كشف مصدر محلي بمدينة مصراتة لـ "بوابة افريقيا الإخبارية"، عن أسرار وخفايا ما يعانيه السجناء في سجن الكلية الجوية بمصراتة، من ظروف صعبة، معاناة يومية من التعذيب الممنهج، والتصفية الجسدية في بعض الحالات.
وأفاد المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته لدواعي أمنية، أن معتقل الكلية الجوية يعد نموذجاً للتعذيب الممنهج، وسوء المعاملة للمعتقلين، حيث يتعرض فيه المعتقلون للتعذيب بشكل شبه يومي بالضرب المبرح والذي أدى للموت في عدة حالات خلال الخمس سنوات الماضية، كما يقوم المسؤولون عن المعتقل وهم في الغالب ليسو من أهل الاختصاص، لإن اختيارهم تم مما يعرف باتحاد الثوار، بمنع الزيارات، واتصال النزلاء بالأهل.
كما يتم احتجاز عدد كبير من المعتقلين دون عرضهم على القضاء للفصل في التهم الموجهة لهم، حيث يحتجز عدد من المعتقلين لمدة تزيد عن خمس سنوات بدون تحقيق من قبل النيابة، ومن بين المعتقلين قصر لم يبلغوا السن القانونية.
وقال المصدر إن عمليات التعذيب تأتي على شكل موجات تزداد وتيرتها وتخفت من حين لأخر، وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت حملة تعذيب شديدة طالت معظم النزلاء، وتركزت بشكل خاص على مجموعة من الشباب الذين تم ضبط شريحة هاتف محمول لدى أحدهم، حيث تم تعذيبهم بأقسى أنواع العذاب، ما أدى لوفاة أحدهم تحت التعذيب، وهو عبد الباسط أبو فارس من تاورغاء، الذي كان يقضي آخر فترة محكوميته، ما يشير إلى أنه تعرض للتصفية قبل الإضطرار للإفراج عنه، كما شمل التعذيب المعتقل، علي الحيص، وهو محكوم بالسجن المؤبد، ولايزال يعاني بالعناية الفائقة جراء تعرضه لإضرار بالغة.
ومن بين القصص التي تروى عن معتقل الكلية الجوية، أن أحد الأسرى تمكن من الهرب من شدة التعذيب، وعندما حضر أهله للزيارة قام مسؤولو السجن بالقبض على من حضر من أفراد العائلة بما في ذلك النساء، وتمت معاملتهم بشكل سئ، وقام مدير السجن بالتحفظ عليهم داخل بيته الخاص، ومساومتهم بإطلاق سراحهم مقابل عودة أبنهم الذي تمكن من الهرب.
وأكد المصدر أن الذين يقومون بالإشراف على عمليات التعذيب من أسرة واحدة، ويتم ذلك بموافقة مدير السجن، (ع م)، الذي قسم السجن إلى فئات، من أسوئها القاطعين، (ب - ج) واللذين يقوم بالإشراف عليهما مجموعة من الأفراد، لا علاقة لهم بعمل الشروط القضائية، لأنهم عبارة عن أشخاص بلا مؤهلات علمية وتم توجيههم من قبل "اتحاد الثوار" ولا يجيدون التعامل مع السجناء والمعتقلين، بل يتفننون في اختراع أبشع الطرق لإهانتهم والإساءة اليهم.
أما فيما يخص ظروف العلاج والغذاء داخل السجن، فأن السجن يحتوي على عيادة مخصصة في الأصل لتقديم العلاج المجاني للمرضى من السجناء إلا أن العائلة المسؤولة عن السجن تقوم بخصم قيمة الأدوية
من مصروفات السجناء، وكذلك الأمر بالنسبة للمواد الغذائية التي تباع في محل تجاري يبيع المواد الأساسية بأضعاف مضاعفة لأسعارها.