ابراهيم بكار العبيدي كان من اهم رجالات منطومة الدولة والنظام ، تستطيع ان تصفه بأن مدرسة في كل شيء .
فهـو الذي اعتمدت عليه الدولة في بناء بنغازي وكل المشاريع الكبري نفذت تحت اشرافه عندما كان يشغل وظيفة أمين بلدية بنغازي .
كان أهل بنغازي يحبون بكار ويحترمونه جداً لان الرجل لم يكن يقفل باب بيته ولا مكتبه عليهم .
من يتحصل على مقابلة ابراهيم بكار يعني ان طلبه قد تحقق لا تسويف ولا وعود زائفة كان يملكها بكار حتي يوزعها على الناس ، فهو مستعد ان لا ينام الليل في سبيل ان يحقق للناس كل مطالبهم التي لا تنتهي .
بكار رجل القانون والعدالة كان يحظى بثقة لاحدود لها عند معمر القذافي لانه رجل وطني ونزيه بأمتياز .
وظل طيلة حياته هو الخيط المتين الذي يربط النظام في طرابلس بكل ما يحدث في بنغازي .
فكل رجالات بنغازي الاوفياء كان يجتمعون لديه للتشاور في كل كبيرة وصغيرة ، فهو المصدر التشريعي بحكم خبرته القانونية وهو الألية التنفيذية للقرارات والقوانين بحكم وظيفته الادارية .
بعد فترة من العمل الدؤوب في بنغازي ابلغ بكار العقيد بأنه لم يعد قادر على الاستمرار في عمله على كأمين لبلدية بنغاري وقال مبرراً ذلك ان صحته لم تعد تسمح وان الناس تطرق ابواب بيته في كل الاوقات وانه فقد تماماً كل ما يمت لحياته الخاصة من وراء هذه الوطيفة .
عاد بكار الي الجهاز القضائي الذي يتبعه وترأس محكمة استنئاف بنغازي ولكن هذه العودة كانت في انتظار مؤتمر الشعب العام الذي اختاره في اول جلسة أمين للجنة الشعبية العامة للعدل والامن العام .
ما فعله بكار في أمانة العدل والامن العام من تطور في التشريعات وتنظيم لسير العمل ظل سارياً حتي تاريخ احداث 17 فبراير .
وفي عهده تحسنت الاوضاع الامنية بشكل كبير جداً وكذلك نال بكار ثقة واحترام كل رجال الشرطة والامن بكافة رتبهم ومناصبهم .
وللأمانة كان الرجل قادر على فرض احترامه على الجميع فلم نسمع بأحد اختلف معه او انتقذ اي اجراء اتخذه في امانة العدل والامن العام .
كان القائد يكلفه بكل الملفات الامنية ويطلب منه التنسيق مع قادة الاجهزة الامنية وهو لم يكن يدخر جهداً في تنفيذ التعليمات بدقة متناهية .
كانت ليبيا تعاني من الحصار المفروض عليها وانعقد اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس عام 1993 وكان على بكا ان يسافر براً الي تونس لحضور الاجتماع وبعد عودته من الاجتماع تعرضت سيارته لحادث اليم مع سيارة شاحنة عليها خزان مياه تعود ملكيتها لشخص يعمل في مجال نقل المياه للأبل في صحراء الراقدلين والعسة .
بكار فارق الحياة عقب هذا الحادث مباشرة ونقل جثمانه الي المستشفي وحضر اغلب قيادات الدولة للأطمئنان على الرجل ولكن الاطباء اخبروهم بأنه تعرض لأصابات بلغية نتيجة الاصطدام ادت الي وفاته .
تلقي معمر القذافي الخبر بحزن شديد حتي انه لم يبك على رجل بعد عبدالناصر الا على ابراهيم بكار .
وطلب على الفور تجهيز سيارته وذهب ليلقي النظرة الآخيرة على جثمان ابراهيم بكار نظر اليه معمر القذافي وقال له سوف نفتقدك يا ابراهيم فالرجال مثلك قليل ، الله يرحمك رحلت عنا ونحـن في امس الحاجة اليك .
لم يرثى معمر القذافي رجل بعد موته كما فعل مع ابراهيم بكار .
وكما يحدث في كل مرة يرحل فيها رجال من النظام لا بد ان تقوم الجبهة الوطنية لسرقة اموال جمعية الدعوة الاسلامية التي يترأسها المقريف وزمرته الضالة بترويج الشائعات الكاذبة ووصف الحادث بأنه جريمة اغتيال آمر بها النظام .
والغريب في الآمر ان بكار شهد وفاته كل رفاقه وكذلك عائلته التي حمل الجثمان اليها ومع ذلك لم يشهد الرفاق بشيء عن يوم رحيل بكار بينما صدرت عن عائلته في بنغازي تصريحات بعد فوضى 17 فبراير بأن الحادث كان مدبر .
وهذا لا يتنافي مع الحقيقة فحسب بل من شأنه تشويه سمعه الرجل بعد مماته والتي حرص طوال حياته ان تبقي ناصعة البياض
اقول لكل هذه العائلات لا تحاولوا ان تقفزوا الي سفينة 17 فبراير من خلال الادعاءات الكاذبـة فمعمر القذافي عندما يريد ان يعاقب احد رجاله كان اقصي ما يعاقب به ان يمنعه من مقابلته ويجعله يعيش في عزلة لا تطاق .
اما الاغتيالات والحوداث المدبرة فهذه احداث لم تعرفها ليبيا الا بعد 17 فبراير وسيطرة الزناذقة والمجرمين على السلاح ومؤسسات الدولة .
ابراهيم بكار العبيدي فقـده الوطن والنظام وبغيابه ضعفت العلاقة الوثيقة بين طرابلس وبنغازي ولم يستطيع النظام ان يجد بديلاً له يقوم بدوره وهو أمين بلدية او هو امين للعدل والامن العام مع احترامنا لجهود كل الشرفاء من رفاق بكار الذين اكملوا المسيرة .
هذه بكار في سطور رجل عصي عن النسيان يكفي انه الرجل الوحيد الذي بكاءه معمر القذافي وقام بتأبينه واعطى لجثمانه التحية قبل ان يغادر المستشفي ، هذا المواقف من العقيد تدل على مكانة بكار الكبيرة وفداحة غيابه عن الدولة .
فلتخرس الآلسنة وليرقد الابطال بسلام فالحقيقة مثل الشمس لا تعبئ بالغيوم مهما كانت سوداء .
مات ابراهيم بكار العبيدي وظل في ذاكرة الوطن عصياً عن النسيان فالمجد للرجال الشرفاء والخزي والعار للعملاء والخونة حتي يوم القصاص .
#الموسيقار_الموسيقار