سيف الاسلام معمر القذافي ووحدة ليبيا
قد سبقت الفوضى الهدامة التي قادتها امريكا وفرنسا أي عملية اصلاح في الانظمة الوطنية والمرتقبة ما قبل ما يسمى الربيع العربي وبشهور قليلة ، وليبيا واحدة من تلك الانظمة الوطنية التي قادت وساعدت حركات التحرر في سعيها للاستقلال وفرض سيادتها على ارضها بعد عقود من الاستعمار وبالتحديد دول الاستعمار التي فرضت نفسها واحتكرت واستغلت شعوب المنطقة العربية والافريقية .
المهندس سيف الاسلام معمر القذافي احد ابناء الزعيم والقائد العربي الشامخ معمر القذافي ، كان احد المرشحين الاقوياء لخلافة والده في رئاسة ليبيا ، ليست الفكرة عملية توريث كما اشاع البعض في ذاك الوقت وفي عام 2009م ، ولكن كان ما خلفها في حفظ التوازن العشائري والقبلي المعقد في ليبيا .
بلا شك ان ما حدث لتلك الاسرة وعلى راسها معمر القذافي وابنائه لا تقبله ثقافة او سلوك او اداب او اخلاق، مع انجازات ثورية ونضالية قد اخذت على القذافي من معارضيه بعض من الاقليميين والانفصاليين وبعض من الاسلام السياسي وبعض ممن يفضلون تكريس الامكانيات فقط في محيط الجغرافيا الليبية وبدون النظر للامن القومي الليبي والعربي وبالتحديد في افريقيا وفلسطين ن كوكتيل من الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .الغير بنائة التي لم تستجيب لدعوات القذافي الاستراتيجية لحفظ الامن القومي الليبي والعربي ، بل كان منهم من يطالب بالخلافة ومنهم المتعولم الذي يطمح في تكريس الطاقات والامكانيات الليبية في ظواهر من البذخ اقتداء ببعض الدول العربية والتوجه للحضارة الغربية بسطحيتها وليس بعمقها التكنولوجي والحضاري .
سيف الاسلام معمر القذافي ربما كان من اشد المعارضين للبناء المؤسساتي في ليبيا والذي رأى منه القذافي بناء ثوري يحافظ على الثورة وصمودها امام التحديات وعندما طرح فكرة الجماهيرية بثقافتها وبنائها كاللجان الثورية التي اساءت سلوكيا وعبثت في المجتمع الليبي ، وربما كان من اشد المعارضين لسيف الاسلام القذافي الحرس القديم واللجان الثورية المنتفعة من وضع الجماهيرية وركودها في البناء الداخلي الذي كانت تهدر فيه الاموال لبناء المصانع والمعاهد الصناعية والمستشفيات والجامعات التي غطت كل قرية ومدينة وفي اكبر شبكة كهرباء وطرق في الوطن العربي الان هناك انجازات حققت وبرغم تفشي الفساد.
واجه سيف الاسلام معمر القذافي اعداء كثر ممن يدعون الثورية وعززوا الخلاف بينه وبين والده الى أن اقصي سيف الاسلام خارج البلاد عدة شهور .
لا نريد هنا ان نتوسع في الخلاف الذي كان قائما بين الابن والاب وفئة الطبيلة والذين انقلبوا على القذافي عندما فرشت لهم المخابرات الامريكية والفرنسية والانجيلزية مظلة امان في ظل مؤامرة كبيرة احيكت للدولة والليبية ورئيسها وزعيمها.
عاد سيف الاسلام القذافي للمارسة نشاطة السياسي في ليبيا مع بوادر مفاوضات لحل ازمة لوكربي وليطرح برنامجه لمستقبل ليبيا والذي حمل اسم "ليبيا الغد" مارس الضغوط على والده لعودة المنفيين والمطلوبين من رجال الاسلام السياسي وطارحا وجهة نظرة بالانفتاح على الغرب والعالم بوجه جديد وبدستور يحكم البلاد والمؤسسات ولتكون ليبيا هي مركز التجارة والاقتصاد المطل على اوروبا للعمق الافريقي وما يمكن من عمل ثورة بناء داخلية تمتد على ما يقارب 1800 كيلو متر على ساحل البحر المتوسط .
وبدون تحديد اسماء عادت الى البلاد الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .الليبية بشقيها الاسلامي والوطني بمظلة حماية من سيف الاسلام وبقناعة والده وبرغم معارضة الحرس القديم وضمن ميثاق شرف بين جميع الاطراف للبدء في عملية بناء ليبيا الغد وبعد ان تم وضع الدستور الذي حدد موعد مناقشته في مؤتمر الشعب العام في شهر مارس 3/20011 م في مدينة مصراته التي اول ما انقلبت عليه ونظمت المليشيات المحلية بتغذيه معدة سلبقا في نهاية شهر فبراير عام 2011م أي قبل البدء في مناقشة الدستور باسابيع، نكثوا الوعد والعهد وما كانت الامتيازات التي منحت لهم الا تبويبا لاختراقات كبرى في المؤسسات الليبية والجيش بالتعاون مع الشركات الاجنبية التي اتت بوجه اقتصادي ولكن كان عمق عملها امني بحت لتعد العدة لضرب ليبيا ومصالحها واستعطاف الشعب الليبي بكلمات ومصطلحات عدوانية مثل الطاغية والمستبد والكافر وغيره من المصطلحات التي كانت استقطابا لشباب مراهق زج في تخريب بلاده .
لا يتسع في هذا المقال ان نتحدث كيف بدأت ما يسمى ثورة فبراير وما هي ثقافتها وما هو دور فرنسا والصهيوني برنارد ليفي ولاننا سنبتعد عن الهدف من المقال .
افرج عن سيف الاسلام بقرار من البرلمان المعترف فيه دوليا واعتقد ان هذا الافراج وسقوط التهم الموجه اليه يدخل في مضمون ترتيب الاوراق في ليبيا بمساعدة قوى اقليمية ودولية بعد ان فشلت كل المبادرات الدولية في اعادة ليبيا كدولة ومؤسسات بعد ان عاثت المجموعات المسلحة من الاسلام السياسي وافرازاته خرابا وتدميرا وقتلا ونهبا لثروات ليبيا ، قبائل الزنتان التي حمت سيف الاسلام من عملية قتل محققة من تلك المليشيات ايضا ليست نخوة بقدر انها حسابات دقيقة لمستقبل ليبيا قد تكون فرنسا احد اطرافها القوية وربما ايضا ان حفتر الذي استطاع ان يطرد المليشيات من الشرق الليبي هو احد الاطراف الاخرى لصناعة المستقبل القادم لليبيا ومصر ايضا ، ويبقى سيف الاسلام القذافي وما طرحه من دستور وتوافق وطني جامع هو الورقة القوية التي ستلعب دورا مهما في اعادة مستقبل ليبيا كدولة بوحدة اراضيها وثرواتها وسيادتها ومن خلال القانون الدولي والدبلوماسي والسياسي لصياغة العلاقة بين ليبيا ودول الجوار والعالم ومن خلال ايضا توافق عشائري قبلي لابد منه للعبور بليبيا الى بر الامان بعد مخاض فرض القتل والتجزئة والنعرات المناطقية والتطرف وتبقى المعركة الكبرى مع الاسلام السياسي وعلى رأسه داعش واخواتها.
بقلم الكاتب السوداني سميح خلف
سميح خلف