من أين يستمد الرجل الاسطوره قوته ( عبد الفتاح السيسي ) ؟؟

دائما ما يكون لكل رئيس فريق محدد يقف خلفه ويحمى ظهره ويروج لسياسته

فمع الرئيس السادات كان مولد الحزب الوطنى والذى جعل منه بديلا عن الاتحاد الاشتراكى ايام الزعيم عبد الناصر وراح يضم اليه كل رجاله ومستثنيا منه بالطبع رجال عبدالناصر .. ومن يومها اصبح الحزب الوطنى الظهير والسند للسادات حتى مماته 

ومن بعده جاء مبارك وايضا لعب الحزب الوطنى برجاله نفس الدور الذى لعبه سابقا مع السادات بل وتوسع وتغول رجاله حتى وصل بهم الامر فى نهاية المطاف الى التهام الدوله وتهميش مبارك وعائلته وعزلهم تماما عن الشعب ..

ومن بعدهم جاء مرسى معتمدا على جماعته وعشيرته ليمثلوا له الظهير والسند ومبعث القوة كما توهم ولكن مرسى وجماعته كانوا اقل حنكه وخبره ودهاء من سابقيهم عندما ظنوا انهم يملكون من القوة ما يجعلهم يسيطروا على مصر شعبا وجيشا وشرطه ومؤسسات فى شهور قليله فسقطوا سريعا وبقسوة تحت اقدام الشعب وبيادات الجيش فتمزقوا كما لم يتمزق نظام حكم من قبل .

وجاء السيسي بلا حزب وطنى . وبلا جماعه وعشيرة . وحتى بلا فريق رئاسى واضح المعالم . وبلا رجال اعمال واعلام محسوبين عليه ..

وهنا يبرز السؤال .. ( من يحمى السيسي فى الحرب الضروس المعلنه عليه من قوى داخليه وقوى دوليه خارجيه ؟؟؟ ومن اين يستمد قوته الفولاذيه والتى صهرت الغرور الامريكى والاوروبى واخضعتهم له وجعلتهم يعترفوا بقوته ودهائه و حنكته فى شهور قليله وهو مالم يستطيع فعله اى حاكم على مستوى العالم وكأنه بعث اليهم من عصر الاساطير فبدوا جميعا مبهورين به وبشخصيته وحنكته البالغه فى ادارة الازمات المصريه والاقليميه والتى ياتى على رأسها الارهاب ومشاكل بلاده الاقتصاديه الطاحنه والمتجذره من عشرات السنين الماضيه .. ؟ )

اجابة هذا السؤال تكمن عند ثلاث قوى وهى الاقوى على الاطلاق فى اى دوله فى العالم وهم .. 

القوة الاولى ( الشعب وخاصة المرأة والاقباط والناصريين بكل فئاتهم العمريه ) 

القوة الثانيه ... الجيش على بكرة ابيه لسببين .. الاول لانه احد ابنائه وتاريخه فيه يشهد له بالكفائه والنزاهه والوطنيه .. الثانى هو احساس الجيش بمدى الخطر الشديد الذى يهدد بلده وشعبه من الخارج والداخل فوقف خلفه بكل قوته متحديا اى قوى مهما كانت يمكن لها ان تنال منه لانه يمثل قارب النجاة لمصر .

عادتا على مر التاريخ البشرى وفى الازمات التى تمر بها الامم وخاصة فى لحظات ضعفها دائما ما تنتظر وتحلم بالقائد الاسطوره الذى يأتى ليخلصهم وينهض بهم ويعيد لهم امجادهم .. وهذا الحلم كثيرا ما اصطدم بصخور الواقع ليتحول الى مجرد اسطورة يستمدون منها الامل ...

لذا علينا ان نتمسك به ونعض عليه بالنواجز لانه يمثل لنا الحلم الذى راودنا ومن قبلنا ابائنا واجدادنا وهو ان نرى بلدنا كما ينبغى لها ان تكون دولة قويه ، مهابه ، عصيه على كل طامع ، دوله ينعم فيها شعبها بسيادته وأدميته وكرامته ،