يبذل فى سبيل مواجهة هذا الخطر الداهم". من جانبه، وجه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التعازى لشهداء الحادث الإرهابى، الذى طال شمال سيناء خلال الأيام الماضية، قائلا: "أقدم خالص التعازى لكل من يقدمون دماءهم فداء لهذا الوطن، ونقول إنهم سقطوا وفى الحقيقة هم ارتفعوا إلى السماء، ومصر بلادنا العزيزة التى تربينا على أرضها، ونفخر بالانتماء إليها وفى تاريخها الحضارى "المسكونة" كلها وجعلها الله درة فى تاج البشرية وكل الدول". وأضاف البابا فى كلمته خلال اللقاء: "مصر قال عنها الدكتور جمال حمدان فلتة الطبيعة لأنها نتاج التاريخ والجغرافيا، ولن تنقسم أو تندمج أبدا وحدودها الغالية مستقرة وباقى منذ أن خلقها الله، وبعد توحيدها من مينا موحد القطرين". وأشار البابا تواضروس إلى أن الأمم لا تتقدم إلا من خلال معطيات ثلاثة هى العرق الذى يعنى الجهد فى ممارسة العمل والسعى نحو الزرق لتحقيق الآمال والرخاء، ثم الدم، الذى هو وقود الحياة وشاء الله أن تكون قواتنا فى جيش مصر العظيم، وأن يكون نصيبهم الأكبر فى تقديم وقود الحياة، ليحيا أبناء الشعب المصرى، قائلا: "الحنطة أو بذرة القمح لن تؤتى بثمار إلا بعد دفنها فى الأرض وكل دم سقط على الأرض يعطى الحياة للآخرين، وثالث هذه المعطيات هو الدموع، التى تتمثل فى الإيمان بالله، والصلاة التى نرفعها جميعا أمامه، ونقدمها مخافة له. ووجه البابا تواضروس كلمته للرئيس السيسى قائلا: "سيادة الرئيس لقد منحناك تفويضا لمواجهة الإرهاب، وهذا التفويض الممنوح لكم مستمر ودائم، فأنتم حراس مصرنا الغالية وسعيكم وإخلاصكم وإحساسكم بالمسئولية الوطنية محل تقدير واعتزاز من كل أبناء الشعب المصرى، ولقد تعلمنا منكم الوطنية الصادقة والشجاعة والقدوة والمثل الأعلى، ولذلك نراكم دائما فى طليعة الوطن، ونحن نقول دائما إننا على ثقة بأن كل دول العالم فى يد الله إلا أن مصر فى قلبه".
التجمع العربى للقوميون الجدد