ما وراء الحدث؟
ضيف حلقة: أمين عام جامعة الأمة العربية الدكتورة هالة الأسعد.
عقد مؤخراً في العاصمة اللبنانية بيروت يومي اثان والتاسع من شهر آب الجاري المؤتمر التأسيسي لمنظمة عربية دولية جديدة عقدت مؤتمرها تحت عنوان: المؤتمر التأسيسي لجامعة الأمة لعربية ومأسسة المقاومة القانونية من أجل فلسطين ، ومقرها العاصمة السورية دمشق ، وقد لقيت هذه الفعالية وهذه المنظمة الجديدة إهتماماً سياسياً وإعلامياً محلي وإقليمي ودولي ، وذلك لأسبباب كثيرة أهمها أن هذه الجامعة تقترب كثيراً من تسمية جامعة الدول لعربية ، وهذا الأمر سبب الكثير من المضايقات والمعوقات أمام تسمية هذه المنظمة و امام تنظيم تراخيصها والإعتراف بها كمنظمة إجتماعية دولية ، لأن بعض الجهات والقوى إعتبرتها تعدي على كيان جامعة الدول العربية ومحاولة من القائمين عليها إقصاء دور جامعة الدول العربية كمنظمة عربية حكومية رسمية ، لكن والمنظمين لهذه الفعالية والقائمين عليها ، كانوا قد عبروا عن أن هذا المشروع هو مشروع شعبي جاء بمبادرة شعبية من ممثلي منظمات المجتمع المدني وجاء ليفسح المجال أمام الشعب العربي ليقول كلمته في ظل الظروف القاهرة الراهنة والتي تمر بها الأمة العربية من ويلات الحروب والإرهاب في ظل غياب أي دور فعلي ورسمي للدول العربية على الصعيد الرسمي لمواجهة هذا الخطر الداهم على الأمة وهويتها وتاريخها ومكانتها على الساحة الدولية ، ولذا اعتبر البعض الآخر أن هذه الخطوة هي خطوة صحيحة من قبل المجتمع العربي السياسي والإقتصادي والأكاديمي والفني والثقافي والإعلامي وفي شتى مناحي الحياة التي تتعرض للقتل والتدمير بفعل السياسات الدولية والإقليمية التي تبحث فقط عن مصالحها دون الإكتراث بالقتل التدمير للدول العربية وجيوشها ومؤسساتها ومقدراتها وإنتهاك حقوق الإنسان ، وخاصة في فلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا بفعل الإرهاب الممارس على شعوب هذه الدول تحت شعار ثورات الربيع العربي المدعومة من قبل بعض الدول الإقليمية وفق أجندة غربية مسبقة الصنع لترويض المنطقة والسيطرة عليها ، وطمس تاريخها وحضارتها وحتى هويتها الثقافية الحضارية الحديثة منها والعتيقة.
فكان من الواضح أن في مثل هذ الظروف أن تتحرك في نهاية المطاف الفعاليات العلمية والأكاديمية والثقافية والفكرية العربية لتوحيد جهودها تجاه إيجاد أو خلق جبهة جديدة لاتقل أهمية عن الجبهة الميدانية في مواجهة أحلاف العولمة الغربية والغزو الغربي للمنطقة بكافة أشكاله بما فها الغزو الأخطر الا وهو الثقافي الفكري ، الذي نتج عنه أجيال تحمل الفكر الإرهابي المتطرف الإقصائي والذي لايؤمن بالحرية الفكرية والدينية والثقافية ، بل يؤمن بعقيدة جديدة أساسها أنا أو لا أحد ، لاتعرف سوى القتل والذبح والتشريد لأبناء الأمة العربية.
