أسرار نجاح "الدفاع الجوي المصرى" فى اسقاط "طائرة تجسس أمريكية"
نجحت قوات الدفاع الجوى المصرية فى إجبار طائرة تجسس أمريكية بدون طيار على الهبوط داخل الأجواء المصرية، فتح هذا الخبر الباب أمام العديد من التساؤلات حول أسباب مجئ هذه الطائرة فى هذا التوقيت، ولماذا ظهرت قرب الحدود المصرية مع ليبيا، وهل لها علاقة بضربات "عاصفة الحزم " التى تشارك فيها مصر فى اليمن، أم تتجسس على إمكانية التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا.
فى البداية أكد اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، أن تلك الواقعة تحدث للمرة الثانية خلال أقل من عامين ، حيث نجحت قوات الدفاع الجوى منذ حوالى عام ونصف فى إسقاط طائرة تجسس أخرى بدون طيار، كانت من طراز أقل سرعة وكفاءة من الطائرة التى نتحدث عنها ، وهى من طراز" أفينجر " المعروفة بإسم "برادايتورس سى" فائقة السرعة ، والتى تتجاوز تكلفة الواحدة منها 15مليون دولار ، وقد تمت السطيرة على الطائرة السابقة أيضا فى نفس المنطقة على الحدود الغربية مع ليبيا.
وأوضح سويلم، أن أمريكا تحاول أن تراقب ما يحدث على الحدود ، لأنه معروف علاقتها بجماعات القاعدة والتنظيمات التكفيرية فى ليبيا، وكيف تستخدمها أجهزة المخابرات الأمريكية الصهيونية ضد مصر، وهى أمور واضحة منذ إختفاء أبو أنس الليبى الذى كشف عما بين مخابرات السى أى ايه ،وبين جماعاتهم المتطرفة ،وبعدها تم إغتيال الدبلوماسى الأمريكى فى بنى غازى.
وأضاف سويلم إن الجديد والهام هذه المرة هو أن المهندسين المصريين تمكنوا من السيطرة إلكترونيا على هذه الطائرة المتطورة جدا ، وإستطاعوا فك شفرتها ، رغم أن مركز تشغيلها موجود فى البحر حيث لا توجد مراكز للقوات الأمريكية بمصر أو فى ليبيا ، وهو ما يعنى أنها قادمة من الأسطول السادس.
وعن مصير تلك الطائرة قال الخبير الإستراتيجى ، طالما لم يعلن المتحدث العسكرى عن سيطرتنا عليها بشكل رسمى ، فلن تستطيع أمريكا أن تتفاوض على تسليمها ، وحتى لو هددوا بإعادة تعليق المعونات العسكرية مقابل إستعادة الطائرة ، سنقول لهم "خذوها" ، لأن المهم هو فك شفرتها والسيطرة عليها إليكترونيا ، وليس جسم الطائرة نفسها.
وإتفق معه اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى، مؤكدا أن أول طائرة إستطلاع أمريكية تم إسقاطها بواسطة الإتحاد السوفيتى بصاروخ دفاع جوى، وفى الصين منذ فترة قريبة أسقطت طائرة أمريكية أخرى ، ولكنها كانت طائرات إستطلاع بداخها طاقم طيارين ، وفى هذه الحالة يصبحوا أسرى وتتم المفاوضات بشأن تسليمهم ، أما الأن فالطائرة بدون طيار ليس مهما أن تسلم ، ولكن الأهم هو فحصها لمعرفة الغرض من إرسالها، وما أرسلته للقيادة من معلومات ، ليتم التعامل معها إستخباراتيا.
ولفت مسلم إلى أن معظم طائرات التجسس التى تم ضبطها جميعها طائرات أمريكية ، لأن أمريكا تعتبر نفسها مسئولة عن العالم ، ولها مصالح فى كل أنحاءه، ومؤخرا تم إسقاط 3 طائرات أمريكية بدون طيار فى لبنان ، وطائرة أخرى فى إيران.
وأخيرا قال اللواء جمال أبوذكرى الخبير العسكرى والإستراتيجى،إن أى طائرة تجسس ترصد داخل المجال الجوى المصرى ، تتم السيطرة عليها إلكترونيا ، ويرسل لها أمر بالهبوط أيا كانت جنسية الدولة التى أرسلتها ، وفى حالة عدم إستجابتها للأمر يطلق عليها صاروخ دفاع جوى لإسقاطها.
التجمع العربى للقوميون الجدد