قوانين حرب الحوثيين: كل جريمة مُباحة
في حرب الحوثيين، كلّ شيء مباح، اقتحام المدن والمنازل الآمنة، والقتل وارتكاب المجازر وتجنيد الأطفال؛ جميعها جرائم يرتكبها عناصر جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في محافظات اليمن، بحسب ما يروي شهود .
ويقول الناشط عبدالعزيز محمد، من مدينة صبر “عند فجر يوم الأحد، اقتحم مسلحون حوثيون منزلنا، ووجّهوا السلاح مباشرة نحونا، وكان بيننا أطفال ونساء، وقاموا بتفتيش البيت، وهم يسألون الجميع أين الدواعش (في إشارة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش) هل أنت داعشي؟ وهل أنتِ داعشية؟ وكان غالبية الموجودين أطفالا، وهدّدوا بتفجير المنزل”.
ولم يقتصر الأمر على منزل محمد، فقد ذهب هؤلاء المسلّحين إلى منزل قريب، وقاموا بتفجيره، بحجة أنّه “داعشي”، ثم اقتحموا مسجد للسلفيين، وحولوه ثكنة عسكرية لهم. الحكاية نفسها تكرّرت في أبين في الجنوب، عندما قاموا بتفجير عدد من المنازل.
ولم يكن المشهد في عدن مغايراً.
وبحسب رواية سكان محليين، فقد اقتحم المسلحون الحوثيون منازلهم، الواقعة شمالي عدن، واحتجزوا الأسر وحولوا منازلهم الى مقرّات عسكرية لهم، تحت تهديد السلاح، ويقومون بقنص كل من يمرّ أمامهم، بحسب ما يروي المواطنين حسين إسماعيل وفاطمة سعيد من منطقة البساتين.
وخلال اليومين الأخيرين من عملية “عاصفة الحزم”، استغل مسلحو جماعة الحوثي، قصف طيران التحالف لعدد من مواقعهم، وقاموا بالردّ عبر قصف المدن والأحياء السكنية، كما حصل في مدينة خور مكسر. ويقول أحد أبناء المدينة ويدعى علي سعيد، إن الحوثيين استغلوا قصف الطيران، وقاموا بقصف الأحياء بقذائف “الهاون” و”الكاتيوشا”، خصوصاً حيي السعادة والأحمدي، وقُتل أكثر من عشر أشخاص من جرّاء القصف الحوثي، فيما سقطت قذيفة لهم على حافلة ركاب، قُتل وجُرح جرّائها عدد غير معلوم من المواطنين.
وأثناء عملية قصف التحالف للقاعدة العسكرية في منطقة العند، قام الحوثيون والقوات الخاضعة لنفوذ الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بقصف مصنع الأسمنت الذي يبعد عن العند ما يقارب 8 كيلومترات، بحجة أن الطائرات هي التي قصفت، وهي رواية أجمع عليها عدد من عمال المصنع. التكتيك الحوثي نفسه جرى اعتماده في شبوة وتعز والضالع.
لكن الأكثر خطورة في معارك الحوثيين، أنهم يعاقبون عدن وينتقمون منها، على ما يتعرضون له من قصف من قبل طائرات تحالف “عاصفة الحزم”. وإلى جانب قصفهم العشوائي لكل مدن ومناطق عدن، يقومون بقصف محطات الكهرباء وأنابيب المياه، إضافة إلى حصارهم لعدن بالوقود والغاز المنزلي، وأيضاً عملية الاتصالات.
تجنيد الأطفالإضافة إلى كل ما تقدّم، يقوم الحوثيون بقطع الطرقات وقصف المنازل في عملية ترهيب كبيرة، تطال المناطق التي يهاجمونها. وتكاد كل الأحياء والقرى في محافظة الضالع تقع تحت رحمة القذائف، التي يطلقها الحوثيون وقوات اللواء 33 الموالية للرئيس المخلوع.
ويقول الناشط أكرم سعيد إن “القصف العشوائي الذي يطال الضالع من قبل قوات الإحتلال (كما يصف الحوثيين) تخلف ضحايا كثير، غالبيتهم من الأطفال والنساء، لأن القصف يطال المنازل، ومقر اللواء وسط الأحياء السكنية”.
ويظهر استخدام الحوثيين للأطفال بشكل واضح في الحرب، إذ تؤكد طواقم الإسعاف والمنظمات الحقوقية في عدن وعدد من مناطق الجنوب، أن غالبية قتلى الحوثيين من الأطفال. ويقول صالح الخضر أنه شاهد في مدينة دار سعد جثث لبعض المسلحين الحوثيين مرمية بأحد الشوارع إثنين منهم تظهر وجوههم أنهم أطفال، فيما يقول محمد محضار، إنه “وجد جثة لمسلح حوثي عصر الثلاثاء في ساحل أبين بعدن مرمية على الشارع”.
وفي هذا الإطار، يروي الناشط الجنوبي مشدود اليافعي كيف يعتمد الحوثي علی أساليب عدة محرمة دولياً، من ضمنها اقتحام البيوت، والتمركز في أسطح المنازل. ويضيف “ومن الأساليب الموثق لدينا بالصور، قيامه بتجنيد أطفال قصر. والغريب في الأمر أنهم يُلبسون أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً ملابس الجيش والأمن الخاص”. وأشار إلى الحوثيين ارتكبوا “مجزرتين إحداها راح ضحيتها 9 من شباب خور مكسر، وهناك مجزرة في مصنع الأسمنت في لحج”.
ويعتمد الحوثيون أيضاً على القناصة بشكل كثير، إذ أكّد مصدر طبي أنّ “القيادي في عضو “جبهة الإنقاذ” الجنوبية، عصمت محسن، لقي مصرعه أثناء مغادرته منزله من قبل قناصة حوثيين”.
الدخول إلى المدن
ويعتمد الحوثيون في دخولهم إلى المدن على أساليب التوائية عدّة؛ تارة يركبون حافلات تقل المواشي، كما حصل في الضالع، وتارة يدخلون بزيّ أهل المنطقة، وتارة أخرى يلبسون زيّاً رسمياً، ويدخلون عبر حافلات رسمية، ويستخدمون بعض المنازل للانطلاق. ويسلكون كل الطرق البرية والبحرية، ويفجّرون المواجهات من داخل المدن.
وتقول الأكاديمية أميمة المقطري لـ “العربي الجديد” إن الحوثيين ومن تصفهم بـ”(المتحوثنين) من الجيش اليمني، المستقر في معسكرات عدن، مثل معسكر بدر ومعسكرات بئر أحمد، كانوا يشكّلون خلايا نائمة، قبل أن يعلنوا انضمامهم إلى صالح، وبدأت بعدها المقاومة الشعبية ضدّهم”.وبحسب المقطري، فإنه “عندما ضيقت اللجان الشعبية الخناق عليهم، حاول بعضهم الخروج من معسكره للاختباء في المناطق المجاورة، مثل منطقه كريتر أو التواهي، والتمركز على أسطح المباني أو المباني الخالية من السكان، وكانوا يطلقون النار على الناس بشكل عشوائي”. وتؤكد أنّ الأهالي تمكّنوا في الأخير من “محاصرتهم وإلقاء القبض على سبعة منهم في منطقه كريتر، واحتُجزوا من قبل اللجان الشعبية”.
التجمع العربى للقوميون الجدد