فسحه
روح هات حنطور من الموقف ولو مالقيتش أبو حميدو تعالى ومتلعبش في الشارع ...قلت حاضر...وانا اطير من الفرح فاليوم الخميس وسنبقى عند جدتى..نينة....حتى نهاية يوم السبت عندما ياتى ابى لاصطحابنا للعودة .كانت امى تفضل قيادة أبو حميدو الهادئة للحنطور وتطمئن له لكونه معروف من قبل ابى كما انه لا يتحرك حتى تامره قائلة ياللا بينا يا ابوحميدو ..فيسال عند بيت الهانم الكبيرة فترد .ايوة.ولا نسمع له صوت حتى يقف امام... بيت جدى لا مى عند شارع الفراعنة .يومها كان يطعم حصانه الأبيض اللون بينما يقوم بالربت على جسم الحصان الذى كان يقف وعليه علامات الرضا الظاهر من هزات راسه وصوت صهيله الخافت كانه يشكر أبو حميدو..وما ان شاهدنى الرجل حتى رحب بى قائلا اهلا اهلا على فين النهاردة ؟قلت عند نينة .ثم وضعت يدى على فمى فقد فلتت منى العبارة وخالفت وصية امى بالا أقول للغرباء عما يدور في راسى..
كنت احب الركوب مع أبو حميدو لانه يجعلنى اجلس بجانبه وانا اشاهد الطريق طوال الرحلة رغم انها لا تتعدى العشرين دقيقة او اقل .رجعت مع عم أبو حميدو وصعدت مسرعا الى شقتنا واخبرت امى .بوصول العربة فحملتنى بحقيبة كبيرة تحوى غيارات لنا وملابس النوم .و بعض الأشياء التي اشترتها هدية لجدتى ..نينة... نزلت مسرعا ووضعت الحقيبة داخل الحنطور وجلست منتظرا نزول امى .ولكنها كانت تنتظرنى لاصطحب اخى الصغر نظرا لكونها تحمل اختى المولودة حديثا .تاخرت فقال لى عم أبو حميدو شوف يابنى الهانم جاية والا لاء...صعدت مرة أخرى فنالنى منها بعض الكلمات واللكمات وطبعا كونى مفيش فايدة منى وماصدقت انزل العب أخيرا ساعدتها في ركوب الحنطور واجلست اخى بجانبها وبينما استعد لاجلس بجانب عم أبو حميدو قالت اقعد جنب اخوك الا يقع مهياش لعبة...تعكر مزاجى من اول الرحلة وقررت السكوت ولكنه ليس سكوت علامة الرضا .
كنت اراقب الطريق بينما يمشى حصان عم أبو حميدو الهوينا ويحرك لجام الحصان بطريقة توحى لمن يشاهدها انه يعطيه إشارات محددة لكى يمشى مسرعا او يبطئ واحيانا اذا تطلب الامر الوقوف.
كانت الطرق غيرها الان فعلى جانبى الطريق كانت معظم البيوت عبارة عن فيللات والارصفة نظيفة وكذلك الأشجار المزروعة عليها أخيرا وصلنا الى منطقة حديقة الشلالات .اذا اقترب بيت جدى .واسمعنا أبو حميدو كلمته الأخيرة هييييييسسسسسسسسسسسس .ليقف حصانه في مكانه...وساعدنا الرجل على انزال حاجياتنا بينما أخرجت امى كيس نقودها لتعطى منه ما اعتادت ان تعطيه لعم أبو حميدو الذى كان يرفض ويقول حاخد من البيه لما اقابله .وكانت امى تقول خد دول وخد من البيه .دول علشان اكل الحصان شكرا يابو حميدو ويتحرك الرجل مغادرا بعربته.
بينما أقوم بحمل الحقيبة وانطلق صاعدا الى بيت جدى فقد اوحشتنى طيوره التي يقتنيها.وخاصة عصافير الكناريا والحسون والحمام الذى كان يتركه حرا فوق سطح البيت .. ولكن ما ان تجلس امى للحديث مع جدتى حتى انطلق الى الشارع أولا لانتظر الرجل الذى يعزف على البيانولا بينما تدق البنت الراقصة امامه على الدف الذى تمسكه لتجمع فيه نقود المشاهدين...بينما يجتمع بعض اقرانى من أولاد العرب اى نحن المصريين كما كانو يطلقون علينا وأبناء الخواجات .كنت اتركهم واذهب لمشاهدة بنايوتى النجار الايطالى لاتفرج عليه وهو يقوم بنحت الاخشاب الخاصة بمابوليا علية القوم بينما يرحب بى قائلا اقف هنا بس اوعى تمد ايدك على الشوغل هابيبى .لم يطردنى ابدا بل كنت اساعده في اشعال بعض نشارة الخشب اسفل وعاء الغراء بل وحفظت أسماء المعدات الخاصة به من شاكوش وفارة و مكدة ومفك وكماشة وطبعابقية أنواع العدة كان الرجل كبيرا في السن وحواجبه بيضاء ثقيلة ويسعل عند كل حركة..قال لى ناولنى....وأشار الى منشار صغير ولم يكمل كلمته فقد كانت الأخيرة وقع ارضا وهو يسند ظهره على الحائط وينظر الى ولكنه كان ينظر لشئ اخر لا اعرفه فقد ظلت عيونه مفتوحة حتى احضرت بعض جيران جدى ليسعفو بنايوتى النجار ولكن هيهات.
ظلت هذه الحادثة تعكر على صفوى واحسست ان المكان ينقصه شيء مهم جدا ليست رائحة نشارة الخشب والغراء فقط ولكن ترحيب عم بنايوتى النجار... عرفت يومها ان الإنسانية ليست لها جنسية.....
التجمع العربى للقوميون الجدد