من قتل أطفال ماجر ؟ ولماذا ؟
من قتل عائلات عرادة ؟ ولماذا ؟
من قتل حفظة القرأن الكريم في البريقة ؟ ولماذا ؟
من قتل أطفال ونساء عائلة الخويلدي ؟ ولماذا ؟
من قتل وجرح بعض من رحلات لم الشمل السلمية ؟ ولماذا ؟
من قتل شباب سرت الأسرى مقيدين بالأغلال ؟ ولماذا ؟
من قتل أطفال بني وليد ؟ ولماذا ؟
من قتل نساء وشيوخ وشباب تاورغاء بالدبح والطبخ والكهرباء والحرق ؟ ولماذا ؟
من قتل الكثير من الأسرى المقبوض عليهم في البوابات وفي بيوتهم دون وجه حق ؟ ولماذا ؟
من قتل الدكتور عمر بريبش تحت التعذيب ؟ ولماذا ؟
من قتل عائلة بوعميد في بيتهم ؟ ولماذا ؟
من قتل سالمة الصيد ونادية العتري وخولة عراب وغالية المقرحي وعائشة الصويعي ؟ ولماذا ؟
من قتل العشرات في غرغور واليوم في مشروع نينه بطريق الجفرة ؟ ولماذا ؟
نحن نتكلم عن قتل أطفال ونساء وشباب ورجال ليس لهم علاقة بالمعركة . قتلوا في بيوتهم أو أماكن عامة بصواريخ ورصاص أو مقبوض عليهم تحت التعذيب . وفي كل العالم تعد هذه الأفعال جرائم حرب .
في فبراير ألف سياسي وألف حقوقي وألف ناشط وإعلامي ( خرجوا علينا فجأة كمناضلين وثوار ) وبكوا بالدموع على ( شاشات الجزيرة والعربية ) على قتلى الإرهابيين في أبوسليم . وعلى ماوصفوه بمجازر النظام ( الذي تبث أنها أكاذيب وتهم باطلة ) بينما لم نراهم ولم نسمع صوتهم ولم ينزل دمعهم على ألاف الجرائم التي تقتل ألاف الليبيين ظلما .
أليس هذه الجرائم تستحق التحقيق ومعرفة الجاني وإدانته أو على الأقل فتح ملفاتها على قنوات الإعلام وفي الصحافة وعلى كل موقع ألكتروني . أم أن العدالة ذات وجهين . والقانون والقضاء يخص فريق دون أخر . والدموع تستفزها أحداث دون أخرى . والإنسانية وحقوقها ومعاييرها تنطبق على جهات دون غيرها .
لكن يوما ستدور الحياة وفق سنتها ليمسك أهل الضحايا زمام الأمور . وتفتح كل الملفات . ليس لإدانة الجاني وحسب فهذا مفروغ منه . لكن الأهم هو فضح المتاجرين بشعارات العدالة والقانون والمساواة وحقوق الإنسان وذرف الدموع خداعا والتأييد والصمت أمام كل تلك الجرائم . وقبل كل ذلك هناك عدالة الله التي حتما ستقتص للمظلوم مهما طال الزمن . ودعوات المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب ...
بقلم الفارس الليبي