لايوجد سعي في ليبيا لدولة مدنية حديثة او سعي لدولة قانون او سعي لدولة ديمقراطية وكل المساعي المعلنة هى في الحقيقة مساعي مشبهة للشعب الليبي موهمة للعقول وعلى الشعب الليبي ان ينتبه لذلك ، فالعهد الذي يعيشه الشعب الليبي هو عهد من عهود الطغيان المركب الذي تتعدد فيه انواعا من الطغيان السياسي والطغيان الديني والطغيان الاقتصادي والطغيان الاجتماعي والامر في ذلك ليس تصويرا إنشائيا بل هى انواع يعيشها الشعب الليبي واقعيا ولكي تتوضح لنفصلها آتيا :-
اولا : الطغيان السياسي .
كل الاجسام القائمة في ليبيا الآن هى اجسام استبدادية طاغية وأفرادها هم طغاة جدد وذلك من المؤتمر الوطني العام والى مجلس النواب والى لجنة العقد الوطني والى حكوماتهم وهى اجسام لاتعبر بالمطلق عن الإرادة الشعبية او الإرادة الوطنية وإنما تعبر عن إرادات شخصية وهى اجسام معزولة مغلقة تماما عن اتصالها بالحاجات الملحة للشعب الليبي او ليبيا وهى اجسام لاعهد لها ولا قانون الاعهد وقانون المصالح الشخصية لأفرادها ، وقداستبد افرادها بكافة الحقوق المعيشية التى من المفترض ان تكون عامة لكل الشعب الليبي كالوضع المعيشي الكريم واستبدادهم بالخدمات الامنية والصحية والتعليمية وغيرها وحرمان الشعب الليبي بالمطلق من ذلك وللحفاظ على وضعهم المعيشي الاستبدادي فقد انتخب المؤتمر الوطني لمهمة محددة ولمدة محددة فتجاوز مدته ومهمته وانتخب مجلس النواب لمهمة محددة ولمدة محددة فتجاوز مهمته ومدته وانتخبت لجنة الدستور لمهمة محددة ولمدة محددة فتجاوزت مهمتها ومدتها وتجاوزت معهم اذيال من الحكومات مهمتها ومدتها،ولن تنتهي مدتهم حتى خمسين سنة قادمة بذات هذه الاجسام او بأجسام اخرى وبذات الأفراد دون غيرهم .
ثانيا : الطغيان الديني المنحرف .
يتعرض الشعب الليبي الى طغوى دينية منحرفة ليست من صحيح الاسلام بسطوة جماعات دينية متعددة على الحياة العامة يجاملها ويدعمها الطغاة الجدد الذين تصدروا المشهد السلطوي التشريعي والتنفيذي في ليبيا و من هذه الجماعات هى تنظيم الدولة غير الاسلامية ( داعش) والجماعات السلفية التي تنتمي الى المراجع السعودية ( شيوخ السعودية ) وهى جماعات تفرض مذهبها فرضا بالسيطرة على المدن كما هو حادث في المنطقة الوسطى من ليبيا من تنظيم الدولة الذي يستعبد اهل هذه المنطقة استعبادا وكما حادث من الجماعات السلفية بسيطرتها على اغلب المساجد في ليبيا وفرض مناهجها واستبعاد المناهج الاخرى المعتدلة .
ثالثا: الطغيان الاقتصادي .
كل ثروة الشعب الليبي هى مخصصة او منهوبة او مهدورة ويعرف انها مخصصة لطبقة الحكام الذين خصصوها لانفسهم عبر تشريعات ظالمة من المؤتمر الوطني العام ومن مجلس النواب ومن الحكومات المتعاقبة والعاقبة ويعرف حجم النهب والسرقة والاهدار لاموال الشعب الليبي بما نهبه او سرقه او اهدره اعضاء في مجلس الانتقامي و نواب المؤتمر الوطني ومجلس النواب ووزراء في الحكومات ومدراء ادارات ورؤساء عصابات مسلحة وقد بدأت واضحة فاضحة في شراء قصور وشركات ومزارع واراضي وفنادق واستثمارات في بلدان العالم وفي ارصدة في بعض المصارف الخارجية هى معلومة العنوان ، يقابل ذلك إفقارا ممنهج للشعب الليبي بقطع مرتباته وتسعير مسعور لايطيقه ابناء الشعب الليبي في أثمان الغذاء والدواء والكساء .ويقابل ذلك حرق وتدمير وسائل حياة الشعب الليبي حاضرا ومستقبلا كحرق وتدمير مطار طرابلس وحرق طائراته وحرق خزانات النفط وإقفال الحقول النفطية وتدمير محطات الكهرباء وقطع أشجار الغابات والاستيلاء على أراضيها وغيرها الكثير والمثير .
