بعد ليل قصير في عمر شعبنا جاء الفجر ينبلج نوره يبهر الأبصار و صدحت كلمات الحق من صاحب الحجة الذامغة و المؤمن بالحق المبين معمر القذافي تعلن سقوط المملوك أدريس السنوسي و حكم الخيانة و العمالة و الجوسسة الذي نصبته الدول المنتصرة في الخرب العالمية الثانية ليكون قدم لها و سلطة الناتو في ليبيا و كانت دول حلف شمال الأطلسي بسيطرة القوة الذرية الصاعدة في أمريكيا و التي حطمت في الحرب العالمية الثانية عشرات الدول و قتلت عشرات الملايين من البشر و استحودت على أفريقيا و تحكمت في ثرواتها و استنزفتها و تقاسمت السيطرة على أسيا و نصبت فيها الأنظمة الحاكمة على هواها و احتلت أوروبا التي صارت محتلة من أمريكيا مباشرة بالقواعد العسكرية و تقاسمتها مع الاتحاد السوفيتي الذي الذي تسيطر عليه روسيا و عنده كتلة مناظرة لكتلة الناتو التي تسيطر عليها أمريكيا ، عاني الشعب الليبي ويلات الذل بعد أن خارت قواه من مواجهة إيطاليا التي جندت الجواسيس و الخونة الذين مطمعهم الأمارة على الليبين تحت حكم الطليان و كانت اتفاقية الرجمة التي دالت فيها إيطاليا على عبيدها من المؤامرة السنوسية التي أجهضت حركة الكفاح الشعبي الذي ليس له
نظير و الذي بز كل كفاحات الشعوب و تضحياتها و علم العالم بأن الفقر ليس عائقا في اختيار المواجهة للغزاة و المحتلين و أن قلة الحيلة و قلة السلاح ليس عائقا و أن قلة المعرفة و العلم ليس عائقا و أن تخلي أمبروطوية مثل الدولة العثمانية عن ليبيا مقابل جزيرة تركية أيضا ليس عائقا لهذا الخيار الجهادي و أن تطور السلاح الايطالي ليس عائقا و أن الخيانة و الغذر من قبل العملاء مثل المنتصر و غيره من عبيد و اتباع للمحتلين و استجدائهم للغزو الطلياني لليبيا لاحتلالنا ليس عائقا لهذا الخيار في الكفاح و التحدي لمخاطر الغزو الإيطالي الوحشي
المدمر و المخرب و الجاهل للشعب الليبي ، فلقد استفز الشعب الأستهانة بكرامته و الأستهانة بأنسانيته والأحتقار له و التطوال عليه والطمع فيه من قبل الطليان و من قبلهم الكثير من الغزاة ، تمكنت إيطاليا من الليبين بعد أن تمكنت من تفريقهم و تمزيقهم من الناحية الاجتماعية و بعد أن لعب الجواسيس و الخونة دورهم بإتقان و كانت نشاطات الخونةو العملاء أكثر قسوة و وحشية من الطليان أنفسهم فمطامع الخونة كانت السلطان على الليبين و لو كان ذلك تحت أحدية الطليان او أي من المحتلين الآخرين فكان أجهاض حركة الكفاح الشعبي الليبي بالتأمر على الجهاد في المنطقة الغربية و الجبل الغربي و الذي كان يقودها رجال تحملهم احلام الحرية و التضحية و الفداء من أجلها فتنافسوا في هذه التضحيات بما لم يتوقعه كل العالم فلقد حطم الشعب الليبي ليس أحلام الغزاة الطليان بل أرعب الفرنسين و البريطانين الذين كانوا يحتلون كل المحيط الجغرافي لليبيا و هم من واصل قطعه لاواصر العلاقات القومية بعد الاحتلا التركي و تمزيقه للوطن العربي في أيلات و بايات و تسلطت على شعب العروبة بالباشاوات و حكم الأغات و تمكنت من تخريط الوطن العربي من المحيط للخليج ليتحول للقمة سائغة للأحتلال الأوروبي الذي تفرعن بعد تحطيم الوجود العربي في الأندلس و طرده للمحتلين العرب و نقاهم عرقيا من أسبانيا بعد هزيمتهم و أقام محاكم التفتيش لهم .
