وصية اب لابنه في زمن الإنترنت والفيس بوك
يابني :
أن جوجل والفيس بوك وتويتر والواتساب، وجميع برامج التواصل،
بحرٌ عميق ضاعت فيه أخلاق الرجال ..
وسقطت فيه العقول
منهم الشاب ومنهم ذو الشيبة.
وأبتلعت امواجه حياء العذارى..
وهلُك فيه خلقٌ كثير.
فأحذر التوغل
وكن كالنحلة فيه، لا تقف إلا على الطيب من الصفحات؛ لتنفع بها نفسك اولاً ثم الآخرين ..
بني .. لاتكن كالذباب؛ يقف على كلّ شي الخبيث والطيب، فينقل الأمراض من دون أن يشعر..
بني... إن الإنترنت هو سوقٌ كبير، ولا احد يُقدم سلعته مجاناً!
فالكل يريد مقابل !
فمنهم من يريد إفساد الاخلاق مقابل سلعته.
ومنهم من يريد عرض فِكره المشبوه ..
ومنهم طالبُ الشهرة .
ومنهم المصلحين .
فلا تشتري حتي تتفحص السلع جيدا ..
يا بني:
إياك وفتح كل الروابط فإن بعضها فخٌ وتدبير
وشرٌ كبير
وهكر وتهكير
ودمارٌ وتدمير..
يا بني ..
إياك ونشر النكات والإشاعات،
واحذر النسخ واللصق في المحرمات.
واعلم إن هذا الشيء يُتاجر لك في السيئات والحسنات..
فأختر بضاعتك قبل عرضها.. فإن المشتري لا يشاور .
يا بني ..
قبل أن تعلّق أو تشارك، فكّر إن كان ذلك يُرضي الله تعالى أو يغضبه ..
يا بني .
لا تُعول علي صداقة من لم تراه عينك .
ولا تحكم علي الرجال من خلال ما يكتبونه .
فإنهم متنكرون
فصُورهم مدبلجة
واخلاقهم مجملة وكلماتهم منمقة ..
يرتدون الأقنعة ويكذبون بصدق فكم من رجل دين هو أكبر السفهاء
وكم من جميل هو اقبح القبحاء
وكم من كريم هو ابخل البخلاء
وكم من شجاع هو اجبن الجبناء
إلا من رحم الله .
فكن ممن رحم الله.
يا بني ..
لا تجرح من جرحك ، فأنت تمثل نفسك وهو يمثل نفسه.. وانت تمثل اخلاقك وليس اخلاقه ..فكل إناءٍ بما فيه ينضح.
يابني ..
انتقِ ما تكتب .. فأنت تكتب والملائكة يكتبون
والله تعالى من فوق الجميع يحاسب ويراقب.
فإنها والله حسرة وندامة
بني .. إن أخوف ما أخافه عليك في بحر الأنترنت الرهيب هو مشاهدة الحرام
ولقطات الفجور والانحراف.
فإن وجدت نفسك قد تخطيت هذه المحرمات،
فاستفد من هذا النت في خدمة نفسك،
والتواصل مع مجتمعك ،
واسع في نشر دينك وعقيدتك ،
وإن رأيت نفسك متمرّغا في أوحال المحرمات،
فاهرب من دنيا الانترنت هروبك من الضبع المفترس ،
فالنار ستكون مثواك وسيكون خصمك غدا مولاك.
بني أن من أهم مداخل الشيطان الغفلة والشهوة.
وهما عماد الانترنت..
واعلم إن هذا الشيء لم يخلق لغفلتك إنما لخدمتك..
فأستخدمه ولا تجعله يستخدمك.. وابني به ولا تجعله يهدمك ..
واجعله حجةً لك ولا تحتج به على نفسك.
---------
.