جماعات بشرية من ابناء الشعب الليبي مكرمة من الله سبحانه يحولونهم امام المصارف الى مايشبه القطعان الحيوانية ( اكرمكم الله جميعا ابناء وطني باحسن خلقة) يتسولون حقا من حقوقهم المعيشية ليقبضوا بضع من معاشاتهم المالية ماقبضوها من شهور او ينتظرون انتظار اليائس امام مصارف فقيرة لعل اموال تورد لها فيقبضون بضع من معاشاتهم وغالبا مايعودون الى عائلاتهم خائبين منكسرين دون معاشاتهم من بعد قضاء ساعات طويلة قاهرة للنفس امام هذه المصارف .
في مدينة طرابلس ، مصارف مفتوحة ولكن خزائنها فارغة الا من كيمياء الهواء المحبوس فيها، ينتظر بعض المواطنون إيداعا لاصحاب الاموال وينتظر معهم موظفو المصارف وقد جلب بعضهم صكوك الأقرباء والاصدقاء وبعضهم يتأهبون لاي ايداع لإبلاغ الأقرباء والاصدقاء اذا توفرت بعض السيولة ولكن لا ايداع مالي في هذه المصارف لمدد طويلة ويعود المواطنون الى بيوتهم بخيبة خانقة تظهر على وجوههم حزنا يكاد ينطق بكاءً مريرا لولا بعضا من رباطة الجأش لديهم فلارزق لهم الا معاشاتهم الشهرية التى لم يعد يجدونها في هذه المصارف وأفواه اطفالهم واولادهم وبناتهم ونساءهم مفتوحة ولا قوت يغلقها ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ومصارف اخرى حازت على بعض السيولة المالية احتشد أمامها من الفجر ابناء الشعب الليبي بإعداد مأهولة ولن تكفيهم بعض السيولة المالية التى حازت عليها هذه المصارف ،وعلى ابواب هذه المصارف بعض الصعاليك من افراد العصابات المسلحة الذين يصرخون ويشتمون ويدفعون الحشود دفعا وهى حشود قطعت الى قطيع ذكري من الرجال وقطيع أنثوي من النساء امام المصارف، وينتظرون بالساعات تحت لهيب شمس الصيف التى تصهر الشحم وتشوي اللحم ويتناوب عليهم افراد العصابات المسلحة لدفعهم من امام الأبواب فيقع بعضهم على بعض مع شتمهم والصراخ عليهم ، يقوم افراد العصابات المسلحة بإدخال ذوي القربى والصحبى منهم ويحوز موظفو هذه المصارف حصتهم من الاموال التى أوصى بها أصحابهم وأقاربهم ويدخلون بعض المواطنين الذين لايقبضون الا الربع او النصف من معاشاتهم من بعد استعباد وتسول ، وماهو الا بضعة من وقت حتى تنفذ السيولة المالية عن باقي المواطنين المحتشدين امام المصارف فيرحلون منكسري النفس مكسوفي البال يتألمون لجوع العيال وما آل اليه الحال .
في المنطقة الغربية من ليبيا حيث مدن الزاوية والحرشة والصابرية وابي عيسى والمطرد وصرمان وصبراتة والعجيلات والجميل ورقدالين وزلطن لم تعرف مصارف هذه المدن اي نوع من السيولة المالية من العشر الاواخر من شهر رمضان والى لحظة كتابة هذا المقال وذلك أدى الى انهيار معيشي واجتماعي لعدة عائلات أصبحت تصرخ من فقر بالغ لم تألفه هذه العائلات ولا منقذ ولا منجد لصراخها ، هناك مدينة في المنطقة الغربية لم أنس ذكرها ولم اذكرها لانها تختلف عن باقي المدن المذكورة وهى مدينة زوارة فهى مدينة تتمتع دون غيرها في الغرب الليبي ببعض من السيولة المالية ولاتسمح مصارفها لغير المقيمين بها باي سحب مالي ويرجع توفر الاموال في هذه المدينة لنمو وتعاظم تجارة تهريب البشر وتهريب الوقود وتهريب أرزاق الليبيين الاخرى .
الامر هنا ليس امر نقص سيولة مالية كما ضيق مفهومها اعلاميا بعض الجهلة ، الامر هنا ان ليبيا تعيش حالة خطيرة من الفقر المعدم المزري ولم يعد لدى حكوماتها الحمقاء الاموال لتغذية المصارف من بعد مافرطوا وأهدروا وسرقوا ونهبوا وخصصوا لانفسهم وتركوا مقدرات الشعب الليبي بيد حثالة ، وقد نبهت على ذلك في عديد المقالات الماضية قبل حدوث هذه الفاقة التى يعيشها الشعب الليبي فارجعوا الى ارشيف مقالاتي السابقة ، الخطورة ان الكثير من ارباب العائلات باعوا حلي وذهب زوجاتهم لمجرد الاكل والشرب والبعض أغراض بيوتهم ومن لايجد ذلك فهو جائع حافي عاري ، صورا من البؤس لأغلب العائلات الليبية تصرخ جوعا وفقرا و لايتوقع من عاش في ليبيا ان يشاهدها يوما وعند ذلك طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وبلغ الامر حدا لايحتمل معه حلما وصبرا وعلى ابناء الشعب الليبي الوطنيين ان يخرجوا لجهاد اجسام الشر في ليبيا المفقرة المجوعة المعذبة للشعب الليبي كمجلس النواب والمجلس الاعلى للدولة والمؤتمر الوطني وحكومة الانقاذ وحكومة الشرق الليبي والعصابات المسلحة ولجنة الدستور ، فان يموت الشعب الليبي لاجل قوت عياله وهو مجاهدا لهؤلاء افضل له من ان يموت هو وعياله جوعا وفقرا وعليهم ايضا ان يحتجزوا كل افراد الحكومات السابقة لمحاكمتهم لان هذا الفقر المزري حدث بالتعاقب خلال سنوات حكم هذه الحكومات.
بقلم محمد علي المبروك