مميزات وعيوب تعليق المساعدات الامريكية لمصر
قالت الصحيفة إن هناك أسبابا تدفع الولايات المتحدة لقطع المعونة عن مصر، أهمها ما ترى أنه دفاعها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأسبابا أخرى تدفعها إلى الحفاظ عليها من بينها أنه ربما لا تغير شيئا فى موقف الحكومة الحالية فى مصر، كما أن دول الخليج ستملأ على الأرجح الفراغ الذى تخلفه واشنطن.
وأوضحت الصحيفة فى معرض تعليقها على قيام الخارجية الأمريكية بتعليق جزء من المساعدات السنوية لمصر لحين انتخاب حكومة جديدة، إن أهم الأسباب التى تدفع أمريكا لقطع المساعدات إنها لا تريد أن يقوم الجيش بما وصفته بشن انقلابات أو إطلاق النار على "متظاهرين سلميين إلى حد كبير". لكن رفضها استخدام كلمة انقلاب لوصف ما حدث فى الثالث من يوليو، وعدم تغيير سياسيتها بشكل كبير بعيدا عن خطابات الإدانة بعد فض اعتصام أنصار الإخوان، فإنها تخاطر بإرسال رسالة مفاداها أن تتسامح جزئيا مع هذه الأعمال.
ومن الأسباب التى تدفع أمريكا لقطع المعونة أنها ستكون بادرة رمزية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية فى جزء من العالم لا ترقيا فيه إلى المستوى المطلوب، كما أن الجيش شعر بالراحة فى تحدى أمريكا مرتين فى الأشهر الماضية، أولا عندما طلب واشنطن من الجيش ألا يقوم بعزل مرسى وبعدما طلبت عدم فض اعتصام الإخوان بالقوة.
فالجيش لم يهتم بما تفكر فيه أمريكا ولم يعتقد أن الأمريكيين سيمضون فى تهديداتهم. كما أن هناك احتمالا بسيطا بأن تنجح خطوة قطع المساعدات فى إحداث تغيير.
أما عن الأسباب التى رأت الصحيفة أنها مبرر لعدم قطع المساعدات فتتمثل فى مدى أهمية مصر من الناحية الإستراتيجية، ومصالح الولايات المتحدة فى الحفاظ على علاقتها بحكومتها وجيشها.. كما أن مشاعر العداء لأمريكا فى مصر مرتفعة، لذلك فإنه من المعقول التفكير فى أن هذه العلاقة قد تتدهور لو تم قطع المساعدات.
وربما الأكثر أهمية أن المساعدات تفرض طابعا مؤسسيا للعلاقات بين البلدين، وتقرب بين المسئوليين المدنيين والعسكريين، وتسمح لهم ببناء علاقات شخصية يمكن أن تكون مهمة كثيرا فى المجال الدبلوماسى.
ومن ناحية أخرى، تتابع الصحيفة أن دول الخليج الثرية كالسعودية والإمارات ستملأ على الأرجح الفراغ الذى ستتركه الولايات المتحدة. وأخيرا فإنه من غير الواضح ما إذا كانت المساعدات الأمريكية وقطعها سيغير شيئا من حسابات الجيش المصرى.. وكما قال أحد الخبراء إن المعركة بالنسبة للجيش والإخوان معركة وجوديةـ وإرضاء واشنطن مهم، لكنهم مستعدون لدفع أى ثمن يمكن أن تفرضه أمريكا.
المصدر منتديات القوميون الجدد