مملكة الخيانة قامت بدورها في تحطيم الكفاح الشعبي لليبين و تمكنت من أن تحصل على مكافأتها من قبل المحتلين البريطانين و الأمريكين والفرنسين و ذلك لدورها في تحطيم الاحتلال العسكري الايطالي و مشاركتها في تقديم كل المعلومات التجسسية لصالح حلف الناتو و حصلت على صفة " الوصاية " و تحولت المملكة إلى " إمارة " و هي محضية و من ثم إلى " جارية " سياسية ، يحق لأسيادها المبيت عندها و دائما مجتمعين أو متفرقين و تحولت ليبيا لدولة " قاصر " و تحت الحماية العسكرية المباشرة من قبل أمريكيا و بريطانيا و فرنسا و تقسمت لأقاليم ، و حل على الشعب الليل و انتشر الظلام و تسيد على الشعب الليبي الخوان والظُلام و أولاد الحرام و صارت الحياة حياة الليل لا يتسيد في ليبيا إلا المخون والدعارة و لا يرتفع صوت إلا صوت التمجيد للدول المحتلة لليبيا و تحولت ليبيا لمأخور يقصده البحاث عن المتع و الترفيه من كل اوروبا و امريكيا و صارت ليبيا محضية المنتصرين و يتلذذ بذلك العبيد
الخونة الجواسيس و يتباهون و يتبجحون بالخيانة و الغذر و يتوددون لحماتهم كما تتودد الفاجرة لقوادها و تتلاعب بمن يتمتع بها ، ليبيا كانت محتلة و شعبها المكافح و تضحيات الشهداء لم تجف من أجسادهم دمائهايعاني ويلات الفقر المدقع في بلد هو من أغنى بلدان العالم و نفطه كان يتدفق لينير مدن البريطانين و الأمريكيين و يشغل مصانعه بمصادر الطاقة و لتمد شباكت الطرق وتبني ناطحات السحب و تقام السدوجد و المزارع و تستصلح الأراضي و تجفف البحيرات و نحن أصحاب الأرض المحتلة كنا نجوب الصحراء بحثا عن الماء و كنا نعامل معاملة العبيد فوق أرض أجدادنا التي رويت بدمائهم من أجل الحرية و كنا نمنع من المسير فوق أرضنا التي تضم رفات أهلنا و أحبتنا و كنا نطرد لمجرد رؤيتنا " أمشي يا عربي يا مسخ " كانت تقال لنا من قبل الطليان و البريطانين و الامريكين و الفرنسين و كانت معاملة الخدم هي ما يراه الأعداء يليق بنا فهم يقولون إن كان المليك السنوسي كذلك فكيف ستكون معاملة من يخضعون له و من هم تحت حكمه المنصب عليهم من سيقول لهم لا ؟! و هم من يعتبرون أنفسهم " اولياء النعمة على النظام الملكي الجاسوس العميل الخائن لكفاح الشعب الليبي .
و جاء الفجر مملؤ بنور الحق حتى أنقشع الظلام و اربابه من أمريكان و طليان و أنجليز و تحطمت الأصنام في لحظات من لجظات القدر العظيمة و تهاوت جدران مملكة الخوف و القمع و العبودية و القهر و العمالة و الخسة و الندالة و القوادة و أنقشعت ظلمة السجن بعد أن تهاوت جدرانه التي كانت في النفوس و تسيطر على العقول و تخيف وترعب النفوس ، جاء الفجر يحمل كلمات تحرر الإنسان و تفجر فيه روح الثقة في الله الذي وعد الناسبأنه من يحق الحق و من يبطل الباطل و أن الباطل كان زهوقا و أن الله وعد المؤمنين نصره و لو بعد حين ، جاء الفجر لتسقط فوق الأرض الليبية بإرادة ثورة الفاتح العظيم كل نتائج الحرب العالمية الثانية التي فرضت على الشعب الليبي و كانت أن تتسيد الخيانة على الشعب الليبي و يحكم القوادةو الجواسيس و العملاء و المقاتلين مع الأعداء الشعب الليبي شعب الكفاح الذي مرغ أنف الأستعمار الأوروبي في الوحل و ألهم حماس المقاومة و الثورة في الوطن العربي كله فكان صدى كفاح الشعب الليبي ملهم لكفاح كل الأمة العربية و مستنهضا لها و ضاغاطا عليها بأن الشعب الأكثر فقرا و الأكثر امية يقاوم الطليان الأكثر تقدما فلم يعد هناك عذر لكل العرب في مواجهة البريطانين المحتلين والفرنسين المستطونين في الوطن العربي و يستقطعونه قطعا عشوائية لتحقيق مآربهم في التآله على العرب و تحطيم أمة الأسلام العظيم و تمزيقها و منع نهوض العرب كي لا ينتصر دين الله الأخير للبشر أجمعين ، جاء فجر الفاتح العظيم ليعلن بدء مرحلة جديدة من كفاح الشعوب و ليتوج كفاح الشعب الليبي بنهار جديد استمر 40 ساعة من عمر شعب تمكن فيها الشعب الليبي من معانقة النور و تلمس نفسه محيطه و البحث في خيرات أرضه المصادرة منه و تمكن من تحريرها مما يحتلونها بقوة الإرادة الثورية التي تؤمن بالله و تؤمن بقدراتها على الحسم و تحشبد شعب لرحلة كفاح من أجل الحرية ، فمعمر القذافي و رفاقه من حركة الوحدوين الأحرار ضباطا و ضباط صف و جنود و مدنيين كانوا كمن جمع التمر لأهله الذين يتلقفهم الجوع و هم تحت النخلة التي لا تصل لها أيديهم نتيجة أن النخلة كانت تحت سيطرة الأعداء و عملائهم لعنة الله عليهم إلى يوم القيامة " فالوطن نخلة نتفيأ ظلالها و قد رويناها بدماء أجدادنا و أولادنا "، و جاء الليل و اسياده و خدامه من جديد ليسيطر على الشعب الليبي بجردانه الذين يتمظهروا كلما جاء اسياد الليل ؛ و هذا يتطلب الكفاح بالعمل لمكافحة الخونة العملاء و أربابهم و ليبزغ نور الحق من النفوس المتوقة للحرية و الساعية للسعادة و هذا يتطلب الكفاح للأنتصار للنفس و الأنتصار للقيم العليا التي أمرنا الله أن ننتصر لها و أن تجاهدوا فهو لأنفسكم و الله غني حميد " و قل أعملوا ".
بقلم هشام عراب