رابعا: الطغيان الاجتماعي .
من هذا الطغيان هو طغيان منطقة على منطقة معينة وهو طغيان اجتماعي جرى التحريض له من دعاة الحروب بدعاوى سياسية شتى بوضع منطقة ضد فبراير او وضعها مع سبتمبر وغيرهما من دعاوى الجاهلية المحرضة على الطغيان الاجتماعي الذي يطغى فيه اهل منطقة على اهل منطقة اخرى ، ومنه ايضا طغيان عصابات الجريمة المنظمة على مناطق كاملة والتى هى تحت رعاية الطغاة الجدد وتعرف مناطق كاملة في ليبيا بسيطرة عصابات الجريمة عليها حيث ان هناك مناطق هى معروفة من الجميع تنشط في تهريب الوقود ومناطق تشتهر بالهجرة غير الشرعية ومناطق تشتهر بالتنقيب وسرقة الاثار ومناطق تشتهر بسرقة المعادن الثمينة ومناطق تشتهر ببيع الخمور والمخدرات والبغاء ومن الطغيان الاجتماعي هو العزل الاجتماعي بين الاهالي الذي يقطع الصلات الاجتماعية بقطع وسد الطرقات بين المناطق او تعرض الاهالي الى التحقير والاهانة في بعض البوابات الرسمية من افراد مدمنين على المخدرات او تعرضهم للنهب والسلب من قاطعي الطرق مما يحجم الاهالي عن التنقل لصلاتهم الاجتماعية ومن الطغيان الاجتماعي خطف الاطفال والفتيات بصورة تعدت الظاهرة لتصبح طغيانا على اطفال وفتيات شعبا كامل ومنه ايضا اباحة القتل و هى اباحة طاغية في العديد من مدن ليبيا وغيرها الكثير من انواع الطغيان الاجتماعي .
هذا الطغيان المركب هو اشد انواع الطغيان الذي قد يقع على شعب من الشعوب والذي يحول شعبا من الشعوب الى عبيد تحت إيهامهم بالسعي الى الحرية او السعي لدولة القانون او السعي الى الديمقراطية بينما الحقيقة هو سعي للاستعباد ، ويعرف عن اغلب طغاة العالم الذين استعبدوا شعوبهم بأنهم يستخدمون منهج لايهام شعوبهم بالسعي للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وماذلك الا تمديدا لحكمهم الجائر وهذا مايحدث الآن في ليبيا ولم تعرف ليبيا عهدا اشد طغوى كما عرفته في هذا العهد الذي فيه من المظالم الخاصة والعامة مالايصدق وعلى الشعب الليبي الا يعيش منتظرا لمساعي هؤلاء منقادا لمساعي واهمة كاذبة مقصدها التمكين لطغوتهم واستبدادهم بكل شيء واستدراج الشعب الليبي لمزيد من العبودية وحشره في أدنى معيشة ارضية ذليلة وليس امام الشعب الليبي الا نسف قواعد الطغيان والعبودية الجديدة المتمثلة في كل الاجسام السياسية القائمة والعصابات المسلحة الحامية لهذه الاجسام بالخروج عليها وقلب عروشها وإعادة صياغة المشهد السياسي من جديد بما يحفظ كرامة الشعب الليبي ويحفظ كرامة ليبيا ، والا منهم الطغيان وعلينا العبودية ولهم الحياة الكريمة ولنا الحياة الذليلة وأفوض امرنا الى الله تعالى .
بقلم محمد علي المبروك