١٧ فبراير.. ذلك الحمل الكاذب..!!
اذا صحت تصريحات الرئيس الفرنسي خلال احداث فبراير عام ٢٠١١ فان المسيو ساركوزي كان هوالعقل المدبر لتلك الثورة وهوالذي حدد تاريخ قيامها وان صاحبه اليهودي الصهيوني بيرنار ليفي هوالقائد العام لقوات تلك الثورة والمخابرات الفرنسية هي التي خططت وأشرفت على العملية كلها وان الشعب الليبي المغلوب على أمره ظل عاجزا لما يزيد عن اثنين وأربعين عاما عن القضاء على نظام القذافي ولم يكن بمقدوره ان يفعل ذلك أبدا وان كل الشخصيات الليبية التي ارتبطت أسماؤها بتلك الثورة من رئيس وأعضاء مجلس الانتقامي الى روساء وأعضاء المكاتب التنفيذية الى رئيس وأعضاء الموتمر الوطني العام والحكومات الموقتة وكتائب الثوار ومجلس النواب ولجنة الدستور والموقعين على اتفاقية الصخيرات وحكومة الفجر الكاذب وحكومة الوفاق الوطني المعدوم، كلها لم تكن اكثر من بيادق على رقعة الشطرنج الفرنسية التي يحركها ساركوزي تارة ويحركها ليفي تارة اخرى. ثم تولت امرها بعد ذلك جماعات الاسلام السياسي في ليبيا ربما تحت الإشراف الفرنسي المباشر اوغير المباشر.
واذا كانت تلك التصريحات صحيحة فانها لا تدع مجالا للشك في ان ١٧ فبراير كله كان حملا كاذبا لا ريب فيه.!! ولا علاقة له بالشعب الليبي لا من قريب ولا من بعيد.!! وهوامر غير مقبول اولا ويمثل ثانيا اهانة مباشرة لتضحيات الشعب الليبي خلال ما يقل قليلا عن نصف قرن واستهانة بدماء شهدائنا الابرار.
المطلوب من كل "الثوار" و"السياسيين" واصحاب البطولات الدونكيشوتية الذين صدعوا رؤوسنا عبر وسائل الاعلام حول "الثورة المجيدة " وانجازاتها كما هومطلوب من جماعات الاسلام السياسي بأسمائها وراياتها المختلفة وكل من كانت له علاقة بفبراير بأية صفة كانت ان يكشف الحقيقة للشعب الليبيي المغلوب على أمره حقا وان يُبين كل منهم دوره الحقيقي في هذه "الثورة" وما جلبته على الشعب الليبي حتى الان من صنوف الدماء والدمار والنهب والسلب والخراب والتضليل وتزوير الحقائق.
نريد ان نعرف هل كانت فبراير ثورة الشعب الليبي ام انها كانت "ثورة الناتو" كما قال عبد الباري عطوان اوانها كانت ثورة المخابرات الفرنسية كما قال المسيوساركوزي!؟. لا نريد سوى الحقيقة.!!
شعارنا الذي نرفعه منذ اليوم يجب ان يكون هو "الشعب يريد الحقيقة"... فيا أيها الثوار... ويا أيها الذين تصدروا المشهد السياسي الليبي منذ فبراير ٢٠١١... ويا أيها المحللون والمعلقون السياسيون... لم يبق بعد تصريحات ساركوزي الا ان نقول لكم: افيدونا افادكم الله. ماهي حقيقة فبراير.!؟ والى اي مصير تقودون شعبنا المغلوب على أمره!؟... اجل... أجيبوا عن هذا السؤال الكبير: ليبيا الى أين المصير.!؟
انه لمن المؤسف والمخجل والمؤلم في ان واحد ان يتحول الحلم الواعد بالحرية والرخاء والحكم الرشيد والتنمية والديموقراطية، حلم ١٧ فبراير الى كابوس مزعج ودام حول بلادنا الى دولة فاشلة ومنقسمة على نفسها يخرب اَهلها بيوتهم بايديهم وأيدي المخابرات الأجنبية.!!
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا... اللهم اهدنا سبيل الرشاد. ولا حول ولا قوة الا بك. "والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم.
ابراهيم محمد الهنقاري