قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن التدخل الجوى الأمريكى ضد تنظيم داعش فى ليبيا قد غير المعادلة العسكرية على الأرض، وأعطى دفعة كانت مطلوبة للغاية للمقاتلين الذين يحاربون التنظيم الإرهابى، لكن فى ظل بيئة حضرية مزدحمة، حيث يتم الاستيلاء على الأرض شارع بشارع ومنزل بمنزل، فإن القضاء على المسلحين فى مدينة سرت لا يزال يمثل صراعاً هائلاً ويلقى الضوء على حدود الحملة الجوية الأمريكية.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشره اليوم السابع إلى أن سقوط سرت يمكن أن يكون انتكاسة كبرى لطموحات داعش، لكن منذ مايو الماضى عندما بدأت الحملة لتحرير سرت، واجهت الميليشيات استراتيجية متطورة ومنسقة يستخدمها مقاتلو داعش لحماية قاعدتهم فى قلب سرت، حيث قتل مئات من المقاتلين التابعين للحكومة أو أصيبوا بسبب الألغام المدفونة أو الأبواب المفخخة بالمتفجرات أو القنابل أو القناصة والانتحاريين، ولا يزال داعش يسيطر على 70% من المنطقة الحضرية بالمدينة على امتداد أربعة أميال.
وفى أول أسبوع لها، استهدفت أغلب الضربات الجوية الأمريكية دبابات داعش والحافلات التى تحمل مسلحين إلى جانب مستودعات الذخيرة المحمولة وقاذفات صواريخ، والآن، فإن المسلحين سيغيرون أساليبهم لمواجهة الهجوم الجوى ويخفون مدرعاتهم وينقلون مراكز القيادة فى كثير من الأحيان ويبقون بعيداً عن الأنظار طوال النهار، بحسب ما يقول القادة الموالين للحكومة.
وقال محمد دارات، الذى يقود أكبر قوة على الخطوط الأمامية فى المدينة إن حاملات المقاتلين والدبابات ليست أقوى سلاح لداعش، بل أقوى سلاح لهم هو الألغام والقناصة والشراك الخداعية، وتلك أكبر المشاكل التى تواجههم.
غير أن الصحيفة تقول إن عدة آلاف من مسلحى داعش فى المدينة إما فروا أو قتلوا، ولا يزال هناك ما بين 500 إلى ألف فقط، وهم محاطون بقوات حكومية على الأرض والشوارع الليبية فى البحر، إلى جانب المساعدات الأمريكية من الجو.