سرت هي الرهان والتحدي والقول الفصل .
سرت واسطة العقد . والرباط الأمامي . وخليج التحدي . وقرضابية المجد . وخط المواجهة
سرت خيمة العز . وروح الثورة . وميلاد الأمين . ومهد الإنتصارات . عبق الأصالة
سرت يراهن عليها خونة الداخل في أن تكون خط التأمين الأول
ويراهن عليها الخارج في أن تكون صمام إستمرارية المؤامرة الأول
ونراهن عليها نحن في أن تكون نقطة إستعادة الوطن وتحريره من شبح الإستعمار والتقسيم
إذن سرت هي الرهان والتحدي والقول الفصل .
ورغم كل مايبذل في شرق الوطن وغربه وجنوبه وهو جهد يشكل حلقات متصلة نحو تحقيق الهدف . ومع كل التقدير لكل شبر محرر في وطننا الغالي ترفع في سمائه رايات العز والمجد . لكن وفقا لمعطيات الأحداث وقراءة تفاصيلها فإن لسرت أهمية مختلفة .
الغرب رغم حديثه وتصريحاته النارية منذ سنين حول تغول الإرهاب في ليبيا لكنه يغض البصر عن سرت عمدا لتكون الشوكة في الخاصرة يستخدمها للإبتزاز والتهديد والتدخل . ورغم بعض الضربات الجوية التي أستهدفت درنة وصبراتة وإجدابيا لكن سرت كانت بعيدة عن أي إستهداف في موافقة غربية ضمنية لدعم الإرهاب فيها وتقويته .
مليشيات الداخل الإجرامية رغم إستماتتها في الجنوب ومعاركها الشرسة في الشرق وتواجدها في الغرب . لكنها أنسحبت في لمح البصر من سرت تاركة خلفها أسلحتها ومعداتها . في مشهد مسرحي بالتأكيد لم يمر علينا مرور الكرام . فتواجد الإرهاب في سرت يؤمن المؤامرة للغرب . ويؤمن الحماية لمليشيات مصراتة وطرابلس وبنغازي حتى ولو لحين .
الكثير من متصدري المشهد بداية من المفتي الغرياني وقناة النبأ بمحللها النعاس ومؤتمر الريكسوس والجماعة اللييية المقاتلة ومجالس الشورى في بنغازي ودرنة وقنوات الجزيرة بكل إمكانياتها وبعض الصحف الغربية أجمعت على نكران وجود داعش وأعتبرت أن سرت بها الأزلام وليس داعش . وكان ذلك لإعطاء الوقت الكافي للحصول على القوة للتنظيمات الإرهابية وتسهيل دخول السلاح والإرهابيين من تركيا وقطر والسودان وتونس حتى تمكن وتغول وأعلن ذلك على الملأ بأعمدة الصلب ومجازر الدبح .
اليوم تصرخ إيطاليا كما ترتجف مليشيات مصراتة وتجبر ولد السي اي ايه بلحاج للخروج من جحره لمجرد الحديث عن نوايا تحرير سرت . جميعهم عرفوا أن رهان المؤامرة على المحك .
وحتما بتحرير سرت ستتغير المعادلة محليا ودوليا . وينقلب المشهد ويقرأ الجميع صورة مغايرة للوطن .
ولاتخافوا ولاتترددوا ولاتكثروا من الحسابات . ومهما يكون من ينسب هذا النصر والتحرير لنفسه شخصيات أو مكونات . فالكلمة الفصل لقبائل المدينة الذين لن يكونوا كما في السابق عزل . فهم سيدخلونها اليوم بأسلحتهم وعزائمهم ويرسلون رسالة حتما سيقرائها الخارج قبل الداخل بتمعن ويعيد من خلالها حساباته .
اليوم جميعا مطلوب منا أن نكثف الجهود ونكون الرقم الصعب والغالبية ورأس الفعل بتقدم الصفوف والتضحيات ونعيد ملاحم المعتصم بالله ووفاء أبوبكر يونس ورفقة عزالدين الهنشيري ونعيد جمع حبات العقد في عاصمة المواجهة . وننصب خيمة العثعث لبعث الحياة في الأمة . ونفتح أبواب واغادوغو لقيادة القارة . ونكتب على سواحل المتوسط نحن هنا ...
بقلم الفارس الليبي