تقول ضيفة برنامجنا الدكتورة هالة الأسعد الأمين العام لجامعة الأمة العربية في حوارنا الخاص معها:
إن هذ المنظمة هي مبادرة شعبية عربية والهدف منها تجميع الطاقات وحشد الهمم وحشد الجماهير الشعبية في كل الساحة العربية على المستوى المؤسساتي العملي ، حتى يكون للشعب العربي دور في الكلمة الفصل في ظل المرحلة القاتمة التي تعيشها الأمة العربية حالياً.وهذه المنظمة ستعمل على تصويب العمل لمنع فناء الأمة العربية وتدميرها. وهذه الجامعة حامل لأطر ولمشاريع كثيرة وفيها مقدمتها مأسسة المقاومة القانونية لأجل فلسطين التي نعتبرها القضية العربية الجامعة التي يجب إعادتها الى الساحة وتفعيلها.
وسنعمل على رصد وتوثيق الجرائم ضد أبناء الأمة وخاصة إعتداءات الكيان الصهيوني وإنتهاكه حقوق الإنسان وخاصة الأطفال وتقديم المعتدين الى المحاكم الدولية ومجالس حقوق الإنسان وكذلك تجريم التطبيع ومقاومته.
وتتابع الدكتورة هالة قائلة: لروسيا مواقف من الوفاء أن نذكرها ونشكرروسيا عليها في كثير من الموقف وخاصة في بلدي الجمهورية العربية السورية التي تحمل راية مكافحة الإرهاب، والموقف الروسي كان مقترناً بمواقعناً ومواقفنا ومصائرنا كوطن عربي وأنا أريد ن أحي القيصر الرئيس فلاديمير بوتين الذي يطلقون عليه ي بلادي أبو علي بوتين.
وروسيا بمفاهيمها وبقيادتها وبشعبها مهمة لنا وقريبة إلينا، وسوف نستفاد من طرح جدي لمفهوم الدبلوماسية الشعبية الذي طرحته أنت ، وسوف نستفاد من خبرة روسيا في الدبلوماسية الشعبية ، وتفعيل التضامن والأخوة مع الشعب الروس الذي إمتزج دمه بدمنا في مواجهة الإرهاب وخاصة في سورية.
وتستطرد الدكتورة هالة الأسعد فتقول: نحن بمشروعنا هذا لانحارب أحد ولانلغي أحد والعمل هو من يقرر المستقبل ، فان كان هناك دول أو أنظمة بقت في الساحة العربية فنعول على عمل جامعة الدول العربية من خلال الدول ، ولكن للشعب العربي كلمة يجب أن نسمعها ونعترف بها ، وتعريف الأمة هي التي تجمع الشعب والمؤسسات والأحزاب والهيئات ومنظمات المجتمع المدني ، وهذه هي الأسس التي ترتكز عليها جامعة الأمة العربية ، ونحن لن نحارب أحد ولا نعادي أحد سوى الكيان الصهيوني المحتل والإرهاب التي يقتل شعبنا العربي.
وأريد ان أوجه رسالة الى الرئيس بوتين ونقول له نحن نعول على دعمك لقضايانا العربية العادلة ، والدفاع عن المقاومة والمقاومة المسلحة بالتحديد ، والدفاع عن الجيوش العربية من خلال التعاون بيننا ، وأن يستمر نعجكم في الدفاع عن سورية ودعمها لمواجهة الإرهاب، وان يشتتد الدعم العسكري من قبلكم للجيش السوري في حربه على الإرهاب.
وانا ممتنة للوفد الروسي الذي أهداني كتاب عن حياة الرئيس بوتين في صور ، ولا نعتبرها إشارة تضامن ودعم فقط ، بل نعتبرها أيضاً بصمة مهمة في بداية تأسيس جامعة الأمة العربية.
ويمكن أن نختصر الكثير من الحديث عن ماهية هذه المنظمة وعن توجهاتها ومن يقف وراء تأسيسها ، وكم هي بالفعل ستكون في مصلحة تحقيق آمال الشعوب العربية على المستوى الشعبي والرسمي فيما بعد ، وهذا مانراه من خلال ورش العمل التي تشكلت خلال المؤتمر التأسيسي لهذه المنظمة ، ومن خلال مخرجات الحوار والنقاش والمقترحات التي بدرت عنه ، وهنا نص البيان الختامي الذي من شأنه أن يوضح الكثير من التساؤلات.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم