ست الحسن فاروزه
فاروزة ..او فيروزة سيدة جميبلات منطقة محرم بيه في الخمسينيات والستينيات انطبق عليها القول من كتر خطابها بارت .سليلة عائلة عريقة...هى عائلة الحمامصى سكنت في نفس العمارة التي كنا نسكنها وكانت هي واخوتها بمثابة الاخوة لامى .بعد موت أمها السيدة نعمات رحمها الله تسلمت قيادة عائلتتها رغم انها لم تكن اكبرهم ولكن شخصيتها الطاغية والمسيطرة جعلت جميع اخوتها يسلمونها قيادة البيت فاهتمت بتعليم البنات والاخ ال...أصغر الباقى. اما اخوها الكبير فقد كان منشغل بالاعمال رغم انه لم يتزوج تنفيذا لوصية امه ان يزوج البنات أولا .ولم نكن نراه كثيرا حتى ان كثرة غيابة عن اعينا جعلته غريبا على قلوبنا رغم طيبته الشديدة .اما فاروزة فقد كانت سيدة مجتمع بحق فهى تجامل الجميع في كل المناسبات سواء سعيدة او غيرها .كانت تجيد عدة لغات وخاصة الفرنسية التي كانت تتكلمها بطلاقة مع من يجيد الحديث بهذة اللغة التي كان أبناء علية القوم يتعلمونها لزوم الاتيكيت.
كانت ترعى اخوتها في هذه الأيام خاصة انهم كانو في كليات مختلفة بجامعة الإسكندرية و في هذا العام تخرج لها ثلاث اخوة من كليات مختلفة وبقيت الصغيرة في كلية الطب . انها الخمسينيات السعيدة.ومازالت روح الارستوقراطية هي السائدة
بعد تخرج اخوتها أصبحت فاروزة كما ينادونها أصبحت متفرغة تمام ولا شيء يشغلها فاتجهت للعناية باولاد الجيران وكان حظى العثر ان امى تحب فاروزة فهى صديقتها التي تستمع لمشورتها في كل الأمور الهامة كنت صغيرا وفى بداية التعليم الابتدائى ورغم اننا في هذه الأيام كنا لاندرس لغات الاانها أصرت على تعليمى كتابة الحروف الافرنجية مع الحروف العربية وكذلك كتابة الكلمات باللغة التي تفضلها وهى الفرنسية كل يوم بعد صلاة العصر كانت تنادى على من شقتهم التي تقع في الدور الأسفل وتسال لو كان الولد كتب الواجب خليه يجى .....الولد هو انا طبعا. وفى يوم بينما كانت تلقنى بعض الكلمات الفرنسية .دق جرس باب شقتهم كانت الزائرة ام اسماعين وهى سيدة من الحى تحب جمع الرؤس في الحلال .دخلت ام إسماعيل واخذت تتكلم مع فاروزة التي امرتنى ان اجلس في البلاكونة شوية .وبدون ادنى اعتراض ذهبت وجلست اكتب ما اعطتنى من كلمات. وعلا صوت ام إسماعيل وهى تقول الراجل مايعبهوش الا جيبه وده مرتاح وفليتهم في شارع المامون واخلاقه كويسة .قالت فاروزة يام إسماعيل ده دمه يلطش وشكله يعنى وبعدين عيلته شوية يعنى مش اللى هية. قالت ام إسماعيل ده عاشر راجل يتقدم لك وانت طلعتى فيهم العبر .قالت فاروزة العبر فيهم فعلا اسمعى يا إم سماعين انا موش بايرة وموش ناقصنى شيء .ارجوكى كفاية.انصرفت ام اسماعين غاضبة وهى تقول كله بالخناق الا الجواز بالاتفاق عن اذنك ياختى.
تركتنى فاروزة في البلاكونة وكان المطر قد بداء في السقوط ووقف اراقب حبات الماء المتساقطة على أوراق شجرة اللبلاب المزروعة في البلاكزنة هي وبعض الورود.
تنبهت أخيرا فاروزة لوجودى ونادت على وقالت كفاية كدة النهاردة وقول لمامتك طنت فاروزة عايزاكى .قلت لها حاضر .وانصرفت صاعدا الدرج لاخبر امى بطلبها كانت منشغلة في عمل الحلبة المعقودة....المفتقة...وبعد ان فرغت اخذت سلطانية كبيرة مملوئة بالحلبة المعقودة..ونزلت لفاروزة صديقتها.
اجتماع عاجل فاروزة كانت غاضبة بسبب زيارة ام اسماعين ظلت امى اكثر من ساعتين تستمع لكلامها وأخيرا تركتها وصعدت وكنت اكمل موضوع للرسم بالألوان المائية التي علمنى إياها أستاذ فاضل للتربية الفنية بالمدرسة.فشاهدت امى ما ارسم وقالت امال فين واجب الفرنساوى اللى فاروزة اعطتهولك .قلت لها مفيش واجب انا خلصت واجب المدرسة .وبعدين احنا مابناخدش فرنساوى ولا حاجة من دىة.انا عايز انزل العب .قالت لعبت عليك نفسك مفيش لعب في الشارع .قلت ومفيش نزول عندفاروزة .قلت لى ليه؟ قلت بتقولى تسريحة شعرى لازم تكون كدة وان فصة شعرى القصير بتخلينى شبه بتوع الإصلاحية وموش عاجبها شكل هدومى .قالت وقد احمر وجهها ليه؟ عايزانى البس القميص والبنطلون والبلوفر وانا نازل عندهم هو انا رايح مشوار برة.وعايزانى أطول شعرى علشان اسرحه لى بوجودى زى زمان.
ضحكت امى وقالت طنت فاروزة بتحبك وعايزاك احلى ولد في العيلة.قلت لها انا عايز اطلع زى بابا .واحلق نمرة تلاتة زى ما بيقول و البس اللى يعجبنى ..نظرت الى طويلا وقالت قوم من قدامى واعمل اللى انت عاوزه المهم تكتب الواجب قلت لها ومفيش فاروزة وحاشترى مجلة ميكى ماوس وكمان حاجيب سودانى وخروب ودوم من عم محمد السودانى....ضبطت امى وهى تضحك بسعادة وتدير وجهها بعيدا حتى لايتمكن منى العصيان .والتمرد عندما اشاهد ابتسامتها المشجعة. ولكنها قالت يظهر انك بتكبر بسرعة وانا موش واخدة بالى..تركتها وانصرفت الى اللوحة التي كنت أقوم برسمها...
التجمع العربى للقوميون الجدد