فلسطين الامس واليوم
ان قضية فلسطين اليوم تغيرت واصبحت غير قضية فلسطين الامس ؛ فبالامس كنا نجاهد ونحارب من اجل
تحرير ارض مغتصبة اما اليوم فاصبح لدينا انسان عربى مغتصب على ارضه المغتصبه وبدون مقاومه
واقول بدون مقاومه ؛ لان ما يحدث اليوم على الاراضى الفلسطينيه هو دفاع ناس عن حقهم فى الحياة وتم
اختزال القضيه فى نقص البنزين وانقطاع الكهرباء ومتطلبات الحياة اليوميه وكأننا امام امر واقع ؛
اما الساده المسئولين عن المقاومة واسترداد الارض وتحرير الشعب باتوا مرفهين واساتذه فى العلوم السياسيه وباتت المقاومة تدار من فنادق القاهرة ودبى وقطر ؛ وانزوت السترة العسكريه والشمة الفلسطينيه
وتبدلت بالبدل والكرافت ؛ وصاروا يتقوتون بالقضيه ؛
بات صراع المقاومة الفلسطينيه فيما بينهم هو القضية الاساسيه اما فلسطين فعدادها شغال وكل يوم يسقط
القتلى والجرحى وتنتهك الادميه فى ابشع صورها ؛ نساء تستغيث واطفال تصرخ وعجائز يئنون والساده
بحماس وفتح يتطايفون فى القاهرة بجانب سحر النيل ؛ وبقطر وما ادراك ما قطر امارة ابليس ؛
فلسطين اليوم غير فلسطين الامس
فلسطين الامس كانت ابوعمار وفتح وحماس والجهاد ووو اما اليوم لا ابو عمار ولا فتح ولا حماس
هناك شعب يئن وعروبه متخازله وارض ينتهك عليها ابشع الانتهاكات ومدعين للمقاومه ؛
وقلة يجاهدوا ويقاوموا دفاعا عن بقائهم بالحياة ؛
ان العدو الاسرائيلى ينوع فى خططه حيال الشعب الفلسطينى ويبدع فى كيفية تمييع القضية دوليا وفرض سياسة الامر الواقع ؛ اما نحن فنفس اسلوبنا من الستينات وحتى الان نفس الفكر الذى عفا عليه الزمن
نفس الاسلوب البدائى فى المقاومه ؛ نفس الحلول نطرحها فى المحافل الدوليه حتى اصبحت القضيه فى عيون العالم فيلم ابيض واسود قديم شوهد مئات المرات ؛
فلسطين تعانى من نمطية الفكر والمقاومة امام عدو يتفنن كل يوم ويستحدث الافكار والاساليب ليكسب
تعاطف العالم الصليبى معه لنظر نحن المتخلفين المعتدين على الابرياء من الاسرائيليين ؛
ان الامة باكملها تحتاج لتطوير فى الذات وفى القدرات وفى الافكار ؛
لم يعد الفكر البعثى ولا الفكر الاشتراكى يجدى اليوم امام امراضنا التى باتت مستعصيه علينا
ففكر الامس ليس كتبا سماويه زلا احاديث نبويه ؛ انه فكر كان يعبر عن مرحلته وكان موائما وقتها
اما اليوم فيحتاج لفكرا جديد واسترتيجية جديده واجيال جديده لتضخ بالقضية دماء جديده ؛
ولكن نفس الفكر نفس النهج نفس الاسترتيجيه حتى نفس الخطاب ؛ونفس الاسماء
السابقين ابدعوا ليخرجوا لنا ما بين ايدينا اليوم ومنذ ان رحلوا لم يتغير شىء لاننا توقفنا حيث هم توقفوا ورحنا نردد كلماتهم وافكارهم مغمضى العينين ؛ وعندما علا صوت الضجيج والصراخ فتحنا عيوننا لنفاجأ ان كل ما حولنا تغير واصبح من المستحيل علبينا مواجهته فرحنا نرتجل ونرتجل ونرتجل
حتى تميعت القضيه وفقدت روحها ؛
الخلاصه : انه بلا فكر جديد وخطاب عالمى جديد واسترتيجية مقاومه جديده --- لن يحدث على صعيد القضية اى جديد
فلسطين والامه
المصدر: منتديات القوميون الجدد