قامت قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية خلال اليومين الماضيين بإجراء استفتاء عن أقدر الشخصيات الليبية لقيادة البلد في مواجهة الارهاب وتخليصها من حالة التخبط السياسي و الأمني الذي تعيشه منذ اكثر من خمس سنوات ، فقد تطرحت القناة على موقعها الرسمي بالشبكة الدولية للمعلومات " الانترنت" ثلاث شخصيات هي : المهندس سيف الاسلام معمر القذافي الذي مازال خلف القضبان في مدينة الزنتان منذ أكثر من أربع سنوات ، رغم صدور قانون العفو العام من البرلمان الذي يتخذ من مدينة طبرق مقرا له ، و خليفة حفتر قائد معركة ما صار يعرف بالكرامة التي أنطلقت منذ سنتان في بنغازي لمحاربة الجماعات المتطرفة و التي تحض بدعم من بعض الأطراف الإقليمية مثل مصر، و الإمارات، و الأردن، و السعودية ،و الشخصية الثالثة هو فائز السراج المدعوم من الغرب و الأمم المتحدة دوليا ،و الاخوان و قيادات المقاتلة محليا ليكون رئيس الحكومة القادمة للبلاد، و برغم من إن المهندس سيف الاسلام غائب قَصرا عن المشهد السياسي و الاعلامي ما يقارب من نصف عقد، إلا إن نتيجة الاستفتاء صبت في صالحه حيث صوت أغلب المشتركين على انه الشخصية الأقدر لقيادة الليبيين و توحيدهم في حربهم ضد الارهاب الذي صار يستشري في جميع ربوع ليبيا، و الجدير بالذكر إن أغلب الليبيين صاروا يتمنون عودة القيادات السابقة لإنقاذ البلاد مما تعيشه اليوم، فقد شاهد الجميع الليبيون في عدة مدن و قرى الليبية و هم يرفعون صور قياداتهم التي تقبع في السجون و من بينهما صور سيف الاسلام و هم يرددون شعارات تطالب بإطلاق سراحه لكي يخلص البلاد من حالة الفوضى العارمة التي تعيشها، إن الكثير من الأطراف المحلية صارت ترى في المهندس سيف الاسلام الشخصية الأقدر لقيادة البلاد و هو القائد الأمثل للمصالحة الوطنية التي يحتاجها الليبييون من اجل توحيد الجهود لمحاربة الارهاب ، تستند هذه رؤية على ما يتمع به سيف الاسلام من علاقات اجتماعية بين القبائل الليبية فهو ينحدر أصله من قبائل الوسط و تحديدا قبيلة القذاذفة التي ترتبط بعلاقات و مواثيق قبيلة مع عدة قبائل مثل قبيلة ورفلة التي تعد واحده من أكبر القبائل الليبية و غيرها من القبائل مثل المقارحة في جنوب البلاد و المشاشية و الصيعان و النوائل و العجيلات في غرب البلاد، و خواله من قبيلة البراعصة التي تقطن شرق ليبيا التي لها نفوذ و تأثير في الشرق ،كما إن قبيلة القذاذفة هي احد قبائل الاشراف أو المرابطين التي تتوزع في جميع مدن ليبيا و هذه القبائل بينها روابط مواثيق و اتفاقات ، و لها رابطة تسمى " رابطة المرابطين" حيث تم اخيرا تنصيب العميد صالح رجب المسماري الذي كان يشغل منصب أمين اللجنة الشعبية العامة للامن العام " الداخلية " منسق لهذه الرابطة ، أضافة للعلاقات الواسعة التي تربط المهندس سيف الاسلام بالعديد من الشخصيات القبيلة و العامة و التي تمكنه من القيام بدور أساسي لتجفيف بركة الدم و أطفاء نار الحقد التي صارت مستعرة بين الليبيين ، كما انه هناك قضية مفصلية و ذات بعد ديني، و قبلي ، و سياسي لا يمكن لاي شخص في ليبيا إن يضع لها حل إلا المهندس سيف الاسلام و هي قضية الذين قتلوا عام 2011م و مصيرهم مازال مجهول إلى الان و يأتي على رأس القائمة الزعيم الليبي معمر القذافي و رفيقة الفريق أبوبكر يونس جابر و أبنه المعتصم بالله ،أضافة إلى ما يتمع به سيف الاسلام من تجربة في إدارة الحوار و التفاوض سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وهناك شرائح واسعة من الشعب الليبي اليوم صارت تثق في قدرة سيف الاسلام على استشراف المستقبل و رسم السياسات المناسبة له بشكل صحيح و يستدلون على ذلك بخطابه الشهير في بداية الاحداث الذي حذرهم فيه من مغبة ما هم مقدمون علية فكل ما حذر منه عشية السابع عشر من فبراير عام 2011م يعيشونه الليبييون اليوم واقع بكل تفاصيله .
كل المؤشرات تؤكد إن الليبييون صاروا يبحثون عن مخرج لهم من محنتهم و جلهم يَرَوْن في سيف الاسلام القذافي هو المنقذ لهم و طوَّق النجاة من وحَّل فبراير الذي جلب لهم الموت و الارهاب و الجوع و التشرد الداخلي و الخارجي ، إن التصويت لصالح م سيف الاسلام القذاقي هو بمثابة رسالة صريحة من الليبيين إنهم ذاقوا ذرعا بفبراير و مخرجاتها السياسية و العسكرية و لا لم يعد يتأملون منها أي خير بعد هذه السنوات العجاف في شتى جوانب الحياة ،
ابن الوطن
ابقلم ابن الوطن